المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أول موسوعة كيميائية حديثة
6-12-2021
q-Pochhammer Symbol
29-8-2019
عيسى بن أبي منصور
11-9-2016
معنى كلمة تعس‌
20-1-2016
استراتيجيات التصنيع العالمية
6-9-2016
نظريات الاستقطاب - نظرية التنمية الدائرية المتراكمة - الأثار الموجبة (Spread Effects)
13-4-2020


دعاء فتح اليمن  
  
3755   03:56 مساءاً   التاريخ: 26-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص291-293.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) فهو داعية الله الأكبر في الأرض وهو الذي طهّر أرض العرب من الأوثان والأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله وقد وجّه البشرية بصورة عامّة نحو الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة وقد أنار الطريق وأوضح القصد وحرّر الفكر من خرافات الجاهلية وتقاليدها , ولقد كان الرسول (صلى الله عليه واله) في جميع فترات حياته يناجي ربّه ويلهج بذكره ويدعوه بثقة وإخلاص وقد أثرت عنه بعض الأدعية الشريفة علّمها إلى وصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) .

أرسل النّبيّ (صلى الله عليه واله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه قوّة عسكرية إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام ففتح الله الفتح المبين فأسلموا على يده بلا قتال وقد زوّده الرسول (صلى الله عليه واله) بهذا الدعاء الشريف :

اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك ولا رجاء يأوي بي إلاّ إليك ولا قوّة أتّكل عليها ولا حيلة ألجأ إليها إلاّ طلب فضلك والتّعرّض لرحمتك والسّكون إلى أحسن عادتك وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا ممّا احبّ وأكره فأيّما أوقعت عليّ فيه قدرتك فمحمود فيه بلاؤك متّضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب , اللهمّ فاصرف عنّي مقادير كلّ بلاء ومقاصر كلّ لأواء وأبسط عليّ كنفا من رحمتك وسعة من فضلك ولطفا من عفوك حتّى لا احبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت وذلك مع ما أسألك أن تخلفني في أهلي وولدي وصروف حزانتي بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كلّ عورة وستر كلّ سيّئة وحطّ كلّ معصية وكفاية كلّ مكروه وارزقني على ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك والرّضا بقضائك , يا وليّ المؤمنين واجعلني وما خوّلتني وولدي ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حماك الّذي لا يستباح وذمّتك الّتي لا تخفر وجوارك الّذي لا يرام وأمانك الّذي لا ينقض وسترك الّذي لا يهتك فإنّه من كان في حماك وذمّتك وجوارك وأمانك وسترك كان آمنا محفوظا ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .

وحكى هذا الدعاء مدى إخلاص النبيّ (صلى الله عليه واله) وإيمانه الوثيق بالله تعالى فقد فزع وتضرّع إليه بأروع ألوان التضرّع والإنابة إليه تعالى .  

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.