أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2022
1712
التاريخ: 10-4-2019
2723
التاريخ: 29-7-2022
1626
التاريخ: 3-04-2015
3280
|
انبرى أبيّ الضيم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أمّا بعد يا معاوية فلن يؤدّي المادح وإنْ أطنب في صفة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مِنْ جميع جزءاً وقد فهمتُ ما لبست به الخلف بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ إيجاز الصفة والتنكّب عن استبلاغ النّعت وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السُّرج ولقد فضلّتَ حتّى أفرطت واستأثرتَ حتّى أجحفت ومنعتَ حتّى بخلت وجُرْتَ حتّى جاوزت ما بذلت لذي حقٍّ مِنْ اسمٍ حقّه مِنْ نصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ونصيبه الأكمل , وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد مِن اكتماله وسياسته لأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ تريد أنْ توهم الناس في يزيد كأنّك تصف محجوباً أو تنعت غائباً أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاص وقد دلّ يزيد مِنْ نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ به مِن استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحَمام السبق لأترابهنَّ والقيان ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصراً ودع عنك ما تحاول ؛ فما أغناك أنْ تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه فوالله ما برحتَ تقدح باطلاً في جور وحنقاً في ظلم حتّى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة فتُقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص , ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ومنعتنا عن آبائنا تُراثاً ولعمر الله أورثنا الرسول (صلّى الله عليه وآله) ولادة وجئت لنا بها ما حججتم به القائمَ عند موت الرسول فأذعن للحجّة بذلك وردّه الإيمان إلى النّصف فركبتم الأعاليل وفعلتم الأفاعيل وقلتم : كان ويكون حتّى أتاك الأمر يا معاوية مِنْ طريق كان قصدها لغيرك فهناك فاعتبروا يا اُولي الأبصار.
وذكرتَ قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتأميره له وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له وما صار يومئذ مبعثهم حتّى أنِفَ القوم إمرته وكرهوا تقديمه وعدّوا عليه أفعاله فقال (صلّى الله عليه وآله) : لا جرم يا معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري , فكيف تحتجّ بالمنسوخ مِنْ فعل الرسول في أوكد الأحكام وأولاها بالمجتمع عليه مِن الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعاً وحولك مَنْ لا يُؤمن في صحبته ولا يعتمد في دينه وقرابته وتتخطّاهم إلى مسرف مفتون تريد أنْ تُلبس الناس شبهةً يسعد بها الباقي في دنياه وتشقى بها في آخرتك؟! إنّ هذا لهو الخسران المبين! واستغفر الله لي ولكم.
وفنّد الإمام (عليه السّلام) في خطابه جميع شبهات معاوية وسدّ عليه جميع الطرق والنوافذ وحمّله المسؤولية الكبرى فيما أقدم عليه مِنْ إرغام المسلمين على البيعة لولده , كما عرض للخلافة وما منيت به مِن الانحراف عمّا أرادها الله مِنْ أنْ تكون في العترة الطاهرة (عليهم السّلام) إلاّ أنّ القوم زووها عنهم وحرفوها عن معدنها الأصيل , وذُهل معاوية مِنْ خطاب الإمام (عليه السّلام) وضاقت عليه جميع السّبل فقال لابن عباس : ما هذا يابن عباس؟!
ـ لعمر الله إنّها لذرّيّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأحد أصحاب الكساء ومِن البيت المطهّر فاله عمّا تريد ؛ فإنّ لك في الناس مقنعاً حتّى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين , ونهض أبيّ الضيم وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|