أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
8880
التاريخ: 12-7-2016
6744
التاريخ: 12-7-2016
10393
|
وخلاصة هذه النظرية عند القائلين بها أن اللغة الإنسانية إلهام، ووحي من الله _عز وجل_ لا يَدَ للإنسان في وضعها؛ فهو أعجز من ذلك؛ فهي _ إذاً _ توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها.
ولهذه النظرية أنصارها منذ أقدم العصور؛ فهي تنسب للفيلسوف اليوناني (هيرا لكيت) ت480ق. م.
ومال إليها بعض المُحدَثين منهم الأب الفرنسي (لامي) ت1711م.
وقد اعتمد غير المسلمين على أدلة نقلية؛ فقد ورد في التوراة أن الله _تعالى_ خلق جميع الحيوانات والطيور ثم عرضها على آدم _عليه السلام_ ليرى كيف يسميها؛ فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات المستأنسة، وطيور السماء، وذوات العقول.
ص56
وقد قال بهذه النظرية غير قليل من علماء المسلمين، ومنهم ابن فارس حيث قال رحمه الله: (أقول: إن لغة العرب توقيف، ودليل ذلك قوله _ جل ثناؤه _: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾.
فكان ابن عباس يقول: علم الأسماء كلها.
وهذه هي التي يتعارفها الناس من دابة، وأرض، وسهل، وجبل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها.
وروى خصيف عن مجاهد: قال: علَّمه اسم كل شيء.
وقال غيرهما: إنما علمه أسماء الملائكة.
وقال آخرون: إنما علمه أسماء ذريته أجمعين.
والذي نذهب إليه من ذلك ما ذكرنا عن ابن عباس)(1).
أما ابن جني فقد عرض هذه النظرية، ولم يجزم بها كابن فارس، بل تردد فيها هو وشيخه أبو علي الفارسي، بين التوقيف والإلهام، والقول بالمواضعة والاصطلاح(2).
ص57
وجمع السيوطي كدأبه في كتابه المزهر _ آراء القائلين بتلك النظرية _أعني التوقيف والإلهام_ كابن فارس، وابن جني _مع تردده في ذلك_ ثم أورد أقوال الأصوليين الذين يرون هذا الرأي، وأورد حججهم، والنصوصَ التي استدلوا بها إضافة إلى الآية الكريمة السابقة؛ حيث استدلوا بقوله _تعالى_: ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾.
وذلك يقتضي كون البواقي توقيفية،وبقوله _تعالى_: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾.
فاختلاف الألسن دلالة على التوقيف.
ومن حججهم رأي عقلي في الرد على القائلين بالاصطلاح والمواضعة وهو أن الاصطلاح يجتاج إلى لغة سابقة، وهم يرون أنه إذا بطل الاصطلاح وجب
ص58
التوقيف(3).
ويلحظ أن هذه النظرية تعتمد على النصوص النقلية، كما أنها لا تخلو من اعتراضات، وقد رد عليهم المحتجون بردود منها:
1_ أن نص التوراة يضعف دليلهم، وأنه حجة عليهم لا لهم؛ لأن فيه إشعاراً بأن آدم _عليه السلام_ هو الذي وضع الأسماء.
2_ أن الآية التي احتج بها علماء المسلمين ليست دليلاً قاطعاً؛ فقداختلف المفسرون في المراد بالأسماء.
وابن فارس نفسُه ساق بعض أقوالهم _كما مر_.
3_ أنه لو كانت اللغة توقيفية لما جاز لنا أن نُدخل فيها شيئاً، ألا ترى إلى لغتنا العربية اليوم ونحن ندخل فيها من مصطلحات العلوم والفنون الشيء الكثير؟
ألا ترى أننا ننقل دلالات بعض الألفاظ كالسيارة، والدراجة وغيرها؟.
إن حدوث الترادف، والاشتراك، والتضاد في اللغة _ لدليل على أن اللغة ليست كلها توقيفاً من الله _تعالى_.
وبهذا وغيره يتبين أن الأدلة المُساقة لا تنهض بهذه النظرية، ولا تقوى على الوقوف في وجه الاعتراضات.
ص59
___________________
(1) الصاحبي ص13.
(2) انظر الخصائص1 /94_99.
(3) انظر المزهر 1 /8_18.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|