المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Electrostatic deflection
7-4-2021
شرح الدعاء الأول من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-05
أصول التأديب في تربية الطفل
22/12/2022
حشرات بنجر السكر (دودة البلاتينوتا)
22-11-2019
فضل الله بن محمد كيا الحسيني
12-8-2016
complexity (n.)
2023-07-13


رواياته عن النبي  
  
3475   03:19 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص7-19.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 4759
التاريخ: 31/10/2022 1516
التاريخ: 12-4-2016 11468
التاريخ: 2-4-2016 5894

روى الإمام زين العابدين (عليه السلام) كوكبة مشرقة من الأحاديث بسنده عن جده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و هذه بعضها :

1- روى (عليه السلام) بسنده عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أنه قال: انتظار الفرج عبادة و أن من رضي بالقليل من الرزق رضي اللّه منه القليل من العمل .

و في هذا الحديث الشريف دعوة حكيمة للانسان المسلم لعدم القنوط و اليأس من رحمة اللّه وإنما عليه الصبر و انتظار الفرج فإن الأمور جميعها بيد اللّه تعالى فهو وحدة الذي يتصرف في شئون عباده كما فيه دعوة إلى عدم ارهاق الانسان نفسه في تحصيل المادة و التهالك عليها فإن الرزق قد قسمه اللّه تعالى بين عباده.

2- روى الإمام (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: و الذي نفسي بيده ما جمع شي‏ء إلى شي‏ء أفضل من حلم إلى علم لقد دعا النبي (صلى الله عليه واله) الانسان المسلم إلى التحلي بالعلم و الحلم و هما من الصفات الأصلية التي تزدهر بهما شخصية الانسان و تتطور بهما حياته و سلوكه.

3- روى الإمام (عليه السلام) عن أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: رأس العقل بعد الإيمان باللّه عز و جل التحبب إلى‏ الناس إن التودد إلى الناس و كسب عواطفهم من أظهر المميزات لشخصية الانسان كما هو دليل على تمام عقله و وفور كماله و فضله و هو من أعظم مكاسبه في حياته.

4- روى الإمام (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: الإيمان قول و عمل . إن الإيمان في جميع صوره و ألوانه ليس ظاهرة لفظية يقتصر فيه على عالم اللفظ الذي يتلاشى في الفضاء و إنما هو عمل و جهاد يحكى عما استقر في دخائل النفس من الإيمان العميق.

5- روى (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: الإيمان اقرار باللسان و معرفة بالقلب و عمل بالأركان .

إن الايمان يتقوم بثلاثة أمور:

الأول: الاقرار باللسان الذي هو مترجم لما انطبع في أعماق النفس.

الثاني: أن يعرف القلب الشي‏ء الذي آمن به معرفة تفصيلية فإذا لم تكن هناك معرفة فإن الإيمان به ينتفي موضوعيا.

الثالث: أن يصحب ذلك العمل بالأركان.

6- روى الزهري عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: لا يتوارث أهل ملتين و لا يرث مسلم كافرا و لا كافر مسلما , و قرأ (عليه السلام) : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 73] , لقد اتفق فقهاء المسلمين على أن الكفر حاجب للإرث.

7- روى الإمام (عليه السلام) عن أبيه عن جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و عن ماله‏ من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبنا أهل البيت .

حفل الحديث النبوي الشريف بالأمور التالية و هي:

1- إن الانسان في يوم حشره و نشره يسأل أمام اللّه تعالى عن أيام حياته هل أفناها في طاعة اللّه و رضوانه حتى يثاب على ذلك أم أنه انفقها في معصية اللّه لينال جزاءه العادل.

2- أن اللّه يسأل الانسان عن شبابه الذي هو زهرة حياته هل انطوت أيامه في المعاصي ليعاقب عليها أم في الطاعة ليثاب عليها.

3- إن اللّه يسأل الانسان عن أمواله هل اكتسبها من الطرق المشروعة و هل انفقها في ما يرضي اللّه ليؤجر عليها أم أنه اكتسبها من الطرق غير المشروعة كالربا و أكل المال بالباطل و هل أنفقها في معاصي اللّه ليعاقب عليها.

