المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

آثاره العلمية (عليه السلام)
31-07-2015
أحمد دقلة
12-10-2015
علم المناخ التطبيقي
2-1-2016
زوال صفة من يمثل احد الخصوم
17-1-2019
النظريات المنافسة للنظرية النسبية العامة
2023-10-26
نفاذية الضوء وامتصاصه
2024-02-12


تأثير عمل الام على الاسرة أخلاقيا وسلوكيا  
  
1944   10:28 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص264-265
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2020 2073
التاريخ: 18-11-2021 1784
التاريخ: 20-8-2022 1361
التاريخ: 1-5-2021 2775

- في الجانب الاخلاقي :ـ إن عمل الام وشغلها في بعض الاحيان قد يشغل كل وقتها ويستغرقه كلياً، بحيث تغفل الام عن ابنائها؛ وبالطبع فإن هذا الموضوع لا ينطبق على جميع الامهات ولا على جميع الحالات، وليس عن عمد. وبعبارة اخرى يمكن القول: إن العمل يأخذ الفرصة الكافية من اهتمام الامهات وقيامهن بواجباتهن، وهذا الامر يؤدي الى تعرض تربية الطفل الى الخطر ويمهد الارضة للانحراف والانزلاق عن جادة الصواب.

والابتعاد والانفصال عن الام، وايكال امره الى الخادمة، والخادم بحدّ ذاته ينفخ في الطفل روح العصيان والتمرد وعدم الاكتراث والهروب من الضوابط والقوانين، وهذا ما يضرّ بحاله ومستقبله.

كما أنّ عمل الام وتعاملها الرسمي مع الآخرين سيسري الى جو الاسرة، فتتكبر وتتعجرف على اطفالها، وتشرع بمدح نفسها، وتصبح معاملتها لأطفالها جافّة ورسمية، وهذا ما يسبب الابتعاد المتبادل بينها وبين الطفل، كما يشاهد احياناً قلة عناية الام بابنها وإشرافها عليه وهي تدري بهذا وتشعر به، ولكن بسبب فقدان الإمكانية لا تحرك ساكناً لتصحيح لذلك، فتشعر بالذنب تجاه ذلك، وتكتفي للتكفير عن ذلك بالإكثار من شراء الالعاب وتهيئة الغذاء واللباس الاحسن والاكثر، وهذا ايضاً يؤدي بدوره الى ميوعته بكثرة توقعاته وسوء تعليمه ودراسته ايضاً.

-  في الجانب السلوكي:ـ يمهد عمل الام ونتيجة لعدم توفير كل التوقعات للكثير من الاختلاف والعصيان والانحراف وبعد ساعات من الانتظار يجد الطفل امه. وعند قدومها يكون غاضباً ومنزعجاً من هذا الوضع، ولبيان اعتراضه، فإنه يقابل امه معانداً، ولذا يصبح تدريجاً فرداً غير متعادل وغير مستقر، واستمرار هذا الوضع يمهد لانحراف وانزلاق كبيرين.

اثبتت مجموعة من الابحاث في بعض المجتمعات الصناعية ان هناك علاقة بين إجرام الاطفال وعمل الامهات وكما يقول احد الزعماء:ـ (إن الاطفال الذين لم يتمتعوا بمراقبة وعناية الام باستمرار في المراحل الاولى من حياتهم..). كما اثبتت ابحاث (جان بالبي) ان فراق الام خصوصاً في السنوات الخمس الاولى من عمر الطفل هو السبب الاصلي لظهور النزعة الإجرامية عند الفرد. كما ان عدم الاهتمام بالتربية، وعدم تناغم الطفل معك سوف يؤدي الى الانفصال عنك والتوجه نحو اصدقائه، او ان العقد النفسية الناتجة عن الفراق ستسبب عنده العناد والحقد والتوجه نحو الاقران.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.