أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3487
التاريخ: 16-3-2016
3240
التاريخ: 16-3-2016
3442
التاريخ: 7-5-2019
3225
|
لما وافى الامام الحسين الحاجر من بطن ذي الرمة وهو أحد منازل الحج من طريق البادية كتب كتابا لشيعته من اهل الكوفة يعلمهم بالقدوم إليهم وقد جاء فيه بعد البسملة : من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلا هو أما بعد : فان كتاب مسلم ابن عقيل جاءني يخبرني بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا فنسأل اللّه ان يحسن لنا الصنيع وان يثيبكم على ذلك أعظم الأجر وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية فاذا قدم عليكم رسولي فاكتموا أمركم وجدوا فاني قادم عليكم من أيامي هذه إن شاء اللّه والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .
ودفع الكتاب بيد البطل الفذ قيس بن مسهر الصيداوي فأخذ يجذ في السير لا يلوي على شيء حتى انتهى الى القادسية فاستولت عليه مفرزة من الشرطة اقيمت هناك تفتش كل من يدخل للعراق ويخرج منه تفتيشا دقيقا وأسرع قيس إلى الكتاب فخرقه لئلا تطلع الشرطة على ما فيه
وارسلته الشرطة مخفورا ومعه القطع المخرقة من الكتاب إلى الطاغية ابن زياد فلما مثل عنده قال له : من أنت؟
ـ رجل من شيعة امير المؤمنين الحسين بن علي .
ـ لم خرقت الكتاب الذي كان معك؟
ـ خوفا من أن تعلم ما فيه .
ـ ممن الكتاب وإلى من؟
ـ من الحسين إلى جماعة من اهل الكوفة لا اعرف أسماءهم وغضب الطاغية وفقد اهابه وصاح به واللّه لا تفارقني أبدا او تدلني على هؤلاء القوم الذين كتب إليهم هذا الكتاب أو تصعد المنبر فتسب الحسين واباه واخاه فتنجو من يدي او لأقطعنك.
فقال له قيس : أما هؤلاء القوم فلا اعرفهم وأما اللعن فافعل , وظن ابن زياد أنه من قبيل أوغاد اهل الكوفة الذين تغريهم المادة ويرهبهم الموت وما عرف أنه من افذاذ الأحرار الذين يصنعون تأريخ الأمم والشعوب وترتفع بهم كلمة الحق والعدل في الأرض ؛ وأمر ابن مرجانة بجمع الناس في المسجد الأعظم ليريهم من لعن قيس لأهل البيت ـ كما توهم ـ أمثلة لنكث العهد حتى يحملهم عليها ويجعلها من أخلاقهم وذاتياتهم , وانبرى البطل العظيم وهو هازئ من الموت وساخر من الحياة لبؤدي رسالة اللّه بأمانة واخلاص فاعتلى منصة المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه وصلى على الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) واكثر من الترحم على علي وولده ثم لعن عبيد اللّه ولعن أباه وعتاة بني أمية عن آخرهم ورفع صوته الهادر الذي هو صوت الحق والاسلام قائلا : أيها الناس ان الحسين بن علي خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أنا رسوله إليكم وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه .
واسرعت الجلاوزة الى ابن زياد فأخبرته بشأنه فتميز غيظا وأمر أن يصعد به من اعلى القصر فيرمى منه وهو حي وأمسكته الشرطة والقت به من اعلى القصر فتقطعت أوصاله وتهشمت عظامه ومات ميتة الأبطال في سبيل مبدئه وعقيدته ولما بلغ مقتله الحسين بلغ به الحزن اقصاه واستعبر باكيا واندفع يقول : اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما عندك واجمع بيننا واياهم في مستقر رحمتك انك على كل شيء قدير .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|