المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
عدة الطلاق
2024-09-28
{وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم}
2024-09-28
الايمان في القلوب
2024-09-28
{نساؤكم حرث لكم}
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون اللبناني
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون العراقي
2024-09-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاغذية التي يتعاطاها الانسان  
  
1634   11:21 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص220-221
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /

ـ الأغذية قسمان :

ذلك أن الأغذية التي نتعاطاها قسمان: قسم يعوّض أنسجة أجسادنا وهي المواد الزلالية.

وقسم أعدّ للإحتراق فباحتراقها بفعل الأوكسوجين الذي في الدم تعطينا قوة تسري في عضلاتنا وأعصابنا وتحفظ حرارتنا.

(للأغذية وظيفة ثالثة وهي تهييج خلايانا الجسمية، من هذا التهييج ينتج التبادل الذي يميز حياتنا.

فإذا كان الغذاء الذي نتعاطاه ذائباً كان تهييجه لطيفاً بطيئاً مترقياً ولكن إذا كان الغذاء مركزاً كان تهييجه قوياً فجائياً.

فلنفرض أن غذاءنا مكوّن من الخبز والبطاطس بمقادير مناسبة ومن النباتات الخضراء والفواكه فأن خلايانا بعد انهضام هذه الأغذية تأخذ منها الزلال بمقادير صغيرة ضرورية لتعويض مادّتها الحيوية المستهلكة.

وأما المواد الإحتراقية فتأتي بكمية مناسبة أيضا وذائبة من البطاطس والخبز والفواكه فتتأثر خلايانا بتهييج لطيف أي فسيولوجي.

ولكن إذا كان الغذاء مؤلفاً كما هي عادة معاصرينا من اللحوم والحلاوات المشبعة بالسكر والشكولاتا والكحول مهما كان مقداره صغيراً اتجهت هذه المواد الى خلايانا مجتمعة فأحدثت فيها اضطراباً غير فيسولوجي يتوهم إنّه قوّة بدنية ولكنه في الحقيقة ليس إلا خطوة نحو الصدمة النهائية).

قال الدكتور باسكولت في كتابه (التهاب المفاصل والافراط في التغذي) ما يأتي:(التهيج اللطيف للخلايا يحفظ الحياة بتسهيله تمثيل الأصول المغذية، والتهيج القوي يختصر الحياة بحملها على الإسراع في عملها بحيث يعتريها التعب والانحلال قبل موعده الطبيعي).

وقال الدكتور (بول كارتون) في كتابه (الثلاثة الأغذية المميتة) ما نصّه:(حين تصل الى خلايا الجسم أغذية شديدة التركز تتكبد تلك الخلايا هجوماً عنيفاً مميتاً مضاداً لحياتها الطبيعيّة وهذا التهيج المضاد للفزيولوجيا يقتضي ردّ فعل فجائياً شديداً من الخلايا الجسدية يفرح به صاحبه في حينه ولكنه مع الإدمان ينقلب مضعفاً هادماً مولداً للمرض، هذه المجهودات المفرطة التي يجب أن تعملها خلايانا لتتساوى مع شدّة التهيج الغذائي نتخيلها دائماً مظهراً كاملاً من مظاهر الحياة والصحة، فكلما لغطت الآلة وارتعدت تحت تأثير الحرارة المفرطة إفتخر صاحبها وارتاح، وكلما صار الأولاد أكثر تورداً وسمناً تحت تأثر اللحم والسكر ازداد أهلوهم سروراً بهم ومع ذلك فلا شيء أكثر خدعاً من هذه الظواهر الغشاشة ولا شيء أكثر خطراً من هذه النتائج الجميلة التي يتحمسون لرؤيتها غاية التحمس، لأن عقباها التي لا مناص منها الانحطاط والفساد والمرض والموت الباكر لجسم استنفدت جميع ذخائره الحيوية).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.