المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اعتقال عبد الله بن هاشم المرقال والتنكيل به  
  
3196   01:13 صباحاً   التاريخ: 4-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص384-389
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

من زعماء الشيعة وعيونهم الذين روعهم معاوية الزعيم المثالي عبد الله ابن هاشم المرقال فقد كان معاوية يحمل فى نفسه كمدا وحقدا عليه وذلك لولائه واخلاصه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولموقف ابيه هاشم في يوم صفين ذلك الموقف الخالد الذي اخافه وارهبه حتى صمم على الهزيمة والفرار وللتشفي والانتقام منه فقد كتب الى عامله زياد رسالة يطلب فيها القبض على عبد الله لينكل به وهذا نص كتابه :  أما بعد : فانظر عبد الله بن هاشم بن عتبة فشدّ يده الى عنقه ثم ابعث به إليّ .

ولما وصلت رسالة معاوية الى زياد قام فى طلبه وحينما علم بذلك عبد الله هرب واختفى منه وعلم به بعض الأوغاد فجاء الى معاوية ليتقرب إليه فأخبره انه قد اختفى عند امرأة مخزومية فكتب معاوية الى زياد ما يلي : أما بعد : فاذا اتاك كتابي هذا فاعمد الى حي بنى مخزوم ففتشه دارا دارا حتى تأتي الى دار فلانة المخزومية فاستخرج عبد الله بن هاشم المرقال منها فاحلق راسه والبسه جبة شعر وقيّده وغل يده الى عنقه واحمله على قتب بغير وطاء ولا غطاء واقدمه إلي ؛ وقام زياد ففتش حي بنى مخزوم حتى ظفر بعبد الله فحمله إليه بالكيفية التي ارادها وهو مهان الجانب محطم الكيان فوصل الى دمشق في يوم الجمعة وهو يوم القبول الذي اعده معاوية لمقابلة اشراف قريش ووجوه العراقيين ولم يشعر معاوية إلا وابن هاشم قد ادخل عليه فعرفه ولم يعرفه ابن العاص فالتفت معاوية إليه قائلا : يا أبا عبد الله هل تعرف هذا الفتى؟  قال : لا.

فقال معاوية هذا الذي يقول أبوه يوم صفين :

إني شريت النفس لما اعتلا          وأكثر اللوم وما أقلا

أعور يبغي أهله محلا           قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفل أو يفلا              أسلهم بذي الكعوب سلا

لا خير عندي في كريم ولى

فبهر ابن العاص وقال متمثلا :

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى       وتبقى حزازات النفوس كما هيا

 وتذكر ابن العاص مواقف أبيه يوم صفين فقال لمعاوية : دونك يا أمير المؤمنين الضب المضب فاشخب اوداجه على أثباجه ولا ترده الى أهل العراق فانه لا يصبر على النفاق وهم أهل غدر وشقاق وحزب ابليس ليوم هيجانه وإن له هوى سيوديه ورأيا سيطغيه وبطانة ستقويه وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ فانبرى إليه عبد الله كالأسد الغضبان مسددا له سهاما من القول غير هياب له قائلا : يا عمرو إن أقتل فرجل اسلمه قومه وأدركه يومه أفلا كان هذا منك إذ تحيد عن القتال ونحن ندعوك الى النزال وأنت تلوذ بشمال النطاف وعقائق الرصاف كالأمة السوداء والنعجة القوداء لا تدفع يد لامس؟

فالتاع ابن العاص ولم يستطع أن يقول شيئا سوى التهديد والتوعيد له قائلا : أما والله لقد وقعت في لهازم شدقم للأقران ذي لبد ولا أحسبك منفلتا من مخالب أمير المؤمنين .

فأجابه ابن هاشم غير معتن بتهديده قائلا : أما والله يا ابن العاص إنك لبطر فى الرخاء جبان عند اللقاء غشوم إذا وليت هياب إذا لقيت تهدر كما يهدر العود المنكوس المقيد بين مجرى الشوك لا يستعجل في المدة ولا يرتجي في الشدة أفلا كان هذا منك إذ غمرك أقوام لم يعنفوا صغارا ولم يمزقوا كبارا لهم أيد شداد وألسنة حداد يدعمون العوج ويذهبون الحرج يكثرون القليل ويشفون الغليل ويعزون الذليل؟ فلم يطق ابن العاص جوابا وبقي يفتش في حقيبة مكره عيبا يوصم به عبد الله فلم يجد شيئا سوى افتعال الكذب فقال : أما والله لقد رأيت أباك يومئذ تخفق احشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أصلاؤه كأنما انطبق عليه ضمد .

فانبرى إليه عبد الله مجيبا عن بهتانه وكذبه قائلا له : يا عمرو إنا قد بلوناك ومقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا خلوت بأقوام لا يعرفونك وجند لا يساومونك ولو رمت المنطق في غير أهل الشام لجحظ عليك عقلك ولتلجلج لسانك ولاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حمله .

والتفت إليهما معاوية فقطع حديثهما قائلا : إيها عنكما ثم أمر باطلاق سراح عبد الله فاستاء ابن العاص لهذا العفو وانبرى الى معاوية يحرضه على الفتك والبطش به ويذكره مواقف أبيه هاشم في أيام صفين وقد نظم ذلك بأبيات من الشعر قال :

أمرتك أمرا حازما فعصيتني          وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

أليس أبوه يا معاوية الذي                  أعان عليا يوم حز الغلاصم

فلم ينثن حتى جرت من دمائنا         بصفين أمثال البحور الخضارم

وهذا ابنه والمرء يشبه شيخه            ويوشك أن تقرع به سن نادم

فأجابه عبد الله :

معاوي إن المرء عمرا أبت له                ضغينة صدر غشها غير نائم

يرى لك قتلي يا ابن هند وإنما          يرى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم

على انهم لا يقتلون أسيرهم                     إذا منعت منه عهود المسالم

وقد كان منا يوم صفين نقرة                  عليك جناها هاشم وابن هاشم

قضى ما قضى منها وليس الذي مضى    ولا ما جرى إلا كأضغاث حالم

واندفع معاوية قائلا :

أرى العفو عن عليا قريش وسيلة           الى الله فى يوم العضيب القماطر

ولست أرى قتل العداة ابن هاشم                 بادراك ثاري في لؤي وعامر

بل العفو عنه بعد ما بان جرمه                وزلت به إحدى الجدود العواثر

فكان أبوه يوم صفين جمرة                           علينا فأردته رماح نهابر

لقد روع عبد الله وأفزعه معاوية وهو لم يقترف ذنبا سوى ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جعله ابن هند من أعظم الموبقات والجرائم وصرحت بعض المصادر أنه لم يعفو عنه بل أودعه فى ظلمات السجون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.