أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
![]()
التاريخ: 2024-03-18
![]()
التاريخ: 2023-03-28
![]()
التاريخ: 22-7-2016
![]() |
الحب والكراهة لما كانا تابعين للإدراك ، فينقسمان بحسب انقسام القوة المدركة ، التي هي الحواس الظاهرة ، و الحواس الباطنة ، و القوة العاقلة.
فمن الحب ما يتعلق بالحواس الظاهرة ، بمعنى أن المحبوب مما هو مدرك وملذ عندها كالصور الجميلة المرئية ، و النغمات الموزونة ، و الروائح الطيبة ، و المطاعم النفيسة ، و الملبوسات اللينة بالنظر إلى الخمس الظاهرة.
ومنه ما يتعلق بالحواس الباطنة ، بمعنى أن المحبوب مما هو مدرك و ملذ عندها ، كالصور الملائمة الخيالية ، والمعاني الجزئية الملائمة بالنسبة إلى المتخيلة و الواهمة , و منه ما يتعلق بالعاقلة ، بمعنى أن المحبوب مما هو مدرك و ملذ عندها ، كالمعاني الكلية ، و الذوات المجردة. ولا ريب في أن العقلي من الحب و اللذات أقوى اللذات و أبلغها ، إذا البصيرة الباطنة أقوى من البصيرة الظاهرة و العقل أقوى إدراكا و أشد غوصا و نفوذا في حقائق الأشياء و بواطنها من الحس ، و جمال المعاني المدركة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة الحسنة ، فتكون لذة العقل و حبه بما يدركه من الأمور الشريفة الإلهية التي جلت عن ادراك الحواس أتم و ابلغ ، و لذا جعل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الصلاة أبلغ المحبوبات عنده في الدنيا ، حيث قال : «حبب إلىّ من دنياكم ثلاث : الطيب ، و النساء ، و جعلت قرة عيني في الصلاة» ، فان الالتذاذ بالصلاة لذة عقلية ، كما أن الالتذاذ بالطيب لذة شمية ، و بالنساء نظرية و لمسية.
فان قيل : حقيقة الإنسان نفسه الناطقة ، و لها ثلاث قوى ، و هي : العاقلة ، والشهوية ، و الغضبية ، و قوى أخرى هي : الحواس الظاهرة و الحواس الباطنة ، و شأن العاقلة , ادراك المعاني الكلية ، و الحقائق المجردة ، و شأن الحواس الظاهرة ادراك المبصرات و المسموعات والمشمومات و المذوقات و الملموسات ، وشأن الحواس الباطنة ادراك المعاني الجزئية والصور المدركة بالحواس الظاهرة و ضبطها ، و من جملة ما يدرك بالحواس ما يتعلق بقوتي الغضب و الشهوة ، من الغلبة و الاستيلاء و الوصول إلى المناكح و المطاعم و ضدهما فالمحب لهذه المدركات و الملتذ بها ما ذا من النفس و قواها المذكورة ، و هل المحب و الملتذ هو المدرك بعينه أو غيره؟.
قلنا : المحب و الملتذ أولا في كل من هذه المدركات هو المدرك ، و ثانيا و بالواسطة هو النفس إذ كل ادراك يتعلق بإحدى القوى ليصل بالآخرة الى النفس ، فيحدث فيها ما يقتضيه من اللذة والألم ، إلا أن ما يدرك بالحواس مما يتعلق بقوتي الشهوة والغضب لا بد أن يصل إليهما أيضا فيحصل لهما اللذة أو الألم ، و بواسطتهما يصل إلى النفس ، فالمدرك أولا للغلبة أو العجز هو الوهم ، فيلتذ أو يتألم ، ثم يصل منه أثر الإدراك و الالتذاذ والألم إلى القوة الغضبية ، و يصل منها الأثر إلى النفس فيلتذ أو يتألم ، و المدرك للطعم و الريح و اللين و النعومة هي الذائقة و الشامة و اللامسة ، فالالتذاذ و التألم لها أولا و بواسطتها للقوة الشهوية ، وهذا إن كانت الشهوية قوة على حدة سوى الذائقة والشامة واللامسة وسائر الحواس الظاهرة ، وإن كانت معنى جنسيا شاملا لجميعها فالأمر ظاهر , و بما ذكر ظهر وجه تعلق الحب بجميع القوى.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|