أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
4386
التاريخ: 24-11-2014
2026
التاريخ: 25-09-2014
2616
التاريخ: 25-09-2014
2388
|
هنالك ثلاثة اتجاهات في التعامل مع الحديث : اتجاه توقّف في التأويل ، وبذا سدّ باب السؤال وبالتالي العلم في كثير من القضايا الأساسية ؛ واتجاه فتح باب السؤال والعلم وأخذ بظاهر الحديث ما وسعه الأمر بما يوافق القرآن ومحكمات الشريعة ، فإن لم يسعه أوّل ظاهر الحديث بما لا يتعارض مع تلك الاسس ، وإلّا طرح الحديث جانبا ؛ واتجاه ثالث ذهب إلى الجمود على ظاهر الحديث وتمسّك بكل الأحاديث حتّى ما أدّى إلى التشبيه وتجسيم اللّه ، تعالى عن ذلك وجلّ ، وسمّي هذا الاتجاه بالحشوية ، وهو من جهة فتح الباب لدخول الأحاديث المختلفة بما فيها الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات ، ومن جهة ثانية لم يشأ أن يتخلّص من الأحاديث الّتي أدخلها ويتعارض ظاهرها مع القرآن والشريعة ، بل جمد عليها وقبل بظاهرها ممّا أدّى به إلى القول بآراء تناقض عقيدة التوحيد واسس الشريعة كالقول بالتجسيم والتشبيه ، لذا كان لا بدّ لنا من التوقّف قليلا عند هذا الاتجاه وتشخيص منهجه لخطورة تأثيراته الفكرية في سائر مباحث الفكر الاسلامي .
مصدر التسمية :
علّل أصحاب الملل والنحل علّة تسميتهم بالحشوية بأسباب متعددة ، وإن كانت مرتبطة بعضها مع بعض ، فقد قال أبو حاتم الرازي في معرض حديثه عن أصحاب الحديث : «ومن ألقابهم الحشوية ، لقّبوا بذلك لاحتمالهم كلّ حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة ، حتّى قال فيهم بعض الملحدين : يروون أحاديث ثمّ يروون نقيضها . ولروايتهم أحاديث كثيرة ممّا أنكره عليهم أصحاب الرأي وغيرهم من الفرق في التشبيه وغير ذلك ، فلقبوهم الحشوية بذلك» «1» .
إلّا أننا نجد تفصيلا أوفى للاتجاهات العقائدية والمناهج الفكرية للحشوية عند ابن المرتضى اليمني الحسني إذ يقول : «والحشوية هم الّذين يروون الأحاديث الحشوة ، أي الّتي حشاها الزنادقة في أخبار الرسول (صلى الله عليه وآله) يقبلونها ولا يتأولونها وهم يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث وأنهم أهل السنّة والجماعة ، ولا مذهب لهم منفرد . . .
وأجمعوا على الجبر والتشبيه ، وجسّموا وصوّروا وقالوا بالأعضاء ، وقدم ما بين الدفّتين من القرآن ، ويدّعون أن أكثر السلف منهم وهم برآء من ذلك وينكرون الخوض في علم الكلام والجدل ويعملون على التقليد وظواهر الآيات .
قال الحاكم : ومنهم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وداود بن محمّد الاصفهاني والكرابيسي واسمه الحسين بن علي .
ويروون في كتبهم الحديث وضدّه ، كما قال ابن المعتمر :
يروي أحاديث ويروي نقضا مخالف بعض الحديث بعضا
و هم يصحّحون الجميع ويتمسّكون بالظاهر .
قال : وممّا رووا أنه تعالى أجرى خيلا في الجنّة فخلق نفسها من عرقها وأنه لمّا أراد خلق آدم نظر في الماء فرأى صورة نفسه فخلق آدم عليها . . .» «2» .
وبذا تتّضح معالم المبدأ والمنتهى في مسلك الحشوية : فهم : يحشون ملء كتبهم بما عثروا عليه من أحاديث غثة وسمينة بلا مبالاة «3» ، ويروون الأحاديث المحشوة ، ومنها الّتي حشاها الزنادقة ، ومنها الحديث وضدّه .
ويصحّحون الجميع ويتمسّكون بالظاهر ويقبلونها ولا يتأوّلونها .
- لذا قالوا بالجبر وبالتشبيه .
- وجسّموا وصوّروا وقالوا بالأعضاء .
وقالوا : «إنّ اللّه موصوف عندهم بالنفس واللّه السميع البصير» «4» .
ومنه يعلم خطورة هذا المنهج الّذي يفتح الباب أمام الأفكار والآراء الّتي بثّها الزنادقة ، أو التي دسّها الوضّاعون ، والإسرائيليات في الحديث عموما ، ومنه أخذت طريقها إلى التفسير .
______________________________
(1)- كتاب الزينة/ الرازي/ تحقيق د . عبد اللّه سلام السامرّائي/ ملحق بكتابه : الغلو والفرق الغالية/ دار واسط .
(2)- المنية والأمل في شرح الملل والنحل/ ص 114- 116/ ط . دار الفكر ، نقلناه عن :
التمهيد/ ج 3/ ص 57 للاستاذ : معرفة .
(3)- م . ن/ ص 56 .
(4)- م . ن/ ص 57 ، نقلا عن : الحور العين في الملل والنحل/ الحميري/ ص 341/ ط . مصر .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|