المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المعالجات الكلية لمرض النفس
6-10-2016
Tetrahedral Carbon
21-12-2021
الاستخدام الأمثل للأرض
4-12-2019
الآثار القانونية الفردية لاكتساب الجنسية
3-12-2021
أحجام الجماعات وتقديراتها
31-12-2022
Properties of Alcohols and Phenols : Solubility of alcohols in water
4-9-2019


دعاؤه (عليه السلام) في يوم الاثنين  
  
3425   02:58 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص228-230.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في يوم الاثنين وهو :

الحمد لله الّذي هداني للإسلام وأكرمني بالإيمان وبصّرني في الدّين وشرّفني باليقين وعرّفني الحقّ الّذي عنه يؤفكون والنّبإ العظيم الّذي هم فيه مختلفون , وسبحان الله الّذي يرزق القاسط والعادل والعاقل والجاهل ويرحم السّاهي والغافل فكيف الدّاعي السّائل , ولا إله إلاّ الله اللّطيف بمن شرد عنه من مسرفي عباده ليرجع عن عتوّه وعناده الرّاضي من المنيب المخلص بدون الوسع والطّاقة , والله أكبر الحليم العليم الّذي له في كلّ صنف من غرائب فطرته وعجائب صنعته آية بيّنة توجب له الرّبوبيّة وعلى كلّ نوع من غوامض تقديره وحسن تدبيره دليل واضح وشاهد عدل يقضيان له بالوحدانيّة , اللهمّ إنّي أسألك يا من يصرف البلايا ويعلم الخفايا ويجزل العطايا سؤال نادم على اقتراف الآثام وسالم على المعاصي من اللّيالي والأيّام ؛ إذ لم يجد مجيرا سواك لغفرانها ولا موئلا يفزع إليه لارتجاء كشف فاقته إلاّ إيّاك يا جليل الّذي عمّ الخلائق منّك وغمرتهم سعة رحمتك وسوّغتهم سوابغ نعمتك يا كريم المآب والجواد الوهّاب والمنتقم ممّن عصاه بأليم العذاب دعوتك مقرّا بالإساءة على نفسي إذ لم أجد ملجا ألجأ إليه في اغتفار ما اكتسبت من الآثام يا خير من استدعي لبذل الرّغائب وأنجح مأمول لكشف اللّوازب لك عنت الوجوه فلا تردّني منك بالحرمان إنّك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد , إلهي وسيّدي ومولاي أيّ ربّ أرتجيه أم أيّ إله أقصده إذا ألمّ بي النّدم وأحاطت بي المعاصي ونكائب خوف النّقم وأنت وليّ الصّفح ومأوى الكرم؟

إلهي أتقيمني مقام التّهتّك وأنت جميل السّتر وتسألني عن اقترافي للسّيّئات على رؤوس الأشهاد وقد علمت مخبيّات السّرّ فإن كنت يا إلهي مسرفا على نفسي مخطئا عليها بانتهاك الحرمات ناسيا لما اجترمت من الهفوات فأنت لطيف تجود على المسرفين برحمتك وتتفضّل على الخاطئين بكرمك فارحمني يا أرحم الرّاحمين فإنّك تسكّن يا إلهي بتحنّنك روعات قلوب الوجلين وتحقّق بتطوّلك أمل الآملين وتفيض سجال عطاياك على غير المستأهلين فآمنّي برجاء لا يشوبه قنوط وأمل لا يكدّره يأس يا محيطا بكلّ شيء علما , وقد أصبحت سيّدي وأمسيت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التّعرّض لسواك بالمسألة عادلا وليس من جميل امتنانك ردّ سائل مأسور ملهوف ومضطرّ لانتظار خيرك المألوف .

إلهي أنت الّذي عجزت الأوهام عن الإحاطة بك وكلّت الألسن عن نعت ذاتك فبآلائك وطولك صلّ على محمّد وآل محمّد واغفر لي ذنوبي وأوسع عليّ من فضلك الواسع رزقا واسعا حلالا طيّبا في عافية وأقلني العثرة يا غاية الآملين وجبّار السّماوات والأرضين والباقي بعد فناء الخلق أجمعين وديّان يوم الدّين وأنت يا مولاي ثقة من لم يثق بنفسه لإفراط خلله وأمل من لم يكن له تأميل لكثرة زلله ورجاء من لم يرتج لنفسه بوسيلة عمله .

إلهي فأنقذني برحمتك من المهالك ونجّني يا مولاي من ضيق المسالك وأحللني دار الأخيار واجعلني مرافق الأبرار واغفر لي ذنوب اللّيل والنّهار يا مطّلعا على الأسرار واحتمل عنّي مولاي أداء ما افترضت عليّ للآباء والأمّهات والإخوان والأخوات بلطفك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام وأشركنا في دعاء من استجبت له من المؤمنين والمؤمنات إنّك عالم جواد كريم وهّاب وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.