الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
انواع المكاسب (طرق الإنتاج) / التجارة
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص518ــ526
2025-09-27
83
في الماضي كانت التجارة وصفقات البيع والشراء تشكل إحدى الطرق المهمة للإنسان لتأمين معاشه اليومي، واليوم كذلك تعد من أكثر المهن ربحية.
وقد تناولت النصوص الحديثية هذا الموضوع بأهمية كبيرة وحثت عليه، وجسّد بعض عظماء الدين هذه الأهمية من خلال ممارستهم لهذه المهنة على مرّ التاريخ، كالنبي هود (سلام الله عليه) على سبيل المثال، الذي كان يمتهن التجارة(1)، ونبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي اشتغل بالتجارة بأموال زوجته السيدة خديجة، وكذلك الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) الذي كان يشجّع الأفراد عليها بإعطائهم الرساميل اللازمة لذلك(2).
وطبعاً الأخطاء والمزالق التي تواجه المسلم في مجال التبادل التجاري ليست بالقليلة، وهو ما أشارت إليه الروايات ووصفت من لا يلتزم بالأحكام الشرعية الخاصة بالبيع والشراء ولا يتورع في مسائل الحلال والحرام بالفاسق أو الفاجر(3).
نعرج هنا على الأحاديث والروايات التي تتناول أهمية التجارة وآدابها وشروطها والآثار المترتبة عليها والمنافع التي تدرّها والمكاسب المحرمة:
فضل التجارة وأهميتها
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الْبَرَكَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاء تِسْعَةُ أَعْشَارِهَا فِي التَّجَارَةِ وَالْعُشْرُ الْبَاقِي فِي الجُلُودِ(4)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: تِسْعَةُ أعشارِ الرِّزْقِ فِي التَّجَارَةِ والعُشْرُ في المواشي(5).
توضيح: ربما يعنى هذا الحديث باقتصاد الحجاز آنذاك، بوصفها منطقة ذات مناخ جاف واستوائي، وتندر فيها الزراعة وتربية المواشي.
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): اتَّجرُوا بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: إِنَّ الرِّزْقَ عَشَرَةُ أَجْزَاء تِسْعَةٌ فِي التَّجَارَةِ...(6)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: أَنَّ مَعَايِشَ الْخَلْقِ خَمْسَةٌ:... التِّجَارَةُ....(7).
وقال الراوي: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله (سلام الله عليه): الرَّجُلُ يَتَّجِرُ وَإِنْ هُوَ آجَرَ نَفْسَهُ أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِمَّا يُصِيبُ فِي تِجَارَتِهِ. قَالَ: لا يُؤَاجِرْ نَفْسَهُ وَلَكِنْ يَسْتَرْزِقُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَتَّجِرُ، فَإِنَّهُ إِذَا آجَرَ نَفْسَهُ حَظَرَ عَلَى نَفْسِهِ الرزق(8).
وعن محمد بن عذافر قال: أعْطَى أبو عَبْدِ الله (سلام الله عليه) أَبِي أَلْفَا وَسَبْعَمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ: اتَّجِرْ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لِي رَغْبَةٌ فِي رِبْحِهَا وَإِنْ كَانَ الرِّبْحُ مَرْغُوباً فِيهِ وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَرَانِيَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - مُتَعَرِّضاً لِفَوَائِدِهِ(9).
آثار التجارة
رفع الهموم: قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا أَعْسَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْرُجْ وَلَا يَغُمَّ نَفْسَهُ وَأَهْلَه(10).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إِذَا أَعْسَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضْرِبْ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَلَا يَغُمَّ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ(11).
الاستغناء عما في أيدي الناس: قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): تَعَرَّضُوا لِلتِّجَارَةِ؛ فَإِنَّ فِيهَا غِنِّى لَكُمْ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْعَبْدَ المحترف الأمين(12).
زيادة العقل: وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): التَّجَارَةُ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ(13).
رفقة الشهداء في يوم القيامة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): التَّاجِرُ الأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(14).
آداب التجارة الحلال
فقه التجارة: عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): يَا مَعْشَرَ التَّجَارِ! الْفِقْهَ ثُمَّ المَتجَرَ، الْفِقْهَ ثُمَّ المُتجَرَ، الْفِقْهَ ثُمَّ المُتجَرَ. وَالله لَلرِّبَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا...(15).
ويروى أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي أُرِيدُ التَّجَارَةَ. قَالَ: أَفَقِهْتَ فِي دِينِ الله؟ قَالَ: يَكُونُ بَعْضُ ذَلِكَ. قَالَ: وَيْحَكَ الْفِقْهَ ثُمَّ الْمُتجَرَ، فَإِنَّهُ مَنْ بَاعَ وَاشْتَرَى وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْ حَرَامٍ وَلَا حَلالٍ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا ثُمَّ ارْتَطَمَ(16).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: يَا مَعْشَرَ التَّجَارِ الْفِقْهَ ثُمَّ المَتجَرَ... التَّاجِرُ فَاجِرٌ وَالْفَاجِرُ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الحَقِّ وَأَعْطَى الْحَقِّ(17).
