أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3386
التاريخ: 7-03-2015
3162
التاريخ: 9-4-2016
5023
التاريخ: 7-03-2015
3159
|
حقق معاوية جميع ما يصبو إليه فى هذه الحياة ونال من دنياه كل ما اشتهى وأراد ولكن بقيت عنده فكرة واحدة تراوده في جميع أوقاته قد أقضت مضجعه لو تمت لتم له كل شيء بحسابه وهي جعل الخلافة والملك العضوض وراثة في أبنائه وذريته وقد بذل جميع جهوده ومساعيه في تحقيق ذلك فأدنى الأباعد وأنفق الأموال الطائلة وسافر الى يثرب مع ما هو فيه من الشيخوخة والضعف فلم يظفر بذلك ما دام الإمام الحسن حيا فعلم أنه لا يتمكن من انجاز مهمته إلا باغتيال شخصية الإمام التي ينتظر دورها العادل جميع المسلمين لينتشر العدل ويعم الخير والرفاهية في جميع أنحاء البلاد ؛ وأخذ معاوية يفكر في ذلك فيطيل التفكير ويقلب الرأي على وجوهه باي وسيلة يتوصل الى تحقيق أمنيته فمثل أمامه قوله الذي ضربه مثلا للفتك والغدر : إن لله جنودا من عسل وقد طبق ذلك فنجح به مع سعد بن أبي وقاص والزعيم مالك الأشتر فانحصرت وسيلته بتطبيق ذلك فأرسل الى الإمام غير مرة سما مميتا حين ما كان فى دمشق فلم ينجح به فراسل عاهل الروم يطلب منه أن يبعث إليه سما فاتكا سريع التأثير فامتنع من إجابته قائلا له : انه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا ان ملك الروم لم يسمح له دينه أن يغتال بريئا ولكن معاوية قد استباح ذلك واعرب عن كفره فراسله مرة ثانية يخبره بمشروعية هذا الأمر قائلا : إن هذا الرجل ابن الذي خرج بأرض تهامة ـ يعني رسول الله قد خرج يطلب ملك أبيه وأنا أريد إليه السم فأريح منه العباد والبلاد لقد استحل اغتيال الإمام لأنه ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي حطم أوثان الجاهلية وقضى على الشرك وقد وجد ملك الروم عند ذلك مجالا فبعث إليه سما مميتا ولما وصل السم الى معاوية جعل يفكر فى إيصاله الى الإمام فاستعرض أقرباء الإمام ومن يمت إليه فلم يجد أحدا يعينه على ارتكاب هذه الجريمة فاستعرض ثانيا أزواج الإمام فوجد في جعدة بنت الأشعث طلبته فأبوها الذي أرغم أمير المؤمنين على قبول التحكيم وأفسد جيشه ولعله يجد فى ابنته تحقيق اربه وبلوغ أمنيته فأرسل إليها السم بتوسط الأثيم مروان بن الحكم وأمره أن يمينيها بزواج يزيد وأن يقدم لها مائة ألف درهم وحري بهذه الأثيمة أن تجيب نداء ابن هند فهي من اسرة انتهازية لها تأريخها الأسود فقد جبلت على الطمع وعلى الاستجابة لجميع الدوافع المادية وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) فيها : ان الأشعث شرك فى دم أمير المؤمنين وابنته جعدة سمت الحسن وابنه شرك فى دم الحسين ويضاف لذلك أن جعدة كانت مصابة بالعقد النفسية لأنها لم ترزق من الامام ولدا وكانت تعامل في بيتها معاملة عادية.
ولما وصل السم الى مروان حمله إليها فقدم لها الأموال ومناها بزواج يزيد ان أجابت طلبته فأخذ الشيطان يوسوس لها فانخدعت وفرحت بالأموال وباقترانها بيزيد فوافقت على ارتكاب الجريمة فأخذت منه السم وكان الامام صائما في وقت شديد الحر فأخرجت له افطاره والقت السم في لبن فتناول منه الامام جرعة فلما وصل الى جوفه تقطعت أمعاؤه ، فقال (عليه السلام) لما أحس بألمه الشديد : إنا لله وإنا إليه راجعون الحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين وأبي سيد الوصيين وأمي سيدة نساء العالمين وعمي جعفر الطيار وحمزة سيد الشهداء.
ثم التفت الى جعدة فقال لها : يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله والله لا تصيبين منى خلفا ولقد غرك وسخر منك يخزيك الله ويخزيه .
لقد أخزاها الله فلقد أصبحت مضرب المثل للسوء والخزي والاثم والخيانة فقد أصبحت عارا لذريتها وأبنائها من غير الامام فقد وصموا بأبناء مسممة الأزواج ولقد سخر منها معاوية فلم يف لها بزواج يزيد حيث طلبت منه ذلك فقد ردها بسخرية واستهزاء قائلا : أنا نحب حياة يزيد ولو لا ذلك لوفينا لك بتزويجه!!
واتفق أكثر المؤرخين ان الامام مات مسموما وان معاوية هو الذي دسّ إليه السم فقتله وذهب فريق آخر أن يزيد هو الذي سم الإمام ولو سلمنا ذلك فانه إنما كان بأمر من أبيه إذ لا يعقل أن يرتكب مثل هذا الحادث الخطير من دون مراجعته واحراز موافقته ومن الغريب جدا ما ذهب إليه ابن خالدون حيث حاول تبرير ساحة معاوية ونفي الجريمة عنه قال : وما ينقل من أن معاوية قد دس السم الى الامام الحسن على يد زوجته جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة وحاشا لمعاوية ذلك , وابن خالدون مدفوع بدافع العصبية وهي داء خبيث قد القت الناس في شر عظيم وقد منى بها هذا المؤرخ فهو لم يكتب فى أمثال هذه البحوث إلا ليرضي عصبيته وعاطفته وميوله وإنا لنسأله ما الذي يمنع معاوية من ارتكاب هذه الجريمة في سبيل توطيد ملكه وسلطانه وقد ارتكب من أجل ذلك افحش الموبقات واعظم الجرائم فحارب الخليفة الشرعي أمير المؤمنين وولده الحسن وقتل الصحابي حجر بن عدي واصحابه المؤمنين وسم مالك الأشتر وسعد بن أبي وقاص واستلحق به زياد بن ابيه إلى غير ذلك من جرائمه التي لا تحصى وبعد هذا فما الذي يمنعه من اغتيال الامام وسمه وقد علم أن الأمر لا يتم لولده إلا بذلك .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|