المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الشيخ محسن بن فرج النجفي الجزائري.
18-1-2018
عزم القصور الذاتي المحوري axial moment of inertia
10-12-2017
كيفية اجراء القرعة
2024-08-03
الوصف النباتي للفراولة (الشليك)
11-10-2020
أهداف العلاقات العامة الرقمية
13-8-2022
بعض سيرة الأمين
26-8-2017


وصية الامام الحسن لمحمد  
  
5022   01:44 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص484-486
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

مشى الموت الى الإمام (عليه السلام) فعلم انه على أبواب الآخرة فأمر قنبرا أن يحضر أخاه محمد بن الحنفية فمضى إليه مسرعا فلما رآه محمد ذعر فقال : هل حدث إلا خير؟

فأجابه بصوت خافت :  أجب أبا محمد .

فذهل محمد واندهش وخرج يعدو حتى انه لم يسو شسع نعله من كثرة ذهوله فدخل على أخيه وهو مصفر الوجه قد مشت الرعدة بأوصاله فالتفت (عليه السلام) له : اجلس يا محمد فليس يغيب مثلك عن سماع كلام تحيى به الأموات وتموت به الأحياء كونوا أوعية العلم ومصابيح الدجى فان ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض أما علمت أن الله عز وجل جعل ولد ابراهيم أئمة وفضل بعضهم على بعض وآتى داود زبورا وقد علمت بما استأثر الله به محمدا (صلى الله عليه واله) يا محمد بن علي إني لا أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين فقال تعالى : {كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]  ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطانا يا محمد بن علي ألا اخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟

ـ بلى.

ـ سمعت أباك يقول يوم البصرة : من أحب أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبر محمدا يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسدي إمام بعدي وعند الله فى الكتاب الماضي وراثة النبي (صلى الله عليه واله) أصابها في وراثة أبيه وأمه علم الله أنكم خير خلقه فاصطفى منكم محمدا واختار محمد عليا واختارني علي للإمامة واخترت أنا الحسين.

فانبرى إليه محمد مظهرا له الطاعة والانقياد قائلا : أنت إمامي وأنت وسيلتي إلى محمد (صلى الله عليه واله) والله لوددت إن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا وإن فى رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ولا تغيره بعد الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ويد الكاتب ولا يبلغ فضلك وكذلك يجزي الله المحسنين ولا حول ولا قوة إلا بالله إن الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا من رسول الله (صلى الله عليه واله) رحما كان إماما فقيها قبل أن يخلق وقرأ الوحي قبل أن ينطق ولو علم الله أن أحدا خير منّا ما اصطفى محمدا منا فلما اختار محمد عليا إماما واختارك علي بعده واخترت الحسين بعدك سلمنا ورضينا بمن هو الرضا  .

وذكر الدينوري : أن الإمام في ساعاته الأخيرة بعث خلف أخيه محمد وكان في ضيعة له فلما مثل عنده فتح (عليه السلام) عينيه وكان مغمى عليه فالتفت الى أخيه الحسين أولا موصيا له بمحمد قائلا له : يا أخي أوصيك بمحمد خيرا فانه جلدة ما بين العينين .

ثم التفت إلى محمد : يا محمد وأنا أوصيك بالحسين كانفه ووازره .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.