المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عدم قياس كلام الله بكلام البشر
2023-08-30
حركة الشحنات في المجال الكهربي
10-1-2022
الخفوت الضوئي Photobleaching
6-8-2019
الشبهة : القول في نسخ الشريعة
1-07-2015
الرقابة الإدارية على تنفيذ عقد استئجار الإدارة لخدمات الأشخاص
9-4-2017
قاعدة التجاوز والفراغ
4-9-2016


أصول التأديب في تربية الطفل  
  
1097   09:36 صباحاً   التاريخ: 22/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص397 ــ 400
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 2434
التاريخ: 20/12/2022 1142
التاريخ: 14-11-2016 2009
التاريخ: 11-4-2017 2183

يسعى المربّي عند أجراء التأديب بجميع صوره وأشكاله الى التوجه لضوابط وأصول أهمّها: 

1ـ شرط الاستحقاق: هذا هو الشرط الأول، حيث نرى أن الطفل هل كان مستحق للتأديب أم لا؟ ما هو التأديب الذي كان يستحقّه؟ الضرب؟ الحرمان؟ لومه وملامته؟ ذكرنا هذا القول لأن الأطفال في بعض الأحيان غير مستحقين للضرب والتأديب. مثلا الطفل الذي بسبب كسره لطبق الطعام بصورة غير متعمدة، فهو لا يستحق التأديب، لأن مثل هذه الأعمال تصدر منا في بعض الأحيان. كما أنّا لا نلوم ولا نضرب ونؤدب أنفسنا فكذلك لا يجب أن نلوم الطفل ولا نضربه ونؤدّبه.

2ـ رعاية العمر الطفل الذي يؤدب له شرائط وأوضاع مختلفة باختلاف عمره لا نستطيع أن نجري قانوناً واحداً على الجميع. يجب أن نرى هذا الشخص في أي عمر؟ هل هو صغير أم طفل؟ هل هو ناشئ أم بالغ؟

هذه الأمور بسبب أن الصغار يحسّون بعدم الأمان وعدم الحماية في مقابل التأديب والضرب، وهذا الأمر يسبب في بروز صدمات نفسية للطفل الصغير، في الوقت الذي يسعى الكبار الى الهروب والالتجاء الى مكان آخر، وكذلك درجة التحمل والمقاومة عند الأطفال مختلفة وغير متساوية. لا نستطيع أن نلطم الطفل الصغير على وجهه والطفل الذي له عدة سنوات لا يتحمل هذه الضربة.

3ـ رعاية الرشد: هذا شرط مهم أيضاً، بالإضافة إلى مراعاتنا وانتباهنا إلى شروط السن يجب مراعاة شروط أخرى للرشد منها مثلاً. الرشد الجسمي. العاطفي، النفسي، رشد ذكاء الطفل وعقله.

الأطفال المتنعمين والمدلّلين يحسّون بألم شديد في وقت تحمّل لضرب والتأديب. الأطفال الأذكياء يصابون بصدمات أكثر من الأطفال الذين لهم ذكاء ناقص. وكذلك ضرب وتأديب الطفل الذي له نقص عضوي أسوء وأمرّ من التأديب الذي نجريه على الأطفال السليمين. الوالدان والمربّون يجب أن ينتبهوا الى هذه الموارد عند الضرب والتأديب.

4ـ شرط التناسب: المقصود هو التناسب مع ميزان الذنب الذي ارتكبه. هذا الكلام لأن بعض الآباء والأمهات والمربون بسبب المشاكل والآلام التي لهم في حياتهم، يؤدبون ويضربون أبنائهم لأجل أشياء بسيطة. مع انهم لو كانوا في وضعهم العادي لسلكوا طريق العفو والمغفرة.

الأصل هو أن يكون تناسباً بين الذنب والعقوبة والجريمة والعقاب. الطفل الذي يبدي عدم رضاه على مائدة الطعام لا يجب أن يضرب بالسوط ويلطم على وجهه. الطفل الذي يكذب لا يجب أن يشد بالفلقة، أو الطفل الذي لم يكتب واجباته لا يجب أن يضرب المعاون يده المثلّجة من البرد بالمسطرة

على فرض أنه يضرب لأجل انه كذب ولكن مقدار ضربه لا يجب أن يكون بمقدار الفرد الذي ارتكب خطاً عمداً، أو الذي ارتكب جريمة. يجب أن يكون هناك توازن بين الذنب والعقوبة (هذا التوجه موجود كذلك في الاسلام عند اجراء الحدود والديّات).

