أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2019
1036
التاريخ: 20-9-2019
1314
التاريخ: 4-8-2019
1400
التاريخ: 24-8-2019
1017
|
الصحافة العمالية
بعد دخول العالم حقبة الصناعة بعد عصر النهضة بدأت المجتمعات بالتغير الاجتماعي الذي أنتج منظومات اجتماعية بديلة للمجتمع الزراعي الذي غلب عليه العلاقات الاقطاعية، وكانت هذه المنظومة الاجتماعية الجديدة تحدد علاقة الفرد وليس الجماعة مع صاحب العمل وأدوات الإنتاج.
وكان طبيعياً أن تظهر منظومة اجتماعية جديدة للعلاقة بين الأفراد ولتنظيم علاقتهم القطاعية مع المؤسسة والتي بدأت بالظهور على شكل جمعيات أو روابط وتطورت لتصبح روابط واتحادات ونقابات عمالية أو مهنية.
وقد ظهرت النقابات العمالية والمهنية في البداية على شكل أندية اجتماعية يرتبط أفرادها بمصالح مشتركة وبالتالي ثقافة مشتركة، وكانت الاجتماعات واللقاءات في الأماكن العامة وخصوصاً أماكن العمل هي وسيلة الاتصال الرئيسية بين الأفراد، ثم تطورت هذه اللقاءات إلى تحديد آراء ومواقف تطلبت تعميمها على الأفراد أو لاكتساب أعضاء ومناصرين جدد فتم التعبير عن ذلك بنشرات أشبه بالبيانات إلى أن تطورت إلى مواد مطبوعة تصدر دورياً.
تذكر أبحاث تاريخ الصحافة أو الدراسات التي تؤرخ للحركة العمالية أن أول الصحف تلك التي أصدرها «بوش دارن» في الولايات المتحدة أسماها «الناشر المسالم»، وجاءت بعدها صحيفة مماثلة في ألمانيا أصدرها «كير هاردي» والتي أخذت على عاتقها الدعوة لإنشاء أو تأسيس حزب عمالي ومن الطريف أن «كير» كان إنجليزياً وكان ذلك في نهايات القرن الثامن
عشر.
أما في فرنسا فقد صدرت صحيفة «المصنع» ما بين 1832 - 1840 والتي تزعمت الدعوة لإنشاء نقابات واتحادات عمالية، وكذلك كانت «المصنع» من الداعين إلى حركة الإصلاح الاجتماعي، وليس ذلك بقريب وقد كانت باريس حاضنة إصدار أول قانون لحقوق الإنسان الأساسية والذي اعتبر أن حق مقاومة الظلم والتعبير عن الرأي حق غريزي لا يجوز التعدي عليه كحق الطعام والماء.
وبهذا ارتبطت الصحافة العمالية بظهور النقابات وأشكالها التنظيمية ومع تبلورها العالمي أنشئ في الولايات المتحدة عام 1912 صحيفة "محامي العمال" في شيكاغو عن الاتحاد القومي للعمال وتوالت بعدها الصحف فصدرت "العدالة" و "العاملون" واللتان كانتا نموذجاً لأنشطة الاتحاد العمالية والقطاعية.
إما في روسيا القيصرية فقد كانت لنشرات الصحف العمالية أحد أهم أدوات الثورة الروسية، وقد تطورت هذه النقابات لتقوم بدور اجتماعي كبير حيث افتتحت المدارس المسائية وكذلك أنشئت المكتبات وأصدرت صحفاً متعددة، ووجهت بقوة من القيصر حيث أغلقت الصحف فقد منعت السلطات عام 1908 وما بعدها اصدار أكثر من 180 صحيفة عمالية.
ومع بدء الحركة السياسية بقيادة النقابات العمالية وكان الحزب الشيوعي من المبادرين إلى تسييس الحركة العمالية وقد أصدرت كتلة الحزب الشيوعي صحيفة «البرافدا» والتي كانت أحد أدوات التنظيم العمالي الذي أدى إلى إسقاط القيصر وقيام الدولة الاشتراكية، باسم الاتحاد السوفيتي.
