المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الموحدون  
  
2561   10:13 مساءاً   التاريخ: 24-3-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص42
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2023 1372
التاريخ: 2024-09-16 317
التاريخ: 2024-02-24 778
التاريخ: 24-3-2016 2562

الموحدون(1) :

أنشأ هذه الدولة ابن تومرت، و هو مصلح ديني مغربي زار المشرق و تتلمذ على أساتذته من الأشعرية و غيرهم، و عاد إلى المغرب فنظم فيه ثورة واسعة ضد المرابطين و فقهائهم المالكية الذين كانوا يهتمون في دراسة الفقه بالفروع دون الأصول، و تبعه خلق كثيرون و جعلهم طبقات: الطبقة الأولى سماها الجماعة، و سمى الطبقة الثانية باسم الموحدين و ألف منهم جيشا ضخما واقع به المرابطين سنة 5٢4. و توفى سريعا فخلفه عبد المؤمن بن علي حتى وفاته سنة 55٨ للهجرة، و هو يعد المؤسس الحقيقي للدولة، إذ استطاع القضاء نهائيا على دولة المرابطين، و تبعه المغرب من طرابلس إلى المحيط، و تمّ له ملك أكثر الأندلس منذ سنة 54٠. و كان ابن الرّنك صاحب قلمرية شمالي نهر تاجه بالقرب من المحيط قد استولى على أشبونة و شنترين و قصر أبي دانس، و هو يعد أول ملوك البرتغال بينما استولى ابن مردنيش على شرقي الأندلس و ولى صهره إبراهيم بن همشك على جيان، فنازلهما الموحدون و قضوا عليهما في الستينيات، و كان النصارى قد استولوا على المرية من يد ابن الرميمي فاستعادوها. و توفى عبد المؤمن فخلفه ابنه يوسف، و كان مثقفا ثقافة واسعة أتيحت له في أثناء ولايته لأبيه على الأندلس و اتخاذه إشبيلية عاصمة له، و كان مثل أبيه و إمامه ابن تومرت ثائرا على كتب المذاهب الفقهية و ما بها من كثرة الفروع و العلل و الأقيسة و معتنقا لمذهب أهل الظاهر، و عبر إلى الأندلس في سنة 566 لجهاد النصارى، و أعاد عليهم الكرة في سنة 5٨٠ و هي سنة وفاته و خلفه ابنه يعقوب، و كان متعصبا للمذهب الظاهري تعصبا شديدا، و في السنة الثانية من حكمه توفى ابن الرنك ملك البرتغال و استولى ابنه شانجه على مدينة شلب، و استردها يعقوب في السنة التالية و معها قصر أبي دانس في الجنوب الشرقي لأشبونة. و عبر إلى الأندلس سنة 5٩١ في جيش جرار، و علم به ألفونس الثامن ملك قشتالة فجمع له جموعا كثيرة تزيد على مائتي ألف راجل و خمسة و عشرين ألف فارس، و التقيا عند حصن الأرك في وسط الطريق بين قرطبة و طليطلة، و منى ألفونس و جيشه بهزيمة ما حقة و تنادوا الفرار الفرار، و فر ألفونس ناجيا بنفسه. و عاد يعقوب إلى إشبيلية مبتهجا بكثرة الأسلاب و الغنائم، و أصلح مسجدها و بنى مأذنته التي عرفت باسم الخير الدا، و كان حريّا أن يتبع ألفونس إلى طليطلة و يستولي عليها حتى يفيد الفائدة المرجوة من هذا النصر العظيم، غير أنه اكتفى بعقد معاهدة بينه و بين ألفونس بعدم الاعتداء لمدة عشر سنوات. و توفى سنة 5٩5 و خلفه ابنه الناصر و كان ضعيفا و شغلته ثورات مختلفة في المغرب كما شغله استيلاؤه على جزائر البليار من يد بني غانية، بينما كان ألفونس يعد العدة لمعركة فاصلة بينه و بين الموحدين و أعان ملوك النصارى في الشمال و البابا و الأساقفة في جنوبي فرنسا واعدين مساعديه بالغفران و جاءه عبّاد الصليب من كل فجّ، و التقى سنة 6٠٩ بالناصر و جيش الموحدين في حصن العقاب إلى الجنوب الشرقي من حصن الأرك، و هزم الناصر و جيشه هزيمة مرة، و لم تدر السنة حتى توفى و خلفه ابنه المستنصر حتى سنة 6٢٠ و أخوه المأمون حتى سنة 6٢٩ و في أيامه أعلن استقلاله ابن أبي حفص واليه على تونس، و ولى بعده ابنه الرشيد حتى سنة 64٠ و في عهده استقل بنو زيان بتلمسان (المغرب الأوسط) و خلفه ابنه السعيد و في أيامه عظم شأن بني مرين في المغرب الأقصى و استولوا على فاس و مكناس و أيضا على و سلا و الرباط على شاطئ المحيط و دخلوا مراكش سنة 664 و بذلك انتهى عهد الموحدين.

و منذ زمن المأمون الموحدي أخذ بعض الثائرين في الأندلس يعلنون استقلالهم، و في مقدمتهم ابن هود الملقب بالمتوكل الثائر بمرسيه سنة 6٢5 و ملك قرطبة و إشبيلية و غرناطة فضلا عن مالقة و المرية، و لقيه النصارى في ماردة شرقي بطليوس سنة 6٢6 فهزموه و أخذوها، و استولى صاحب برشلونة على جزائر البليار سنة 6٢٧، و لم يلبث ملك قشتالة أن استولى على قرطبة جوهرة الأندلس الكبرى سنة 6٣٣ و قتل ابن هود وزيره ابن الرميمي غيلة في المرية، و ثار زيان بن يوسف بن مردنيش ببلنسية سنة 6٢6 و أخذها منه ملك أراجون سنة 6٣5 و سقطت جزيرة شقر سنة 6٣٩ و دانية سنة 64١ و شاطبة سنة 644 و استولى فرناند الثالث ملك قشتالة على إشبيلية عروس الأندلس سنة646.

و آلت مرسية لعم المتوكل بن هود بفريضة للنصارى و خدمة، و ثار عليه عزيز بن خطاب سنة 6٣5 و هزم في وقعة مع النصارى فاستدعى أهل مرسية زيان بن يوسف بن مردنيش فدخلها و قتله سنة 6٣6 و عاد أهل مرسية فثاروا على ابن مردنيش و أخرجوه من بلدتهم، فعادت لبني هود، و ما زال فرناند الثالث ملك قشتالة يغاورها و يحاصرها حتى استولى عليها سنة 664 للهجرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- انظر في الموحدين بالأندلس الجزء الثاني و الثالث من البيان المغرب (طبع باريس) و نفح الطيب و تاريخ ابن خلدون 4/١65 و المعجب للمراكشي (طبع القاهرة) و كتاب المن بالإمامة على المستضعفين بأن جعلهم اللّه أئمة و جعلهم الوارثين لابن صاحب الصلاة و تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية للزركشي (طبع تونس) و الجزأين الثاني و الثالث من الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى للناصري و أعمال الأعلام لابن الخطيب (طبع بيروت و المغرب) و عصر المرابطين و الموحدين لمحمد عبد اللّه عنان و التاريخ الأندلسي لعبد الرحمن الحجي و معالم تاريخ المغرب و الأندلس لحسين مؤنس و الإسلام في المغرب و الأندلس لبروقنسال بمراجعة د. لطفى عبد البديع.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.