5ـ شرط الحالة النفسية: يجب أن ننتبه في التأديب الى الشخصية الانفعالية والحالة النفسية للطفل. تصوّروا طفلاً بسبب موت أبيه أو شهادته حزين وصلت أمّه الى حالة الطلاق، أمّه مريضة وهو قلق عليها، عندما كان يخرج من البيت شاهد نزاعاً وضرباً بين الوالدين و...

لا شك أن مثل هؤلاء الأفراد يعيشون تحت ضغوط نفسية شديدة، وليس لهم وضع عادي. ان الطفل في هذه الحالة خصوصاً إذا كان يعتقد أن هذا الضرب نوع من الظلم، فأن آثاره ستبقى الى آخر العمر وحتى من الممكن أن تسحب حياته الى جريمة. وكذلك وضع الطفل الذي له علاقة شديدة بالنسبة الى مربّيه أو يحسّ انه نقطة اتكاء له أو الطفل الذي له حساسية شديدة أو ذكي جداً ويحسب لنفسه قيمة واعتباراً كثيراً ولا ينتظر من أحد أن يهينه أقلّ أهانه.

6ـ شروط العدالة: التأديب يجب أن يكون على أساس ضوابط العدالة والتقوى لا على أساس الانتقام والخصومة والبغضاء، وهذا الأمر يجب الانتباه إليه من قبل والدي الطفل ومربيه بصورة جديدة.

من المتعارف أن الطفل عندما يرتكب خطأ عن علم ومعرفة. ينتظر عواقب ذلك الخطأ وأن أجرينا عقوبة عليه، خصوصاً أن كان قد سمع وعوداً عن هذه العقوبة، فانّه سيرى العقوبة أمراً ناشئاً من العدالة.

الخطر هو عندما ينشأ عند الطفل أحساس بانه مظلوم وأن أبيه أو مربيه استفادوا من قدرتهم وظلموه على أساس أصل القوة أو يتوهّم أن أبيه عرف بانه ضعيف، فضربه وشتمه لذلك من الضروري أن يكون أسلوب التأديب من قبل الوالدين والمربين بصورة يحس الطفل انّه من العدالة.

7- رعاية التنوّع: ليس من اللازم ان يكون التأديب بصورة واحدة وعلى نمط واحد. خصوصاً الى الطفل الذي أدّب وضرب كراراً ومع ذلك هو مذنب (في هذه الموارد من الضروري أن يتوقف التأديب ونبحث عن سبيل ذلك).

أن التأديب له صور مختلفة ومتنوعة، قد يكون بصورة اللوم، وفي بعض الأحيان بصورة التحريم، عدم التكلم مع الطفل، أبعاده عن التقرّب وأخيراً التأديب بمعنى الضرب و...

المقصود هو في حالة تشخيص لزوم التأديب. يجب أن نعرف ما هو نوع التأديب الذي يجب أن نستعمله. ثانياً يجب أن لا نصرّ على الاستفادة من اللوم في جميع الحالات، لأن الطفل في هذه الحالة سيحس بالإهانة بالنسبة الى ذلك ولا يعتني بها، ومثل هذا التأديب سيفقد أثره.

8ـ شرط القلة: يجب أن لا نجعل التأديب يمتاز بالخشونة والقوة، خصوصاً أن كان اجراءه لأول مرة، لأن مثل هذه التأديبات تمهد المجال بأن يحس الطفل بعدم الحماية والمأمن وبالنتيجة الفساد، وفي بعض الأحيان تعدد الشخصية وقبل أن يكون سبباً للهداية والاصلاح سيكون سبباً لتعاسة الطفل ونكبته.

هذا الأصل موجود الى حد الآن وهو أن الضغط الكثير يعطي نتائج أقل، بل وفي بعض الموارد من الممكن أن يسبب في تمرّد الطفل وطغيانه، شوهد من الناشئين والبالغين انّهم عندما يحسّون بالخطر يدافعون ويقاومون بكل وجودهم وكيانهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.