مراعاة الله في البيع والشراء: قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) مَنْ بَاعَ وَاشْتَرَى فَلْيَجْتَنِبْ خمْسَ خِصَالٍ وَإِلَّا فَلا يَبِيعَنَّ وَلا يَشْتَرِيَنَّ: الرِّبَا وَالْخَلْفَ وَكِتْمَانَ الْعَيْبِ وَالْحَمْدَ إِذَا بَاعَ وَالذَّمَّ إِذَا اشْتَرَى(18).
وكان الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يتجول كل صباح في أسواق الكوفة... وكان يقف عند باب كل سوق ويصيح بأعلى صوته: يَا مَعْشَرَ التَّجَارِ! اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ... قَدِّمُوا الاسْتِخَارَةَ وَتَبَرَّكُوا بِالسُّهُولَةِ وَاقْتَرِبُوا مِنَ الْمُبتاعِينَ وَتَزَيَّنُوا بِالْحِلْمِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْيَمِينِ وَجَانِبُوا الْكَذِبَ وَتَجَافَوْا عَنِ الظُّلْمِ وَأَنْصِفُوا المظلُومِينَ وَلا تَقْرَبُوا الرِّبَا وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(19).
السماحة في التجارة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ وَسَمْحَ الشّرَاءِ...(20)؛ وقال (صلى الله عليه وآله): رَحِمَ اللهُ سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ الْاقْتِضَاءِ بَائِعاً وَمُشْتَرِياً(21).
إقالة المشتري النادم: وروي: إِنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله) لَمْ يَأْذَنْ لِحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ بِالتِّجَارَةِ حَتَّى ضَمِنَ لَهُ إِقَالَةَ النَّادِمِ وَإِنْظَارَ المُعْسِرِ وَأَخْذَ الحَقِّ وَافِياً وَغَيْرَ وَافٍ(22).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): أَيُّمَا عَبْدٍ أَقَالَ(23) مُسْلِمَا فِي بَيْعِ أَقَالَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَشْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(24).
الصدق: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التَّجَارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا ائتُمِنُوا لَمْ يَخونُوا، وإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا اشْتَرَوْا لَمْ يَذْمُوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعْسِرُوا(25).
التجارة في الوطن: وعن الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ يَكُونَ مَتْجَرُهُ فِي بِلادِهِ(26).
المحافظة على مصادر الدخل: وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إذا رُزِقْتَ مِنْ شَيْءٍ فَالْزَمْهُ [لا تتحول إلى تجارة أخرى](27) وكذلك قـال (سلام الله عليه): إذا نَظَرَ الرَّجُلُ فِي تِجَارَةٍ فَلَمْ يَرَ فِيهَا شَيْئًا فَلْيَتَحَوَّلُ إِلَى غَيْرِهَا(28).
دعاء أثناء البيع والشراء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فليقل المسلم عند التجارة مع أخيه المسلم: اللهــم خـر لي وَلَهُ(29).
وعن حريز عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: إذا عزمت على شراء سلعة فقل ثلاث مرات: الله اكبر؛ ثم ادع بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُهُ أَلْتَمِسُ فِيهِ مِنْ فَضْلِكَ فَصَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ لِي فِيهِ فَضْلاً. اللَّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُهُ أَلْتَمِسُ فِيهِ مِنْ رِزْقِكَ [اللَّهُمَ] فَاجْعَلْ لِي فِيهِ رِزْقاً(30).
وعن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (سلام الله عليه): إذا أردت شراء سلعة قل: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا دَائِمُ يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تَقْسِمَ لِي مِنَ التَّجَارَةِ الْيَوْمَ أَعْظَمَهَا رِزْقاً وَأَوْسَعَهَا فَضْلًا وَخَيْرَهَا عَاقِبَةً، فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِيمَا لَا عَاقِبَةَ لَهُ(31).
سلوكيات مذمومة أثناء البيع والشراء
الدناءة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ الرَّبْحُ عَلَى الإِخْوَانِ(32).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): ربحُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ رِبَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَارْبَحْ عَلَيْهِ قُوتَ يَوْمِكَ أَوْ يَشْتَرِيَهُ لِلتِّجَارَةِ فَارْبَحُوا عَلَيْهِمْ وَارْفُقُوا بِهِمْ(33).
