المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الإمام زين العابدين من الولادة إلى الإمامة  
  
1407   06:20 مساءً   التاريخ: 3/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص49-51
القسم :

لقد عاصر الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في مرحلتي الطفولة والفتوّة حكم معاوية بن أبي سفيان الذي تميّز بالاضطراب أولا ، ثمّ تلاه القمع في العراق ، والتأزّم في الحجاز ، وإقصاء السنّة وظهور البدعة .

ولقد استشهد الإمام أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) في الكوفة في شهر رمضان من سنة أربعين للهجرة ، فيما كان يعبّئ الناس لحرب جديدة مع معاوية ، وإثر استشهاده ( عليه السّلام ) بايع أهل العراق ولده الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) خليفة عليهم ، إلّا أنّ قلوب أغلب المبايعين لم تكن تصدّق ألسنتهم ، فلا ينتظر من المتظاهرين بالتشيّع في الكوفة وفي جيش الإمام عليّ ( عليه السّلام ) - الذين آذوه إلى الدرجة التي تمنّى فيها غير مرّة الموت - أن يكون سلوكهم مع ولده الحسن ( عليه السّلام ) أفضل ممّا كان معه .

وكانت الكوفة في السنوات الأخيرة من عمر الإمام عليّ ( عليه السّلام ) تضمّ مختلف الاتجاهات والجماعات ، فكان هنالك اللاهثون وراء السلطة ، الطامعون في أن يوليهم الخليفة الجديد منصبا ما والمسلمون الجدد الذين دفعتهم الآمال الكبيرة إلى الإعراض عن مدنهم والتوجّه إلى عاصمة الخلافة على أمل الحصول على عمل يحقّق رغباتهم ، والانتهازيون من الموالي الذين تحالفوا مع هذه القبيلة العربية أو تلك لتغطّي على تآمرهم ؛ إذ لا يجرؤون على التحرّك دون غطاء عروبي .

لقد تقوّم المجتمع الكوفي وقتذاك بهذه الجماعات التي وجّهت قدرتها لإيجاد العراقيل والعقبات أمام حركة الإمام الحسن السبط ( عليه السّلام ) عندما اشترط قيس بن سعد بن عبادة بيعته للإمام الحسن ( عليه السّلام ) بمحاربة أهل الشام ، لكنّ الإمام اضطرّ إلى الصلح مع معاوية بعد أن كشفت أكثر قوات الإمام ما كانت تضمر من أهداف تآمرية على شخص الإمام ، والمخلصين من أصحابه بإنضواء بعضهم تحت لواء معاوية ، وبثّهم الإشاعات التي أسفرت عن التخاذل المقيت ، حتى كتب من كتب منهم إلى معاوية بتسليمهم إمامهم وقائدهم إلى معاوية .

لقد امتازت الفترة الواقعة بين سنة ( 41 ه ) وسنة ( 60 ه ) بتشديد القهر والقمع على أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) في العراق ، ويتبيّن من خلال تعامل معاوية مع زعماء هذه المنطقة - الذين كانوا يلتقونه بين الحين والآخر - الدرجة التي بلغها سخطه على أهل العراق . وقد انكفأ السياسيون العراقيون - الذين خدعوا في حرب صفّين وسلّطوا أهل الشام على مقدراتهم - في بيوتهم إبّان حكم معاوية ، لكنّهم كانوا ينتظرون أن تسنح لهم فرصة جديدة للتحرك .

ومن جهة أخرى لحق بالمسلمين المخلصين - الذين نشأوا على التربية الإسلامية النقية وارتفعوا عن المنظار القومي والقبلي أو نظروا من خلاله بالشكل الذي لم يضرّ بدينهم - أذى أكبر ممّا لحق بالطائفة الأولى ، إذ كانوا يرون في عهد معاوية - الذي امتدّ نحو عشرين عاما - اندراس سنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) .

لقد ظهرت البدعة وساد النظام الملكي عوضا عن الخلافة ، واستلم مقاليد أمور المسلمين أفراد أسرة قامت بكلّ ما بوسعها من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين ، حتى أنّ ولدا غير شرعيّ من آل ثقيف يصبح - وبشهادة بائع خمر - أخا لمعاوية[1].

وخلافا لصريح القرآن الكريم لقد بثّ معاوية الجواسيس بين الناس ليحصوا عليهم أنفاسهم ، ونسخ الوفاء بالعهد والإيمان ، فقتلوا حجر بن عديّ بعد كلّ الضمانات التي أعطوها له ، وبمؤامرة نسج خيوطها معاوية دسّت جعدة بنت الأشعث بن قيس السمّ لزوجها الإمام الحسن المجتبى سبط رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

إلى عشرات الممارسات الأخرى المخالفة لصريح القرآن وسنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) التي كان يتّسم بها ذلك العهد .

فكانت النتيجة أنّه لم يبق أيّ مظهر اسلاميّ للحكومة الإسلامية في الشام والعراق اللّذين كانا يمثّلان أخطر مركزين في الدولة آنذاك ، كما اقتصر فقه المسلمين على الصلاة والصوم والحجّ والزكاة وما يسمّى بالجهاد ، وكان المتديّنون المخلصون يتألّمون بشدّة لتفشّي البدع ، فكانوا يتربّصون الفرص التي تتيح لهم إقصاء ما ابتدعه معاوية في عصره باسم الإسلام .

 

[1] راجع : ترجمة سمّية أم زياد في هامش وقعة الطف : 211 و 212 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.