أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015
3868
التاريخ: 11-4-2016
3175
التاريخ: 30-3-2016
4651
التاريخ: 30-3-2016
7195
|
لقد عاصر الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في مرحلتي الطفولة والفتوّة حكم معاوية بن أبي سفيان الذي تميّز بالاضطراب أولا ، ثمّ تلاه القمع في العراق ، والتأزّم في الحجاز ، وإقصاء السنّة وظهور البدعة .
ولقد استشهد الإمام أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) في الكوفة في شهر رمضان من سنة أربعين للهجرة ، فيما كان يعبّئ الناس لحرب جديدة مع معاوية ، وإثر استشهاده ( عليه السّلام ) بايع أهل العراق ولده الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) خليفة عليهم ، إلّا أنّ قلوب أغلب المبايعين لم تكن تصدّق ألسنتهم ، فلا ينتظر من المتظاهرين بالتشيّع في الكوفة وفي جيش الإمام عليّ ( عليه السّلام ) - الذين آذوه إلى الدرجة التي تمنّى فيها غير مرّة الموت - أن يكون سلوكهم مع ولده الحسن ( عليه السّلام ) أفضل ممّا كان معه .
وكانت الكوفة في السنوات الأخيرة من عمر الإمام عليّ ( عليه السّلام ) تضمّ مختلف الاتجاهات والجماعات ، فكان هنالك اللاهثون وراء السلطة ، الطامعون في أن يوليهم الخليفة الجديد منصبا ما والمسلمون الجدد الذين دفعتهم الآمال الكبيرة إلى الإعراض عن مدنهم والتوجّه إلى عاصمة الخلافة على أمل الحصول على عمل يحقّق رغباتهم ، والانتهازيون من الموالي الذين تحالفوا مع هذه القبيلة العربية أو تلك لتغطّي على تآمرهم ؛ إذ لا يجرؤون على التحرّك دون غطاء عروبي .
لقد تقوّم المجتمع الكوفي وقتذاك بهذه الجماعات التي وجّهت قدرتها لإيجاد العراقيل والعقبات أمام حركة الإمام الحسن السبط ( عليه السّلام ) عندما اشترط قيس بن سعد بن عبادة بيعته للإمام الحسن ( عليه السّلام ) بمحاربة أهل الشام ، لكنّ الإمام اضطرّ إلى الصلح مع معاوية بعد أن كشفت أكثر قوات الإمام ما كانت تضمر من أهداف تآمرية على شخص الإمام ، والمخلصين من أصحابه بإنضواء بعضهم تحت لواء معاوية ، وبثّهم الإشاعات التي أسفرت عن التخاذل المقيت ، حتى كتب من كتب منهم إلى معاوية بتسليمهم إمامهم وقائدهم إلى معاوية .
لقد امتازت الفترة الواقعة بين سنة ( 41 ه ) وسنة ( 60 ه ) بتشديد القهر والقمع على أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) في العراق ، ويتبيّن من خلال تعامل معاوية مع زعماء هذه المنطقة - الذين كانوا يلتقونه بين الحين والآخر - الدرجة التي بلغها سخطه على أهل العراق . وقد انكفأ السياسيون العراقيون - الذين خدعوا في حرب صفّين وسلّطوا أهل الشام على مقدراتهم - في بيوتهم إبّان حكم معاوية ، لكنّهم كانوا ينتظرون أن تسنح لهم فرصة جديدة للتحرك .
ومن جهة أخرى لحق بالمسلمين المخلصين - الذين نشأوا على التربية الإسلامية النقية وارتفعوا عن المنظار القومي والقبلي أو نظروا من خلاله بالشكل الذي لم يضرّ بدينهم - أذى أكبر ممّا لحق بالطائفة الأولى ، إذ كانوا يرون في عهد معاوية - الذي امتدّ نحو عشرين عاما - اندراس سنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) .
لقد ظهرت البدعة وساد النظام الملكي عوضا عن الخلافة ، واستلم مقاليد أمور المسلمين أفراد أسرة قامت بكلّ ما بوسعها من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين ، حتى أنّ ولدا غير شرعيّ من آل ثقيف يصبح - وبشهادة بائع خمر - أخا لمعاوية[1].
وخلافا لصريح القرآن الكريم لقد بثّ معاوية الجواسيس بين الناس ليحصوا عليهم أنفاسهم ، ونسخ الوفاء بالعهد والإيمان ، فقتلوا حجر بن عديّ بعد كلّ الضمانات التي أعطوها له ، وبمؤامرة نسج خيوطها معاوية دسّت جعدة بنت الأشعث بن قيس السمّ لزوجها الإمام الحسن المجتبى سبط رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
إلى عشرات الممارسات الأخرى المخالفة لصريح القرآن وسنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) التي كان يتّسم بها ذلك العهد .
فكانت النتيجة أنّه لم يبق أيّ مظهر اسلاميّ للحكومة الإسلامية في الشام والعراق اللّذين كانا يمثّلان أخطر مركزين في الدولة آنذاك ، كما اقتصر فقه المسلمين على الصلاة والصوم والحجّ والزكاة وما يسمّى بالجهاد ، وكان المتديّنون المخلصون يتألّمون بشدّة لتفشّي البدع ، فكانوا يتربّصون الفرص التي تتيح لهم إقصاء ما ابتدعه معاوية في عصره باسم الإسلام .
[1] راجع : ترجمة سمّية أم زياد في هامش وقعة الطف : 211 و 212 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|