4- إن اللّه يسأل يوم القيامة الناس عن حب أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم سفن النجاة و أمن العباد فمن أحبهم فإن طريقه حتما إلى الجنة و من أبغضهم فإن طريقه إلى النار حتما كما تضافرت النصوص على ذلك.

8- روى (عليه السلام) عن أبيه عن جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أنه قال: إن أحب الأعمال إلى اللّه تعالى إدخال السرور على المؤمن .

إن الاسلام بكل اعتزاز قد حرص كل الحرص على وحدة المسلمين و تضامنهم و وحدة كلمتهم و من أهم برامجه في ذلك حثه للمؤمنين على ادخال السرور بعضهم على بعض فإن ذلك مما يوجب شيوع المودة و الألفة بينهم.

9- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق .

إن التحلي بمكارم الأخلاق من أثمن ما يملكه الانسان في حياته و من أفضل الأعمال التي يدخرها لآخرته و قد تبنى الإسلام الدعوة إلى الأخلاق.

10- قال (عليه السلام) كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و انصف الناس من نفسه .

و دعا النبي (صلى الله عليه واله) الانسان المسلم إلى الاتصاف بمحاسن الصفات و الالتزام بما يلي:

1- حسن الأخلاق.

2- طهارة الضمير و صلاحه.

3- التحلي بالفضائل و الآداب.

4- انفاق الفاضل من الأموال في سبيل اللّه كإعالة الفقراء و الضعفاء.

5- امساك الفضل من القول و عدم الخوض في توافه الأمور.

6- انصاف الناس و ذلك بالتزام الحق و لو على النفس.

11- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): من سره أن يمدّ اللّه في عمره و أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول: يا رب صل من وصلني و اقطع من قطعني فإن الرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم فتهوي به إلى أسفل قعر في النار .

أن صلة الرحم مما يوجب تضامن الأسرة التي هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع الانساني و من الطبيعي أن الأسرة إذا سادت فيها المودة و المحبة فإن ذلك مما يوجب صلاح المجتمع و وحدته و هذا ما يحرص (عليه السلام) في دعوته الخالدة إلى الوحدة و التضامن.

12- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): من أحب السبل إلى اللّه عز و جل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم و جرعة مصيبة تردها بصبر لقد دعا الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) إلى بناء شخصية المسلم على دعامتين: الحلم و الصبر و هما من أبرز الصفات الانسانية فمن تحلى بهما فقد بلغ القمة في توازن شخصية و كمالها.

13- روى (عليه السلام) بسنده عن آبائه أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: ان اللّه عز و جل خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل و لا ملك مقرب فجعل العلم نفسه و الفهم روحه و الزهد رأسه و الحياء عينه و الحكمة لسانه و الرأفة همه و الرحمة قلبه ثم حشاه و قواه بعشرة أشياء باليقين و الايمان و الصدق و السكينة و الإخلاص و الرفق و العطية و القنوع و التسليم و الشكر ثم قال له عز و جل: ادبر فأدبر ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: تكلم فقال الحمد للّه الذي ليس له سند و لا ند و لا شبيه و لا كفو و لا عديل و لا مثيل الذي كل شي‏ء لعظمته خاضع ذليل فقال اللّه تبارك و تعالى: و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أحسن منك و لا أطوع لي منك و لا أرفع منك و لا أشرف منك و لا أعز منك بك أؤاخذ و بك أعطي و بك أوحد و بك أعبد و بك ادعى و بك أرتجى و بك أبتغى و بك أخاف و بك أحذر و بك الثواب و بك العقاب .

و حفل هذا الحديث الشريف بتمجيد العقل و تعظيمه و بيان أهميته و ما منحه اللّه من الخصائص فهو أفضل الموجودات التي خلقها اللّه و قد منحه اللّه للانسان و ميزه على بقية المخلوقات و الكائنات و هو شرط في صحة التكليف في الإسلام فالفاقد له يكون كالحيوان الأعجم لا يصح أن يتوجه له التكليف.

