أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3846
التاريخ: 3-04-2015
3456
التاريخ: 19-10-2015
3468
التاريخ: 18-3-2016
6186
|
لقد عاصر الحسين جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وعاش في كنف الوحي والرسالة وارتضع من ثدي الإيمان ، فحمل هموم الرسالة الخاتمة كامّه وأبيه وأخيه ، وعلم أن سنة الرسول وسيرته هي المصدر الثاني للإشعاع الرسالي ، وأيقن بضرورة الاهتمام بهما وضرورة الوقوف أمام مؤامرات التحريف والتضييع ، ومنع التدوين التي تزعّمها جملة من كبار الصحابة وكيف واجهوا جدّه بكل صلف ، حذرا من انكشاف الحقائق التي تحول دون وصولهم للسلطة أو تعكّر عليهم صفوها .
ومن هنا نجد الحسين ( عليه السّلام ) يقف بكل شجاعة أمام هذا التآمر على الدين ، ويضحّي بأغلى ما لديه من أجل إحياء شريعة جدّه سيد المرسلين ، محقّقا شهادة جدّه الخالدة في حقّه : « حسين منّي وأنا من حسين » ، « ألا وإن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » .
وهكذا نجد في تراثه الرائع اعتناءه البليغ بنقل السيرة النبوية الشريفة ، والتحديث بسنّته والعمل بها وإحيائها ، ولو بلغ مستوى الثورة على من يتسلّح بها لمسخها وتشويهها .
قال صلوات اللّه عليه :
1 - « كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أحسن ما خلق اللّه خلقا »[1].
2 - وروى الحسين ( عليه السّلام ) - كأخيه الحسن وصفا دقيقا للرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وهديه في سيرته مع نفسه وأهل بيته وأصحابه ومجلسه وجلسائه ، أخذاه من أبيهما علي ( عليه السّلام ) وهو الذي ربّاه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) منذ نعومة أظفاره حتى التحاقه بالرفيق الأعلى . ونشير إلى مقطع من هذه السيرة . قال الحسين ( عليه السّلام ) فسألته عن سكوت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فقال :
« كان سكوته على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكّر . فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأمّا تفكّره ففيما يبقى أو يفنى . وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه ، وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي في صلاح امّته ، والقيام في ما جمع له من خير الدنيا والآخرة »[2].
3 - وروى أيضا أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أصبح وهو مهموم ، فقيل له : ما لك يا رسول اللّه ؟ فقال : « إني رأيت في المنام كأنّ بني اميّة يتعاورون منبري هذا » .
فقيل : يا رسول اللّه ! لا تهتم فإنها دنيا تنالهم ، فأنزل اللّه : وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ . . .[3].
4 - وروى أيضا أن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان إذا أكل طعاما يقول : « اللهم بارك لنا فيه ، وارزقنا خيرا منه » ، وإذا أكل لبنا أو شربه يقول : « اللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه »[4].
وكان يرفع يديه إذا ابتهل ودعا يفصل بينهما كما يستطعم المسكين[5].
5 - وسئل عن الأذان وما يقول الناس فيه ، قال : « الوحي ينزل على نبيّكم ، وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد اللّه بن زيد ؟ ! بل سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) يقول : أهبط اللّه عزّ وجلّ ملكا حين عرج برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأذّن مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثم قال له جبرئيل : يا محمّد هكذا أذان الصلاة »[6].
6 - وروى أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعث مع عليّ ( عليه السّلام ) ثلاثين فرسا في غزاة السلاسل فقال : « يا عليّ أتلو عليك آية في نفقة الخيل » : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً يا علي هي النفقة على الخيل ينفق الرجل سّرا وعلانية »[7].
وقد نقل ( عليه السّلام ) حوادث عصر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ممّا رآه مباشرة أو سمعه عن امّه أو أبيه وهما المعصومان من الزلل والمعتمدان في النقل[8].
[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 571 ، عن كنز العمّال : 7 / 217 .
[2] موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 571 - 575 عن مجمع الزوائد : 8 / 274 ومعاني الأخبار : 79 .
[3] المصدر السابق : 575 عن الغدير : 8 / 248 .
[4] المصدر السابق : 578 عن عيون أخبار الرضا : 2 / 42 .
[5] المصدر السابق : عن بحار الأنوار : 16 / 287 .
[6] المصدر السابق : 683 عن مستدرك الوسائل : 4 / 17 .
[7] موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 710 عن مستدرك الوسائل : 8 / 203 .
[8] راجع موسوعة كلمات الإمام الحسين وتتبع ما نقله عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|