أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06
816
التاريخ: 2023-11-25
1266
التاريخ: 20-6-2017
1491
التاريخ: 2024-11-07
147
|
كان ابراهيم بن محمد بن علي المسمى بالامام ، اول من بويع بالخلافة العباسية، ولكنه قبل ان يرتقي كرسي الحكم ، سقط بيد الامويين فقتل مسموما ، وفي بعض التواريخ طبخ جثمانه .
وكان ابنه محمد محترما في الدولة العباسية، فهو اخ الخليفة العباسي الاول ابو العباس السفاح، والخليفة الثاني ابو جعفر المنصور .
جاء محمد بن ابراهيم يوما الى الفضل بن يحيى ومعه سفط فيه جوهر، وقال ان حاصلي قد قصر عما احتاج اليه ، وقد علاني دين مبلغه الف الف درهم ، واني استحي ان أُعلم أحد بذلك ، وآنف ان اسأل احدا من التجار ان يقرضني ذلك ، وان كان معي رهن يفي بالقيمة ، وانت - ابقاك الله ! لك تجار يعاملونك ، وانا اسألك ان تقترض لي من احدهم هذا المبلغ ، وتعطيه هذا الرهن.
فقال له الفضل : السمع والطاعة ، ولكن لكي تعجل بهذه الحاجة ، عليك ان تقيم عندنا هذا اليوم . ، فأقام عنده ثم أخذ الفضل السفط الى منزله، وأخذ خيط وكبله بقبضة واقام محمد في دار الفضل الى آخر النهار ، ثم انصرف الى داره ، فوجد السفط ومعه الف الف درهم ، فسرَّ بذلك سروراً عظيماً .
فلما جاء الغد بكَّر محمد الى الفضل ليشكره على ذلك فوجده قد بكَّر من باب آخر ، ومضى الى دار ابيه فمضى محمد اليه ، فلما علم بذلك خرج من باب آخر ومَضى الى داره فمضى محمد اليه واجتمع به وشكره وقال له :" انيِّ بكَّرت اليك لأشكرك على احسانك .
فقال الفضل : " اني فكرت في امرك فرأيت ان هذه الالف الف التي حملتها امس اليك تقضي بها دينك ، ثم تحتاج فتقترض وبعد قليل يعلوك مثلها، فبكرت الى امير المؤمنين وعرضت عليه حالك واخذت لك مائة الف الف درهم اخرى ، وكذلك فعلت لما حضرت انت الى باب ابي لأني ما كنت اؤثر ان ألقاك حتى يحمل المال الى منزلك وقد حمل ثلاثة ملايين درهم الى دار محمد بن ابراهيم في ذلك النهار " (1).
ماذا تعني هذه القصة التي ذكرها المؤرخون ؟ انها تعني :
اولاً: ان الوضع الذي كان يعيشه المسلمون في ايام الرشيد كان وضعا متميزا بزيادة الموارد المالية ، وبتكدس الثروات الطائلة في ايدي معدودة جدا من البيت العباسي واصاحبهم البرامكة والمنتفعين من النظام العباسي .
ثانياً: ان هذه المجموعة الصغيرة من المتربعين على الكراسي كانوا يتلاعبون بأموال الناس كما يتلاعب الصبيان بالكرة .
وبتعبير آخر كانوا يتلاعبون بمصير امة لا تغرب عنها الشمس ، ويتلاعبون بقوت اناس دخلوا الاسلام لكي يتخلصوا من جور الطغاة الكفرة ، فرأوا ان الحكام المسلمين ليسوا بأفضل من غيرهم .
هناك رجل اسمه الوليد بن الطريف الشاري الشيباني، ثار سنة - 187 هـ - في منطقة تسمى نصيبين ثم في ارمينية ثم آذربيجان. وهذه المناطق كانت واحدة من الناحية الادارية ، فقتل والي نصيبين التي كانت المركز الاداري لهذه المقاطعة وأخذ الحكم ، فبعث اليه هارون الرشيد بيزيد بن مزيد وهو احد القادة العسكريين الكبار مع جيش كثيف جدا فحاربه ، وكان الوليد بن طريف ينشد في معركته هذه الابيات :
انا الوليد بن طريف الشاري *** قسورة لا يصطلي بناري
جوركم اخرجني من داري
ان هذه الارجوزة تدل على طبيعة الظلم والحرمان الذي كانت تعيشه الامة الاسلامية آنئذ ، واكثر العلويين الذين خرجوا لقتال بني العباس كان همهم الاول هو رفع الحرمان عن الناس .
كانت امرأة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رث عليها، فمّر بها محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم وهو ابن طباطبا بن الحسن بن الامام الحسن (عليه السلام) وهو صاحب ابي السرايا فسألها عما تصنع بذلك ، فانتسبت فاذا بها من عائلة شريفة من ابناء المهاجرين والانصار في الكوفة ، اولئك الذين على اكتافهم وبجهودهم قامت الدولة الاسلامية .
ثم قالت: اني امرأة لا رجل لي يقوم بمؤنتي ولي بنات لا يعدن على انفسهن بشيء ، فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته انا وولدي ، فبكى بكاء شديدا ثم قال : انت والله وأشباهك تخرجوني غداً حتى يسفك دمي (2).
__________
(1) الفخري / ص 185 .
(2) مقاتل الطالبيين / ص 346 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|