14- روى (عليه السلام) بسنده عن آبائه أن المسلمين قالوا لرسول اللّه (صلى الله عليه واله): لو أكرهت يا رسول اللّه من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا و قوينا على عدونا فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): ما كنت لألقى اللّه عز و جل ببدعة لم يحدث إلي فيها شي‏ء و ما أنا من المتكلفين فانزل اللّه تبارك و تعالى يا محمد {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99] على سبيل الالتجاء و الاضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة و رؤية البأس في الآخرة و لو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا و لا مدحا لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى و الكرامة و دوام الخلود في جنة الخلد {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99] و أما قوله عز و جل : {مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [يونس: 100] فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها و لكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن اللّه و اذنه أمره إياها بالإيمان ما كانت مكلفة متعبدة و الجاؤه إياها إلى الايمان عند زوال التكليف و التعبد عنها  لقد فند الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) شبهة الجبر و نسف جميع أوهامها فقد خلق اللّه تعالى الناس أحرارا بإرادتهم و اختيارهم و أرشدهم إلى أعمال الخير و نهاهم عن الإثم و الشر فهم بإرادتهم يعملون ما يشاؤون و يختارون ما يريدون و ليسوا مجبرين على أي عمل من الأعمال و يقول الرواة: إن الإمام الرضا (عليه السلام) تلا هذا الحديث الشريف على المأمون العباسي فأعجب به و راح يقول له: فرجت عني يا أبا الحسن فرج اللّه عنك‏ .

15- قال (عليه السلام): حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه واله) يقول: قال اللّه عز و جل له: {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]‏ فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا اللّه باخلاص دخل في حصني و من دخل في حصني أمن من عذابي .

إن من أخلص في توحيده لله و أقر بذلك عن وعي و إيمان فقد اعتصم باللّه و دخل حصنا آمنا من حصونه و بذلك يكون قد نجا من عذاب اللّه و عقابه.

16- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه .

إن من نقصان الانسان أن يفتش عن عيوب الناس و يعرض عن عيوب نفسه و إن الأولى به أن يهذب نفسه و يصلح نقصه و لا يلتفت إلى عورات الناس كما أن من نقصان الانسان أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه فإنه يشتري بذلك عدوا له و هو في غنى عن ذلك.

17- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

إن هذه الظاهرة من أبرز صفات الانسان المسلم فإن عدم دخوله في ما لا يعنيه و بما لا يتعلق به دليل عليه نضوجه و وفور عقله أما دخوله في ما لا يعنيه فإنه يدل على ضحالة فكره و يسبب له الاتعاب و الارهاق و يلقيه في شر عظيم.

18- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): في الجنة ثلاث درجات , و في الآخرة ثلاث درجات: فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه و يده و الدرجة الثانية لمن أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه و الدرجة الثالثة لمن أحبنا بقلبه و في أسفل الدرك من النار من أبغضنا بقلبه و أعان بلسانه و في الدرك الثالث من النار من أبغضنا بقلبه .

إن محبة أهل البيت (عليهم السلام) منجاة من الهلكة و مدعاة إلى الفوز بأسمى الدرجات في الفردوس الأعلى كما أن بغضهم من أسباب الهلكة و التردي في أسفل درك من النار.

19- قال (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): حبي و حب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن اهوالهن عظيمة: عند الوفاة و في القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط .

و هذه المواطن من أحرج المواقف و أشدها على الانسان و لا يجتازها إلا بمحبة النبي (صلى الله عليه واله) و المودة لأهل بيته الأطهار.

20- قال (عليه السلام) قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): ستة لعنهم اللّه و كل نبي مجاب الزائد في كتاب اللّه و المكذب بقدر اللّه و التارك لسنتي و المستحل من عترتي ما حرم اللّه و المتسلط بالجبروت ليذل من أعزه اللّه و يعز من أذله اللّه و المستأثر بفيء المسلمين المستحل له.

إن هؤلاء الأصناف الذين لعنهم اللّه و لعنهم كل نبي هم المنحرفون عن الحق و النابذون لكل ما سنه اللّه و هم الشبكة التخريبية في الإسلام من ملوك الأمويين الذين ناصبوا العداء للعترة الطاهرة و أشاعوا الفساد و الجور في الأرض.

21- روى (عليه السلام) بسنده عن جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أنه قال: قال اللّه عز و جل: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي و نوري في بلادي و أميني على علمي .

