المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22



التأمين الاقتصادي للطفل  
  
1971   11:04 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص416-419
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016 2325
التاريخ: 2023-10-03 1154
التاريخ: 25-7-2016 2506
التاريخ: 28-6-2016 2266

من الحقيقة بمكان، إن وجود الانسان مرتبط بمتطلبات واحتياجات اقتصادية وعلى راسها الغذاء وجوانب اخرى مرتبطة بالماديات.

ومما لا شك فيه ان عدم توفرها يؤدي إلى الشعور بعدم الاستقرار والارتياح والتمرد والصراع والاحتيال وغير ذلك، وهذا كله قطعا يشكل عوامل رئيسية في هدم الحياة والسقوط والانهيار.

لذا كانت تلبية الحاجيات الاقتصادية للطفل من افضل السبل للحد من نفوذ تلك العوامل الهدامة والخطيرة في هذا المجال الحيوي والمهم. وكما علمنا ان رغبات الطفل متعددة ومتنوعة ولكل منها اثارها المباشرة او غير المباشرة في ارتقاء او انحطاط المنظومة الاخلاقية له.

لذا اصبح من الواجب الاهتمام بها لاسيما ان الطفل لا يتحمل الحرمان ويصر على تحقيق متطلباته واحتياجاته بأسرع ما يكون، لان مقاومة رغباته و مطاليبه قد يمهد الطريق لحصول صدمة لنفسه او يجعله يسلك سلوكا فيه نوع من التمرد والغضب والعصيان والواقع ان الطفل الذي لا تلبى مطالبه وكل ما يتمناه فهو ليس كالطفل الذي يحصل على مطالبه بيسر وسهولة لان الاول يصاب بالإحباط لأنه تمنى شيئا ولم يتحقق له ، وهذا له مردود سيء جدا على نمو شخصيته واستقامة حياته وتقدمه ومجمل تصرفاته.

والحقيقة ان مطاليب الطفل لا حدود لها ، وكثيراً ما تخلق المشاكل للوالدين والمربين لأنه يرغب في اقتناء كل ما يعجبه ويشاهده فيلجأ إلى الصراخ والغضب تارة وإلى التضرع تارة اخرى، ولا يهمه القدرة المالية لوالديه، بل يراهما مقتدرين في كل الاحوال لذلك يلحٌّ ويلحُّ في تحقيق مآربه ومتطلباته اكثر فاكثر واذا لم تترجم مطاليبه على ارض الواقع فمن الممكن ان يجره ذلك إلى التمرد والعصيان ومواجهة الوالدين بالغضب وعدم الطاعة والثرثرة المزعجة، وقد تزداد حالة الطفل سوءاً اذا تجاوز الحرمان حدا معينا فيلجأ إلى الاساليب غير الشريفة وغير المشروعة من اجل تحقيق رغباته ومن هنا نفهم لماذا يلجأ الاطفال إلى الانحراف والسرقة والتصرفات غير المنضبطة والمذمومة في كثير من الاحيان وربما القمار والجريمة كوسيلة لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية.

ومن هنا يتوضح اكثر ان المجرمين و المحتاجين والمصابين بالإحباط النفسي والقلقين ينساقون وراء التلوث بالقبائح وانواع الفساد ارضاءً لميولهم ورغباتهم وكثيرا ما يتدرعون بالحيلة والمكر والخداع وسلوك الطرق غير المشروعة من اجل حاجة يرغبون في تحقيقها، مما قد يقدح في شرف واسم العائلة التي ينتسب اليها.

اذن ما هو الصحيح...؟

ليس من الصحيح توفير كل احتياجات الطفل فوراً. وإنما تحقيق الاهم ثم المهم، أي يجب الاهتمام إلى حد كبير باحتياجات الطفل المشروعة خصوصا الاساسية والضرورية منها اولاً بأول. وينبغي ان لا يكون الفقر حاجزا عن تحقيق ذلك، لان تلبية المطالب ولو نسبياً له الاثر الفاعل في تربية الطفل وتهذيبه.

وطبعا من الافضل ان يتم في حالة قدرة الوالدين المالية تلبية الرغبات الضرورية والاساسية للطفل مع مراعاة الحكمة والمصلحة والمنفعة والعمل على تفهيم الطفل ما يفيده وينفعه من اللعب والحاجيات مع الاخذ بعين الاعتبار التثقيف من اجل التوفير وترشيد الاستهلاك في العائلة. لان الصرف الزائد عن الحاجة والاهتمام بالكماليات قد يتحول دون تحقيق رغبات الطفل و مطاليبه، لان الحياة يجب ان تأخذ منحاها الطبيعي الذي يصب في تهذيب وبناء شخصية الطفل وسموه.

ـ وهنا نقطة يجب الالتفات اليها وهي :

يجب على الوالدين والمربين التحلي بالصبر وضبط النفس من الطلبات المتكررة الصادرة من الطفل ومقابلته بالحب والملاطفة والوعود الحسنة اضافة إلى تفهيمه اهمية النقود وترويضه على الادخار وجمع قسم ما يُعطى اليه من نقود لشراء ما يحتاج اليه دون ان يشعر بالأذى وعدم الارتياح.

وطبيعي ان المربي او الوالد الذي يحتضن طفله ويشعره بالحب والحنان ويشاطره الافراح والاتراح ينفذ إلى قلبه ويهدئ من روعه ويقلل من حدته واصراره على اقتناء كل حاجاته وانما قد يقتنع ببعضها ويقلع عن اصراره على البعض الاخر ويلطف من حدته وشدته فيجب على الاباء والمربين ان يلاحظوا ذلك ويتأملوا وان لا يشغلهم صخب الحياة وكثرة المشاكل والمشاغل.

جاء في كتاب : (تربية الاطفال اليافعين واعادة تأهيلهم) للدكتور علي القائمي ص218 -219 في موضوع : (ملاحظات حول التأمين الاقتصادي) ما نصه : في عملية التامين الاقتصادي للأطفال لابد من مراعاة النقاط التالية :

1ـ ان مبدأ توفير المتطلبات سليم ومنشود ولكن لا يعني توفير كل ما يهواه الطفل، فمن الضروري الاخذ بعين الاعتبار ما تقتضيه المصلحة اليوم ومستقبلا وكذلك سلامة الجسم والروح.

2- ينبغي اشباع الطفل دوما ولو بالخبز الخالي او الاغذية الزهيدة الثمن الاخرى لان الجوع منشأ الكثير من الآفات.

3- ينبغي إغناء الطفل حتى لا يلجأ إلى أي مكان آخر لتحقيق هذا الهدف، كما لابد من اعداد الطعام أو الفاكهة الجديدة التي يرغبها الطفل في أسرع وقت ولو بمقدار قليل.

4- ليس من المناسب وضع الشيء الذي يرغبه الطفل بعيدا عن متناوله او اخفاؤه في صندوق اليس الهدف من شرائه هو استفادة الطفل منه؟ فلمَ لا يكون حراً في هذه الاستفادة.

5- اذا لم تكن هناك قدرة على تلبية رغبات الطفل فلا ينبغي على الاقل ضربه او توجيه اللوم له دوما لان ذلك سيضاعف من شعوره بالعقد.

6- من الافضل السعي دوما إلى عدم اظهار العجز والفقر امام الطفل فان ذلك يولد لديه الكآبة ويؤذي روحه من جهة ومن جهة اخرى يصغر من شخصية الوالدين في عينه من دون ان تكون له جوانب ايجابية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.