أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1867
التاريخ: 21-7-2016
2302
التاريخ: 21-7-2016
1525
التاريخ: 21-7-2016
1898
|
الموجودات بأسرها مجاري التفكر و مطارح النظر، إذ كل ما في الوجود سوى واجب الوجود فهو من رشحات وجوده و آثاره فيضه و جوده ، و كل موجود و مخلوق من جوهر أو عرض مجرد أو مادي ، فلكي أو عنصري ، بسيط أو مركب فعل اللّه و صنعه ، و ما من ذرة من ذرات العالم إلا و فيها ضروب من عجائب حكمته و غرائب عظمته ، بحيث لو تشمر عقلاء الأقطار و حكماء الأمصار مدى الأعصار لاستنباطها ، انقضت أعمارهم دون الوقوف على عشر عشيرها و قليل من كثيرها.
ثم إن الموجودات المخلوقة منقسمة إلى ما لا يعرف أصله فلا يمكننا التفكر فيه ، و إلى ما يعرف أصله و مجمله من دون معرفة تفاصيله فيمكننا التفكر في تفصيله لتزداد لنا معرفة و بصيرة بخالقه.
وهو إلى ما لا يدرك بحس البصر و يسمى ب (الملكوت) ، كالملائكة و الجن و الشياطين و عوالم العقول و النفوس المجردة ، و لها أجناس و طبقات لا يحيط بها إلا موجدها ، و إلى ما يدرك به ، و له أجناس ثلاثة : عالم السماوات المشاهدة بكواكبها و نجومها و دورانها في طلوعها و غروبها ، و عالم الأرض المحسوسة ببحارها و جبالها و وهادها و تلالها و معادنها وأنهارها و نباتها و أشجارها و حيوانها و جمادها ، و عالم الجو المدرك بسحبه و غيومه و أمطاره و ثلوجه و شهبه و بروقه و رياحه و رعوده ، و كل من هذه الأجناس الثلاثة ينقسم إلى أنواع ، و يتشعب كل نوع إلى أقسام و أصناف غير متناهية ، مختلفة في الصفات و الهيئات واللوازم و الآثار و الخواص ، و المعاني الظاهرة و الباطنة ، و ليس شيء منها إلا و موجده هو اللّه سبحانه ، و في وجوده و حركته و سكونه حكم و مصالح لا تحصى.
و كل ذلك مجاري التفكر و التدبر لتحصيل المعرفة و البصيرة بخالقها الحكيم و موجدها القيوم العليم ، إذ كلها شواهد عدل و بينات صدق على وحدانيته و حكمته و كمال كبريائه و عظمته فمن قدم حقيقته ، و دار عالم الوجود و فتح عين بصيرته ، و شاهد مملكة ربه الودود ، لظهر له في كل ذرة من ذرات الخلق عجائب حكمة و غرائب قدرة ، بهر منها عقله و وهمه ، و حسر دونها لبه و فهمه.
ثم لا ريب في أن طبقات العوالم المنتظمة المرتبة على النحو الأصلح و النهج الأحسن بأمر موجدها الحكيم و مدبرها العليم ، مبتدأة في الصدور من الأشرف فالأشرف ، حتى ينتهي إلى أسفل العوالم و أخسها ، و هو عالم الأرض بما فيه ، و كل عالم أسفل لا قدر له بالنسبة إلى ما فوقه ، فلا قدر للأرض بالنظر إلى عالم الجو، و لا للجو بالقياس إلى عالم السماوات ، و لا للسماوات بالنسبة إلى عالم المثال ، و لا للمثال بالنظر إلى عالم الملكوت ، و لا للملكوت بالقياس إلى الجبروت ، و لا للجميع بالنسبة إلى ما لا سبيل لنا إلى دركه تفصيلا و إجمالا من عوالم الألوهية ، كما ظهر لعلماء الطبيعة و أهل الرصد و الهندسة ، و وضح لأرباب المكاشفة و العرفان و أصحاب المشاهدة و العيان.
ثم أخس العوالم الذي عرفت حاله - أعني الأرض - لا قدر لما على ظهرها من الحيوان و النبات و الجماد ، بالنظر إلى نفسها ، و لذا يفسد من أدنى تغير لها جل ما عليها ، و لكل جنس مما عليها أنواع و أقسام و أصناف غير متناهية.
و أضعف أنواع الحيوان البعوضة و النحل و أشرف أنواعه الإنسان فنحن نشير إلى نبذة يسيرة من الحكم و العجائب المودعة فيها ، و كيفية التفكر فيها ، ليقاس عليها البواقي إجمالا.
فإن بيان مجاري التفكر بأسرها في حين المحال ، و ما يمكن منه خارج عن حيطة الضبط و التدوين ، و لذا ترى أن البارعين من الحكماء و الفائقين من أجلة العرفاء بذلوا وسعهم في بيان مجاري التفكر و مطارحه و شرح بمجال النظر و مسارحه فسطروا فيه الأساطير و ملأوا منه الطوامير ، و خاضوا في غمرات بحار الأفكار و غاصوا في تيار لجج الأنظار، و مع ذلك لم يعودوا بالنظر إلى ما هو الواقع إلا صفر اليدين و رجعوا آخر الأمر (بخفي حنين).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|