المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بواعث مؤتمر السقيفة  
  
3639   10:01 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص234-236.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2019 3195
التاريخ: 17-6-2019 3575
التاريخ: 3-04-2015 5498
التاريخ: 25-3-2016 3986

البواعث التي أدّت إلى تسابق الأنصار إلى عقد مؤتمرهم بتلك السرعة الخاطفة وعدم التريّث في الأمر حتّى يوارى النبي (صلّى الله عليه وآله) في مثواه الأخير فهي :

1 ـ إنّهم رأوا التحرّك السياسي من قِبَل المهاجرين الذين يمثّلون الجبهة القرشية المعارضة للإمام فقد أجمعوا على صرف الخلافة عن علي وظهرت منهم بوادر التمرّد ؛ فقد امتنعوا من الالتحاق بسرية اُسامة وحالوا بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وبين ما رامه من الكتابة التي وصفها بأنها تضمن لاُمّته سعادتها وأصالتها , وأكبر الظنّ أنّ الأنصار وقفوا على حقد المهاجرين وكراهيّتهم للإمام قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) بزمان بعيد وأنهم لا يخضعون لحكمه ولا يرضون بسلطانه ؛ لأن الإمام قد وتَرَهم وحصد رؤوس أعلامهم ؛ يقول عثمان بن عفان للإمام (عليه السّلام) : ما أصنع إن كانت قريش لا تحبّكم وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين رجلاً كأنّ وجوههم شنوف الذهب تصرع آنافهم قبل شفاههم !

ودلّل عثمان على مدى لوعة قريش وحزنها على مَن قتل منها في واقعة بدر من الرجال الذين كانت وجوههم شبيهة بشنوف الذهب ؛ لنضارتها وحسنها وقد صرعت أنافهم ذلاً قبل شفاههم. ومما لا شكّ فيه أنها كانت ترى الإمام (عليه السّلام) هو الذي وتَرَها فهي تطالبه بذحلها والدماء التي سفكها.

يقول الكناني محرّضاً لقريش على الوقيعة بالإمام (عليه السّلام) والطلب بثأرها منه :

في كلِّ مجمعِ غايةٍ أخزاكُمُ          جذعٌ أبرُّ على المذاكي القُرّحِ

لله درّكمُ ألمّا تذكروا                قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي

هذا ابن فاطمةَ الذي أفناكُمُ               ذبحاً بقتلةِ بعضه لم يذبحِ

أين الكهولُ وأين كلّ دعامةٍ    في المعضلات وأين زينُ الأبطحِ

ويروي ابن طاووس عن أبيه يقول : قلت لعلي بن الحسين (عليه السّلام) : ما بال قريش لا تحبّ علياً؟ فأجابه (عليه السّلام) : لأنه أورد أوّلهم النار وألزم آخرهم العار ؛ وعلى أيّ حال فإن الأنصار قد علمت أنّ المهاجرين من قريش يدبّرون المؤامرات ويبغون الغوائل للإمام وأنهم لا يرضون بحكمه وقد أعلنوا ذلك يوم غدير خم فقد قالوا : لقد حسب محمد أنّ هذا الأمر قد تمّ لابن عمّه وهيهات أن يتمّ ؛ وقد أيقن الأنصار أنهم سيصيبهم الجهد والعناء إن استولى المهاجرون على زمام الحكم ؛ وذلك بسبب مودّتهم للإمام فلذلك بادروا إلى عقد مؤتمرهم والعمل على ترشيح أحدهم للخلافة.

2 ـ واستبان للأنصار فيما أخبر به النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّ أهل بيته لا ينالون الخلافة وأنهم المستضعفون من بعده فقد روى شيخ الإمامية الشيخ المفيد : أنه بقي عند النبي (صلّى الله عليه وآله) في مرضه عمّه العباس وابنه الفضل وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة فقال له العباس : إن يكن هذا الأمر مستقرّاً فينا من بعدك فبشّرنا وإن كنت تعلم أنّا نغلب عليه فأوصي بنا فقال (صلّى الله عليه وآله) : أنتم المستضعفون من بعدي ؛ وسبق النبي (صلّى الله عليه وآله) أن أذاع ذلك بين المسلمين فاحتاطت الأنصار لأنفسها فبادرت لعقد مؤتمرها للاستيلاء على الحكم ؛ لئلاّ يسبقهم إليه المهاجرون من قريش.

3 ـ إنّ الأنصار كانوا العمود الفقري للقوات الإسلامية المسلّحة وقد أنزلوا الضربات القاصمة بالقرشيين فأبادوا أعلامهم وأشاعوا في بيوتهم الحزن والحداد في سبيل الإسلام وقد علموا أنّ الأمر إذا استتبّ للقرشيين فإنهم سيمعنون في قهرهم وإذلالهم طلباً بثأرهم وقد أعلن ذلك الحباب بن المنذر بقوله : لكننا نخاف أن يليها بعدكم مَن قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم.

وتحقق هذا التنبّؤ فإنه لم يكد ينتهي حكم الخلفاء القصير الأمد حتّى آل الحكم إلى الاُمويِّين ؛ فسعوا جاهدين في إذلال الأنصار وقهرهم وإشاعة الفقر والحاجة فيهم وقد بالغ معاوية في الانتقام منهم ولمّا ولي الأمر من بعده يزيد جهد على الوقيعة بهم فأباح أموالهم ودماءهم وأعراضهم بجيوشه في واقعة الحرّة التي لم يشاهد التاريخ لها نظيراً في فظاعتها وقسوتها ؛ هذه بعض العوامل التي أدّت إلى مبادرة الأنصار لعقد مؤتمرهم الذي أحاطوه بكثير من السرّ والكتمان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.