ملاحظة: رسالة هذا النمط من الروايات هي: لا يحسن للمؤمن أن يتربح في المعاملات الصغيرة على أخيه المؤمن الذي يتقوّت على مثل هذه المعاملات، إلا إذا كان مبلغ الصفقة كبيراً، أو كان أصل الصفقة للتجارة، فيكون الإنصاف في هذه الحالة الإرفاق في الربح.
الدوارة والتجوّل في الأسواق: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا تَكُونَنَّ دَوَّاراً في الأَسْوَاقِ وَلا تَكُنْ شَرَّاءَ دَقَائِقِ الأَشْيَاءِ بِنَفْسِكَ، فَإِنَّهُ يُكَرَهُ لِلمَرْء ذي الحَسَب وَالدِّينِ أَنْ يَلِيَ دَقَائِقَ الأَشْيَاءِ بِنَفْسِهِ...(34).
الحلف في البيع والشراء: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الخَلْفِ فِي البَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ؛ الخَلْفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ(35).
وفي حديث آخر إنّ تجنّب الحلف من شروط الكسب الحلال(36). وكذلك في حديث نبوي شريف: أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الْبَيَّاعُ الخَلافُ...(37)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: ثَلاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم:... رجل جَعَلَ الله بضاعته؛ لا يَشْتَرِي إلّا بِيَمِينِه وَلا يبيع إلا بِيَمِينِه(38)؛ وقال (صلى الله عليه وآله): مَنِ اقْتَطَعَ شَيْئاً مِنْ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ قَضِيباً مِنْ أَرَاكِ(39).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): يَا مَعْشَرَ التَّجَارِ! إِيَّاكُمْ وَالْيَمِينَ الْفَاجِرَةَ
فَإِنَّهَا تُنْفِقُ السِّلْعَةَ وَتَمحَقُ الْبَرَكَةَ...(40).
ومرّ علينا في رواية مصادف كيف أنّ الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) رفض
ربح أمواله لأنها كانت من الحلف(41).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أحاديث نبوية شريفة: أَرْبَعُ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ طَابَ مَكْسَبُهُ... لا يُدَلِّسُ...(42)؛ مَنْ غَشَّ مُسْلِماً فِي شِرَاءٍ أَوْ بَيْعِ فَلَيْسَ مِنَّا...(43)؛ وَيْلٌ لِتُجارِ أُمَّتِي مِنْ لا وَاللهِ وَبَلَى وَاللهِ ...(44)؛ ثَلاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ... المُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْخَلْفِ الْكَاذِبِ أَعَادَهَا ثَلَاثَاً(45)؛ صَاحِبُ السِّلْعَةِ أَحَقُّ بِالسَّوْمِ(46).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): في الجيّد دَعْوَتَانِ وَفِي الرَّدِي دَعْوَتَانِ: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْجَيْدِ: بَارَكَ اللهُ فِيكَ وَفِيمَنْ بَاعَكَ وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الرَّدِي: لا بَارَكَ اللهُ فِيكَ وَلَا فِيمَنْ بَاعَكَ(47) وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: ثَلَاثَةٌ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَثَلاثَةٌ يُدْخِلُهُمُ اللهُ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ؛ فَأَمَّا الَّذِينَ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَإِمَامُ عَادِلٌ وَتَاجِرٌ صَدُوقٌ وَشَيْخُ أَفْنَى عُمُرَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا الثَّلاثَةُ الَّذِينَ يُدْخِلُهُمُ اللهُ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَإِمَامُ جَائِرٌ وَتَاجِرُ كَذُوبٌ وَشَيْخٌ زَان(48).
الغش في المعاملة: جاء في رواية أنه: دَخَلَ عَلَيْهِ [الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه] رَجُلٌ يَبيعُ الدَّقِيقَ، فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالْغِشَّ، فَإِنَّ مَنْ غَشَّ غُشَّ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غُشَّ فِي أَهْلِهِ(49).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ غَشَّ مُسْلِماً فِي شِرَاءٍ أَوْ بَيْعِ فَلَيْسَ مِنَّا وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ، لِأَنَّهُمْ أَغَشّ الخَلْقِ لِلْمُسْلِمِينَ(50)، وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: نَهَى عَنْ شَوْبِ اللَّبَنِ بِالمَاءِ إِذَا أُرِيدَ بِهِ الْبَيْعُ لِأَنَّهُ يَكُونُ غِشَا...(51).
النهي عن بعض المعاملات
نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ بَيْعِ السَّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ(52).
يقول الراوي: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (سلام الله عليه) عَنِ الْفِئَتَيْنِ يَلْتَقِيَانِ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَبِيعُهُمَا السَّلاحَ؟ فَقَالَ (سلام الله عليه): بِعْهُمَا مَا يَكُنُّمُها: الدَّرْعَ وَالْخَفْتَانَ وَالْبَيْضَةَ وَنَحْوَ ذلك(53).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه): نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرٌ وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَر...(54)؛ وعنه (سلام الله عليه) في رواية أخرى: ... إِذَا طَفِّفَتِ المكاييل أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ وَالنَّقْصِ(55).
