المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



النظر الى المرض لا المريض  
  
2203   11:44 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص60-62
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 48459
التاريخ: 2023-09-13 1266
التاريخ: 2023-11-01 1678
التاريخ: 15-4-2016 5566

من الأمور التي يجب رعايتها من قِبَل الأطباء الأعزاء هي عند ضرورة علاج المرضى لدى الطبيب غير المماثل، فانه عند جواز استشفاء النساء لدى الطبيب أو الرجال لدى الطبيبة، فان الجواز ينحصر بموضع المرض ـ إذ الضرورات تقدر بقدرها ـ ولا يجوز أن يتعدى الى أكثر من ذلك، فمثلاً إذا اضطرت المرأة لفحص ضغطها فلا يجوز لها الكشف عن رقبتها مثلاً، كما لا يجوز للطبيب أن ينظر الى أكثر من مكان المرض ومستلزماته. بل عليه من باب نهيها عن المنكر أن يأمرها بالحجاب والتعفف بأفضل اسلوبٍ وأحسن قولٍ، ولا ينقص الأطباء الأعزاء هذه الأساليب المؤثرة في المحافظة على عفة النساء.

وهكذا إذا اضطرت المرأة لفحص جنينها عند طبيب مع عدم وجود الطبيبة فان الجواز ينحصر بالموضع المحدد ولا يجوز التعدي لغيره ولا حتى تصوير الجنين إلا إذا كان في ترك الصورة ضررٌ معتد به عند العقلاء سواء على الجنين أم على امه.

ومن هنا نلفت نظر الأزواج المحترمين الى ضرورة مراقبة تصرفات زوجاتهم في مراجعة الطبيب، فما اشتهر أو جاءنا من ثقافة الغرب المستعمر من تكرار ذهاب النساء الحوامل الى الطبيب وتكرار أخذ الصور للجنين بحجة معرفته ذكراً أو أنثى أو بحجة معرفة في أي شهر هو أو لأي سببٍ غير عقلائي لا يعود لرفع الضرر عن الجنين أو أمه، فان هذا العمل غير مبرر شرعاً، فلا يجوز للحامل الذهاب لفحص نفسها أمام رجلٍ أجنبي إلا إذا اضطرت لذلك، كما لا يجوز لزوجها السماح لها بالخروج لذلك وعليه منعها عن ارتكاب هذا المنكر.

ولتنشغل الحامل عن ذلك ببعض المستحبات المذكورة في محلها(1) ، لتحسين وضع جنينها الصحي والأخلاقي والنفسي ولتبتعد عن الطعام المحرّم والمشبوه وعن المسائل المزعجة والمؤدية الى غضبها وتوتر أعصابها الأمر الذي يؤثر سلباً على الجنين.

وعلى الزوج تسهيل هذه الأمور على زوجته وإبعادها عن أجواء الغضب والمشاكل العائلية، فان كل أمر تقوم به الحامل أو أي طعام وشراب تتناوله يؤثر على جنينها وأخلاقه.

وعلى الطبيب أن يراعي مسألة اللمس المحرم، فاذا اضطر الى اللمس فليقتصر على القدر المحدد والكافي لتشخيص المرض أو طريقة علاجه، وإن أمكن ـ وهو ممكن في كثير من الأمراض ـ لبس القفازات (الكفوف) أثناء الفحص، بل هو واجبٌ لحجب اللمس المباشر، ومثله الفحص من فوق الثياب إن أمكن، والأمر يختلف من مرض لآخر.

وما حُرّم لمسه حرم النظر اليه، فلا يجوز النظر بشهوة وغير شهوة(2) الى غير موضع المرض ولواحقه، وجواز النظر الى موضع المرض إنما هو لأجل العلاج أو ذهاب المرض، أما إذا كان النظر بشهوة وريبة فانه محرّم حتى لو كان للعلاج، فعلى الطبيب الذي يعرف من نفسه عدم الفصل بين النظر والشهوة ـ أحياناً ـ أن يمتنع في ذلك الزمان عن النظر والعلاج إلا إذا اضطر اليه بحيث توّقف حفظ المريض عليه.

وهذا الأمر يجري أيضاً على الطبيبة إذا جاءها رجل للعلاج فعليها التقيد بحدود الله تعالى لا للتي أمر بها.

وكذلك هذا الأمر يجري – في بعض تفاصيله – على الممرض والممرضة.

ولا يستصعب من ذكرنا مراعاة الضوابط الشرعية للعلاج فان الجنة حفت بالمكاره، وكل إنسان يحصد نتيجة عمله.

____________

1ـ ذكرناه مفصلا في كتاب : فاطمة بنت محمد قدوة النساء، وكتاب فقه الاسرة وآدابها.

2ـ باستثناء الوجه والكفين فانه يجوز النظر اليهما بغير لذة وشهوة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.