الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الشؤون الاقتصادية / التثمير (تنمية المال)
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص497ــ501
2025-10-05
18
الرخاء الاقتصادي للمجتمع رهن بعاملين رئيسيين: الاجتهاد في الإنتاج، والقناعة في الاستهلاك(1). المراد بالإنتاج كل نمط من أنماط العمل المشروع لتأمين العيش وتحقيق التقدم الاقتصادي للفرد والمجتمع، ويشمل ذلك ميادين الزراعة وتربية المواشي والتجارة والصناعة وغير ذلك مما وردت تأكيدات بشأنه في القرآن الكريم والأحاديث والروايات.
لطالما حثّ أئمة الدين على العمل والكسب الحلال بصورة عامة وعلى الإنتاج والتوليد على وجه خاص. وفي المقابل، ذمّوا تعطيل الأموال. قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ وَجَدَ مَاءً وَتُرَاباً ثُمَّ افْتَقَرَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ(2).
الحضّ على التثمير والإنتاج
كان أئمة الدين يحثّون المسلمين على الانخراط في التجارة والصدقات الجارية من قبيل وقف البساتين والمزارع والمراعي وما شابه، معتبرين العمل والإنتاج عنـوان عـزّة المسلم وكرامته. عن المعلى بن خنيس:... رَآنِي أبو عبد الله (سلام الله عليه) وَقَدْ تَأَخَّرْتُ عَنِ السُّوقِ، فَقَالَ لِي: اغْـدُ إِلَى عِزّكَ(3). التعبير عــن مكان الكسب بـ «العزّة» لتبيان أنّ العزّة هي في العمل والإنتاج واستثمار الثروات(4).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مِنَ الْمُرُوءَةِ اسْتِصْلاحُ المَالِ(5).
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه):... وَاسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عليك...(6).
وعن الإمام زين العابدين (سلام الله عليه):... اسْتِثْمَارُ المالِ تَمامُ المُروءَةِ...(7).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه):... إصْلاحُ المالِ مِنَ الإِيمَانِ(8)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً: عَلَيْكَ بِإِصْلاحِ المالِ، فَإِنَّ فِيهِ مَنْبَهَةً لِلْكَرِيمِ وَاسْتِغْنَاءً عَنِ اللَّئيمِ(9).
وعن زرارة عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: مَا يُخَلَّفُ الرَّجُلُ شَيْئاً أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ المالِ الصَّامِتِ [النقود أو الذهب والفضة]. قال: قلت: كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: يَصْنَعُهُ فِي الْحَائِطِ وَالْبُسْتَانِ وَالدَّارِ(10).
هدف الإنتاج
لقد وضع الإسلام أهدافاً إلهية للإنتاج هي: 1. صون العزّة والاستغناء عن اللئام. 2. التوسيع على الأسرة من رفاهية معقولة وعزة وكرامة. 3. إكرام الأرحام والجيران. 4. الإنفاق في سبيل الله ورفع الاحتياجات الفردية والاجتماعية.
وقد روي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله: مَنْ طَلَبَ [الرِّزْقَ فِي] الدُّنْيَا اسْتِعْفَافاً عَنِ النَّاسِ وَتَوْسِيعاً عَلَى أَهْلِهِ وَتَعَطَّفَا عَلَى جَارِهِ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر(11).
قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ الله (سلام الله عليه): والله إِنَّا لَنَطْلُبُ الدُّنْيَا وَنُحِبُّ أَنْ نُؤْتَاهَا، فَقَالَ: تُحِبُّ أَنْ تَصْنَعَ بِهَا مَاذَا؟ قَالَ: أَعُودُ بِهَا عَلَى نَفْسِي وَعِيَالِي وَأَصِلُ بِهَا وَأَتَصَدَّقُ بِهَا وَأَحُجُ وَأَعْتَمِرُ، فَقَالَ (سلام الله عليه): لَيْسَ هَذَا طَلَبَ الدُّنْيَا، هَذَا طَلَبُ
الآخرة(12).
وعنه (سلام الله عليه)، أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ مِنْ كَدِّ يَدِهِ(13).
يتضح جلياً من هذه الروايات أن هدف الإسلام من الحضّ على العمل - والإنتاج ليس تكديس الثروات، وإنما خلق فرص استثمار النعم الإلهية على طريق التنمية والارتقاء وتأمين احتياجات الناس، وبالتالي وضع الأموال والثروات (النعم) في الأغراض التي خُلقت لها.
العوامل المعنوية وراء تثمير المال
عدا العوامل الطبيعية (العمل والإنتاج) التي تلعب دوراً مهماً في تثمير الأموال، فإن ثمة عوامل أخرى لا تقل أهمية عنها أشارت إليها الروايات، نذكر بعضاً منها.
الصدقة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ فِي الْمَالِ كَثْرَةً...(14).
صون الأمانة: وقال (صلى الله عليه وآله): الأَمَانَةُ تَجْلِبُ الْغِنَى وَالْخِيَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ(15).
الزواج: وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ بِالمال(16).
القول الحسن: وقال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): الْقَوْلُ الْحَسَنُ يُثْرِي المال وَيُنْمِي الرِّزْقَ...(17).
الطهارة: وروي أن رجلاً شَكا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قِلَّةَ الرِّزْقِ، فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): أَدِمِ الطَّهَارَةَ يَدُمْ عَلَيْكَ الرِّزْقُ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَوُسِّعَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ(18).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ ذَهَبَ فِي حَاجَةٍ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمْ تُقْضَ حَاجَتُهُ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ(19). نستلهم من هذا القول الشريف عدداً من النقاط المهمة: 1. الوشيجة التي لا تنفصم بين الدين والدنيا؛ بمعنى، الأحرى بالإنسان أن يكون على وضوء في الأمور الدنيوية لكيلا ينسى ذكر الله، 2. التركيز على روح التوحيد في الأعمال الدنيوية؛ 3. الشعور بعدم استقلال الإنسان في نشاطات الحياة؛ فبعض الأعمال ينجزها الإنسان بتوفيق من الله وبعضها الآخر بفضل تدخل العناية الإلهية. فهذه العناية الكريمة تنزل البركة على عمل الإنسان، إذن، جميع النعم هي بفعل الإرادة الإلهية النافذة، لكنها أحياناً تكون مشهودة تقع بواسطة الإنسان نفسه، وأحياناً أخرى غير مشهودة تقع من حيث لا نحتسب.
________________________
(1) تسنیم، ج 17، ص 344.
(2) قرب الإسناد، ص 55.
(3) الفقيه، ج 3، ص192.
(4) انظر: جامعه در قرآن، ص271 – 272.
(5) الفقيه، ج 3، ص 166.
(6) نهج البلاغة، الكتاب 69.
(7) الكافي، ج 1، ص 20.
(8) الكافي، ج 5، ص 87.
(9) الكافي، ج 5، ص 88.
(10) الفقيه، ج 3، ص 170؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 91.
(11) الكافي، ج 5، ص 78.
(12) الكافي، ج 5، ص 72.
(13) الكافي، ج 5، ص 74.
(14) الكافي، ج 4، ص 9.
(15) قرب الإسناد، ص 55؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 133.
(16) مكارم الأخلاق، ص 196.
(17) الأمالي الصدوق، ص 2.
(18) عوالي اللئالي، ج 1، ص 268.
(19) الفقيه، ج 3، ص 157.
الاكثر قراءة في النظام المالي والانتاج
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