هذا وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ إِلَّا كَلْبَ الصَّيْدِ(56)، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ فَضْلِ المَاءِ(57) وكذلك نَهَى عَنْ تَلَقَّي الْبُيُوعِ...(58) وَنَهَى (صلى الله عليه وآله)... أَنْ يَدْخُلَ الرَّجُلُ فِي سَوْمِ أَخِيهِ المُسْلِم(59).
__________________________
(1) انظر: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:... كَانَ هُودٌ تَاجِراً... (بحار الأنوار، ج 100، ص56).
(2) انظر: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى أَبو عَبْدِ الله (سلام الله عليه)، أَبِي أَلْفًا وَسَبْعَمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ له: اتّجر بها... (الكافي، ج 5، ص 76).
(3) قَالَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه): الْفِقْه ثُمَّ المتجر... التَّاجِرُ فَاجِرٌ وَالْفَاجِرُ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الْحَقَّ وَأَعْطَى الحق (الكافي، ج 5، ص 150).
(4) كتاب الخصال، ص 445.
(5) الجامع الصغير، ج 1، ص 506.
(6) الفقيه، ج 3، ص192.
(7) وسائل الشيعة، ج 19، ص 35.
(8) الفقيه، ج 3، ص174.
(9) الكافي، ج 5، ص 76.
(10) تهذيب الأحكام، ج6، ص 329.
(11) عوالي اللئالي، ج 3، ص193؛ انظر: دعائم الإسلام، ج 2، ص 13.
(12) کتاب الخصال، ص 621.
(13) الكافي، ج 5، ص 148.
(14) الجامع الصغير، ج 1، ص 520.
(15) الكافي، ج 5، ص 150.
(16) دعائم الإسلام، ج 2، ص 16.
(17) الكافي، ج 5، ص 150.
(18) بحار الأنوار، ج100، ص95؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 150 - 151.
(19) الكافي، ج 5، ص 151.
(20) الجامع الصغير، ج 1، ص 287.
(21) التبيان، ج 5، ص 62.
(22) الكافي، ج 5، ص 151.
(23) الإقالة تعني القبول بفسخ الصفقة بطلب من النادم.
(24) الكافي، ج 5، ص 153.
(25) الجامع الصغير، ج 1، ص 336.
(26) الفقيه، ج 3، ص 164.
(27) الفقيه، ج 3، ص 169.
(28) الكافي، ج 5، ص 168.
(29) إِذَا بَايَعَ الْمُسْلِمَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَلَه (تحف العقول، ص 43).
(30) إِذَا اشْتَرَيْتَ شَيْئًا مِنْ مَتَاعٍ أَوْ غَيْرِهِ فَكَبَّرَ ثُمَّ قُلْ:... ثُمَّ أَعِدْ كُلَّ وَاحِدَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (الكافي، ج5 ص 156).
(31) الكافي، ص 157.
(32) تاريخ مدينة دمشق، ج 61، ص 325.
(33) الكافي، ج 5، ص 154.
(34) تحف العقول، ص 379؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 91.
(35) مسند أحمد بن حنبل، ج 5، ص 297؛ الجامع الصغير، ج 1، ص 591.
(36) انظر: ذيل مبحث وجوب الكسب الحلال وفضله، ص 591.
(37) عوالي اللئالي، ج 1، ص 263؛ مستدرك الوسائل، ج 13، ص 273.
(38) الجامع الصغير، ج 1، ص 548.
(39) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص 53.
(40) الغارات، ص 65.
(41) انظر: ذيل مبحث ((وجوب الكسب الحلال وفضله))، ص 506.
(42) الكافي، ج 5، ص 153.
(43) الفقيه، ج 4، ص 14.
(44) الفقيه، ج 3، ص 160.
(45) وسائل الشيعة، ج 17، ص 421؛ انظر: تفسير العياشي، ج 1، ص 179.
(46) الكافي، ج 5، ص 152.
(47) الكافي، ج 5، ص 201 - 202.
(48) کتاب الخصال، ص 80.
(49) لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا (الكافي، ج 5، ص 160).
(50) الفقيه، ج 4، ص 14.
(51) دعائم الإسلام، ج 2، ص29.
(52) السنن الكبرى، ج 5، ص327.
(53) تحف العقول، ص 374؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 113.
(54) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 45.
(55) علل الشرائع، ص 584.
(56) الجامع الصغير، ج 2، ص 686.
(57) مسند أحمد بن حنبل، ج 3، ص 338.
(58) مسند أحمد بن حنبل، ج 1، ص 430.
(59) الفقيه، ج 4، ص 5.
الاكثر قراءة في النظام المالي والانتاج
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