وهكذا كانت الحالة في الدول الأوروبية المختلفة وخصوصاً تلك التي تواجدت فيها أحزاب أو تجمعات شيوعية وبطبيعة هذه الأحزاب فإن مادتها السياسية والتحريضية موجهة للعمال فقد وجدنا نوعين من الصحافة العمالية، الأول التي أنشأتها نقابات أو اتحادات عمالية أو تلك التي أصدرتها أحزاب سياسية عمالية باسم العمال وتخاطبهم.
واليوم تصدر في كافة الدول الأوروبية ودول العالم الثالث صحفاً لنقابات أو اتحادات عمالية أو تصدرها قوى سياسية باسم العمال كمادة للتحريض السياسي في سياق صراعها السياسي.
وتصدر الغالبية من الاتحادات المهنية مثل نقابات الأطباء أو المهندسين أو الاتحادات القومية مثل اتحاد الأطباء العرب أو اتحاد الجيولوجيين العرب صحفاً ومجلات تنطق باسمها وتجمع في الغالب الجانب العلمي بآخر الاختراعات والاكتشافات العلمية التي تهم القطاع إضافة إلى أخبار نقابية لها علاقة بتحسين ظروف العمل الخاصة بالقطاع نفسه، ومناقشة قوانين العمل وكذلك القوانين المنظمة للمهنة.
وبالتأكيد هناك اتحادات دولية أو قارية للمهن المختلفة كذلك تصدر صحفاً ومجلات لتثقيف القطاع إضافة إلى الحاجات المطلبية وقد غدت هذه الصحف بفعل العولمة وتوفر وسائل الاتصال ذو نفوذ واضح بين أعضائها.
أما النقابات العمالية سواء على الصعيد القطري أو القومي أو القاري فإن لها صحفها ومجلاتها وانطلاقاً من تعريف الصحافة العمالية على أنها صحافة متخصصة وعامة في وقت واحد فهي إلى جانب اهتمامها بشؤون العمال والعاملين وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية فإنها تهتم كذلك بالقضايا والشؤون السياسية والقانونية وكذلك تفرد أبواباً للتسلية أو المرأة أو الرياضة.
وقد برزت العديد من الصحف العمالية المتخصصة مثل المرأة العاملة أو القطاع النسائي في إحدى النقابات وأصدر دوريات خاصة بها وبذلك دمجت بين صحافة المرأة والصحافة العمالية.
وفي كثير من الأحيان تفرد الصحف العامة أبواباً للعمال أو المهن المحددة أو تصدر ملحقاً خاصاً دورياً مثل تلك التي تصدر في الأول من أيار عيد العمال العالمي.
وفي الدول الأوروبية تعمد النقابات إلى إصدار دوريات تثقيفية بظروف العمل أو شرح القوانين المنظمة له وكذلك تفرد أبواباً خاصة بتطوير التشريعات والأنظمة المنظمة للعمل وعلاقة العامل مع صاحب العمل.
وتعد الصحافة العمالية الناطقة باسم الاتحادات أحد أهم أدوات التجمعات التي تتسابق الأحزاب السياسية على التأثير فيها وجذبها إلى برامجها السياسية والتصويت لمرشحي تلك الأحزاب في الانتخابات التشريعية أو الرئاسية.
تتطلب الصحافة العمالية توفر طاقم فني محترف في قضايا الإخراج الصحفي وكذلك ضرورة توفر طاقم مهني لغوي المراجعة المواد المراد نشرها وذلك لأن أصحاب المقالات أو المقابلات التي تنشر بحاجة إلى مراجعة لغوية وفنية قبل النشر نظراً للإمكانيات المتواضعة لأصحابها وقد يكون حظهم في التعليم محدود.
تعاني الصحافة العمالية وخصوصاً في العالم الثالث من إجراءات الرقابة الدائمة والتي قد تصل إلى منع الصدور أو الاغلاق نظراً لأهمية هذه الصحف والخوف الدائم من الحكومات في الدول المختلفة من القطاع التي تمثله هذه الصحف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|