لقد أعرب هذا الحديث الشريف عن أهمية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و سمو مكانته عند اللّه فهو حجة اللّه الكبرى على العباد و نوره المشرق في البلاد و أمينه على علمه.

22- قال (عليه السلام): أخبرني أبي الحسين قال: أخبرني الحسن بن علي قال: أخبرني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): خلقت أنا و علي من نور واحد .

لقد خلق اللّه تعالى النبي و الوصي من نور واحد فأضاء بهما العقول و أوضح بهما القصد و أرشد بهما الضال.

23- روى (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: يا علي أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنك ولي المؤمنين بما جعله اللّه و جعلته لك فمن أقر بذلك و كان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له .

و تضافرت الأخبار بمضمون هذا الحديث و إن الانسان بعد ما يفارق هذه الحياة يسأل عن هذه الأمور الثلاث و هي البداية الأولى التي يسأل عنها و يحاسب عليها.

24- روى (عليه السلام) بسنده عن أبيه عن جده أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: هبط علي جبرئيل فقال: إن اللّه يقرئك السلام و يقول: حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك .

قال السيوطي في تفسير الحديث: أما الصلب أذى نزل منه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فعبد الله و أما البطن فآمنة و أما الحجر فعمه أبو طالب و فاطمة بنت أسد .

25- قال (عليه السلام): دخل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) على نفر من أهله فقال: أ لا أحدثكم بما يكون خيرا من الدنيا و الآخرة لكم و إذا كربتم أو غممتم دعوتم اللّه عز و جل ففرج عنكم قالوا: بلى يا رسول اللّه قال: قولوا: اللّه اللّه اللّه ربنا لا نشرك به شيئا ثم ادعوا ما بدا لكم .

26- قال (عليه السلام): أتى رجل إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال له: ما بقي من الشر شي‏ء إلا عملته فهل من توبة؟ فقال (صلى الله عليه واله): هل بقي من والديك أحد؟ قال: نعم , قال (صلى الله عليه واله): فبره فلعله أن يغفر لك فولى الرجل فقال (صلى الله عليه واله): لو كانت أمه‏ و دل هذا الحديث الشريف على أن البر بالوالدين و الاحسان لهما من موجبات الرحمة و غفران الذنب خصوصا البر بالأم.

27- روى (عليه السلام) عن أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): الجنة تشتاق إليك و إلى عمار و إلى سلمان و أبي ذر و المقداد .

إن الجنة لتشتاق إلى هؤلاء الجماعة الذين هم من عناصر الإيمان و من طلائع المجاهدين في الإسلام فقد ابلوا في اللّه بلاء حسنا و أقاموا دين اللّه بجهودهم و جهادهم فحقا إن الجنة لتشتاق إليهم.

28- قال (عليه السلام): حدثني أبي أن جده رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال: اعبد الناس من أقام الفرائض و أسخى الناس من أدى الزكاة و أزهد الناس من اجتنب المحارم و اتقى الناس من قال بالحق في ما له و عليه و أعدل الناس من رضى للناس بما يرضى لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه و أكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت و اغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب و يرجو الثواب و اعقل الناس من يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال و أعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا خطرا و اعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه و اشجع الناس من غلب هواه و أكثر الناس قيمة أكثرهم علما و أقل الناس لذة الحسود و أقل الناس راحة البخيل و أبخل الناس من بخل بما افترض اللّه عليه و أولى الناس بالحق اعلمهم و أقل الناس حرمة الفاسق و أقل الناس وفاء الملوك و أقل الناس صديقا الملوك و أفقر الناس الطماع و أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا و أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا و أكثر الناس‏  أتقاهم و أعظم الناس حذرا من ترك ما لا يعنيه و أورع الناس من ترك المراء و إن كان محقا و أقل الناس مروة من كان كاذبا و أشقى الناس الملوك و أمقت الناس المتكبر و أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب و احلم الناس من فرّ من جهال الناس و أسعد الناس من حالف كرام الناس و أعقل اناس أشدهم مداراة للناس و أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة و أعتى الناس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة و أحق الناس بالذنب السفيه المغتاب و أذل الناس من أهان الناس و أحزم الناس اكظمهم للغيظ و أصلح الناس أصلحهم للناس و خير الناس من انتفع به الناس لقد ألقى هذا الحديث الشريف الأضواء على طبائع الناس و اتجاهاتهم و ميولهم و وضع المناهج الحية للإصلاح الشامل لكثير من القضايا النفسية و التربوية ؛ حقا لقد كان هذا الحديث من مناجم الأحاديث النبوية التي ضمت كنوز العلم و الحكمة و العرفان.

