المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28

الظواهر السطحية للمريخ
2023-06-12
حدود صفة الخداع
2023-03-01
Advancing Physics and Technology
26-5-2016
الجبال وخصائصها القتالية - صعوبة الأعمال القتالية الجبلية
20-5-2021
المعاد يكمن في أعماق الروح
22-12-2015
العدل اولا
22-11-2017


[حديث النبي في فضل سبطه الحسين]  
  
3603   11:51 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص93-96.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

تواترت الأخبار التي أثرت عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في فضل ريحانته الإمام الحسين (عليه السّلام) وهي تحدّد معالم شخصيته كما تحمل جانباً كبيراً من اهتمام الرسول (صلّى الله عليه وآله) به وفيما يلي بعضها :

1 ـ روى جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : مَن أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى الحسين بن علي .

2 ـ روى أبو هريرة قال : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو حامل الحسين بن علي ويقول : اللّهمّ إنّي اُحبّه فأحبه .

3 ـ روى يعلى بن مرة قال : خرجنا مع النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى طعام دعونا له فإذا حسين يلعب بالسكّة فتقدّم النبي (صلّى الله عليه وآله) وبسط يديه فجعل الغلام يفرّ ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي (صلّى الله عليه وآله) ، حتّى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والاُخرى في فأس رأسه فقبّله وقال : حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً ؛ حسين سبط من الأسباط.

ودلّل النبي (صلّى الله عليه وآله) بهذا الحديث الشريف على مدى الصلة العميقة التي بينه وبين وليده وأكبر الظنّ أنّه (صلّى الله عليه وآله) لم يعنِ بقوله : حسين منّي الرابطة النسبية التي بينه وبينه وإنّما عنى أمراً آخر هو أدقّ وأعمق ؛ فالحسين منه ؛ لأنّه يحمل روحه وهَديه ويحمل اتجاهاته العظيمة الهادفة إلى إصلاح الإنسان ورفع مستواه وتطوير وسائل حياته على أساس الإيمان بالله الذي يحمل جميع مفاهيم الخير والسلام في الأرض ؛ كما عنى (صلّى الله عليه وآله) بقوله : وأنا من حسين أنّ ما يبذله السّبط العظيم من التضحية والفداء في سبيل الدين وما تؤدّيه تضحيته من الفعاليات الهائلة في تجديد رسالة الإسلام وجعلها نابضة بالحياة على مرّ الأجيال الصاعدة فكان النبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك حقّاً من الإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ فهو المجدّد لدينه والمنقذ له من شرّ تلك الطغمة الحاكمة التي جهدت على محو الإسلام من خريطة هذا الكون وإعادة مفاهيم الجاهليّة وخرافاتها على مسرح الحياة ؛ وقد نسف الإمام بنهضته أحلام الاُمويِّين وأعاد للإسلام نضارته وحياته ورفع رايته عالية خفّاقة في جميع الأجيال ؛ كما دلّل (صلّى الله عليه وآله) على عظمة حفيده بأن أضفى عليه كلمة السّبط وأراد بها أنّه أمّة من الاُمم بذاته ومستقل بنفسه فهو أمّة من الاُمم في الخير وأمّة من الشرف في جميع الأجيال والآباد.

5 ـ روى الصحابي العظيم سلمان الفارسي قال : دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله) فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يلثم فاه ويقول : أنت سيّد ابن سيّد أنت إمام ابن إمام أخو إمام وأبو الأئمة وأنت حجّة الله وابن حجّته وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم.

6 ـ قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : هذا يعني الحسين  إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة.

7 ـ روى أبو العباس قال : كنت عند النبي (صلّى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي والنبي تارة يقبّل هذا وأخرى يقبّل هذا إذ هبط عليه جبرئيل بوحي من رب العالمين فلمّا سرى عنه قال (صلّى الله عليه وآله) : أتاني جبرئيل من ربّي فقال لي : يا محمد إنّ ربّك يقرؤك السّلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافْدِ أحدهما بصاحبه.

فنظر النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى ثمّ قال : إنّ إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري واُمّ الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمّي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابنُ عمّي وحزنت أنا عليه وأنا اُوثر حزني على حزنهما , يا جبرئيل يُقبض إبراهيم فديتُ الحسين بإبراهيم وقُبض إبراهيم بعد ثلاث فكان النبي (صلّى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبّله وضمّه إلى صدره ورشف ثتاياه وقال : فديتُ مَن فديته بابني إبراهيم .

8 ـ روى ابن عباس قال : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) حامل الحسين على عاتقه فقال له رجل : نِعم المركب ركبت يا غلام. فأجابه الرسول (صلّى الله عليه وآله) : ونِعم الراكب هو . 9 ـ روى يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي (صلّى الله عليه وآله) من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فالتاع (صلّى الله عليه وآله) من ذلك فقال لفاطمة : ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني؟

10 ـ روى عبد الله بن شداد عن أبيه قال : سجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سجدة أطالها حتّى ظنّنا أنّه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليه فسألناه عن ذلك فقال : كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى يقضي حاجته .

هذه بعض الأخبار التي أثرت عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في ريحانته وهي أوسمة شرف ومجد قلّده بها ؛ إشعاراً منه بأنّ ظلّه وحقيقته ستمثّل في هذا الطفل وسيكون صورة فذّة لإنسانيّته العليا وأسراره العظمى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.