29- روى (عليه السلام) عن أبيه أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال: ما زلت أنا و من كان قبلي من النبيين مبتلين بمن يؤذينا و لو كان المؤمن على رأس جبل لقيض اللّه عز و جل من يؤذيه ليؤجره على ذلك .

لقد تعرض الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) و سائر النبيين من قبله إلى الاضطهاد و الاعتداء من قبل القوى الباغية التي تناهض الاصلاح الاجتماعي و تناجز دعاته و جرت على ذلك سنة الحياة من محاربة قوى الشر لقوى الخير بل لو كان هناك مؤمن مقيم على رأس جبل منعزل عن الناس لا نبرى إليه شرير فيؤذيه و يزعجه ليثيبه اللّه على ذلك.

30- روى (عليه السلام) عن أبيه أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و صفي اللّه و صفيي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي و هو أخي و صاحبي و وزيري محبه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليي و عدوه عدوي و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حربه حربي و قوله قولي و أمره أمري و هو سيد الوصيين و خير أمتي .

لقد أشاد النبي (صلى اللّه عليه و آله) في كثير من المواقف في حق أخيه و وصيه رائد الحق و العدالة الاجتماعية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و من الطبيعي أن ذلك إنما هو للتدليل على خلافته من بعده و أنه هو القائد العام للمسيرة الاسلامية بعد وفاته (صلى الله عليه واله).

31- روى (عليه السلام) بسنده عن آبائه أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال لاصحابه: أن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و فرض عليكم طاعة علي بعدي و نهاكم عن معصيته و هو وصيي و وارثي و هو مني و أنا منه حبه إيمان و بغضه كفر .

إن الرسول (صلى اللّه عليه و آله) لم يفرض طاعة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) على أصحابه و إنما اللّه فرضها على جميع المسلمين كما يدلل على ذلك حديث الغدير الذي أجمع المسلمون على روايته و ليس هناك أدنى شك في أن مبعث ذلك هي مواهب الإمام و عبقرياته و عظيم اتصاله باللّه تعالى إذ ليس في المسلمين من يدانيه و يضارعه في فضائله و مآثره قال الجاحظ: لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام و التقدم فيه و متى ذكرت النجدة و الذب عن الإسلام و متى ذكر الفقه في الدين و متى ذكر الزهد في‏ الأموال التي تتناحر الناس عليها و حتى ذكر الإعطاء في الماعون كان مذكورا في هذه الخصال كلها إلا علي رضي اللّه عنه‏ .

32- روى (عليه السلام) بسنده عن أبيه عن جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: يصلي المريض قائما فإن لم يستطع صلى قاعدا فإن لم يستطع أن يسجد أومأ و جعل سجوده أخفض من ركوعه فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبلا القبلة فإن لم يستطع صلى مستلقيا رجليه مما يلي القبلة .

و كان هذا الحديث الشريف و غيره مما أثر عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الموضوع مما استند إليه الفقهاء في فتياهم بعدم وجوب القيام في الصلاة على المريض الذي يجد حرجا في الصلاة قائما و إنما عليه أن يصلي جالسا لأن الاسلام لم يشرع أي حكم حرجي.

33- روى (عليه السلام) عن أبيه أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال: إن المؤمن ليشبع من الطعام فيحمد اللّه فيعطيه اللّه من الأجر ما يعطي الصائم القائم إن اللّه يحب الشاكرين. .

هذه بعض الأحاديث التي رواها الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن جده رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و قد روي بعضها مسندة عن أبيه عن جده الإمام أمير المؤمنين عن النبي (صلى الله عليه واله) و أخرى غير مسندة و هي على كلا الوجهين تتصف بأعلى مراتب الصحة إن صح السند إليه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.