أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
4669
التاريخ: 16-10-2014
7974
التاريخ: 9-3-2016
1900
التاريخ: 6-03-2015
2393
|
الإشارة من الايماء وفي الكلام كناية عن الرموز والعلائم الى المعاني . وفي المصطلح ، المعاني التي تشير الى التذوقات والتأملات لأصحاب الرياضات والسلوك ومن هذه الجهة :
هو تفسير يشير بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك ، ولهذا يمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أيضاً ولا ينافيه (1) .
وبتوضيح آخر ، هو تفسير يشير الى التأملات التي تحصل عن طريق ما ينفتح في ذهن المفسر العارف ، من الأمور اللطيفة التي لها ربط ومناسبة مع ظواهر الآيات القرآنية ، إلا أنه يفسر ويؤول الآيات على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي ، فانّ ظاهر الآية مفهوم منه ما استدل به للآية ، ودلت عليه فيعرف اللسان ، وأما فتح الله قلبه للإيمان فيستطيع فهم باطن الآية والحديث ، وقد جاء في الحديث : (لكل آية ظهر وبطن) (2) ، وما رُوي عن الصادق عليه السلام : (كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء : على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء) (3) .
وقد يستعمل الإشارة في كلمات بعض المفسرين ليتأتى بذلك إمكان التسامح إزاء التأويل للقرآن وإزاء بيان كلمات لا يدخل في نطاق الكلام ولا يستند بالألفاظ ، ومراعاة لذلك لا يسمّون الصوفية تأويلهم للقرآن تفسيراً ، لأن ذلك يقتضي أن يكون تحديداً لمعاني القرآن عن الشرح والتفسير ، بل يسمّون إشارات ولهذا لا نقول بصحة كل ما قالوا بها ولا ندافع وجهة نظرهم بالنسبة الى التفسير وان كان في نفسه صحيحاً في نطاق العرفان .
ومن هذا التفسير قول سهل التستري : {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } [البقرة : 22] . ، أي أضداداً ، فأكبر الأضداد : النفس الأمارة بالسوء ، المتطلعة الى حظوظها ومناها بغير هدى من الله .
قال الذهبي بالنسبة الى هذا التفاسير:
فهذا القول من سهل يشير الى أن النفس الأمارة داخلة تحت عموم الأنداد حتى لو فصل لكان المعنى : {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة : 22] ، لا صنماً ، ولا شيطاناً ، ولا النفس ولا كذا ولا كذا . . وهذا مشكل من حيث الظاهر ، لأن سياق الآية وما يحف بها من قرائن يدل على ان الأنداد مراد بها كل ما يعبد من دون الله ، سواء أكان صنماً أم غير صنم) (4) .
ولكن بمقتضى قوله : {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان : 43] يؤخذ من معنى الآية من باب الاعتبار النفس المعبودة وأرباباً من دون الله ولهذا يكون الوجه صحيحاً .
والحق أن التفسير بهذا المعنى لا يخالف الشرع والعقل ، بل هو محاولة عقلية ذكية يتعمق في معاني الآيات وما ينطبق منها على النفس والآفاق المرتبطة بالألفاظ وسياق الأسلوب ، يساعد في الوصول إليها قوة الايمان وإخلاص العبادة وصفاء النفس والبعد عن الهوى ، إلا أنه مشروط بشروط أربعة :
1- ألا يكون التفسير منافياً لظواهر النظم القرآني .
2- ألا يكون هناك شاهد شرعي يؤيده .
3- ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي .
4- ألا يدّعي أن المراد وحده دون الظاهر (5) .
. . . ولزيادة المقال أنظر الى مقدمة تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الامام الخميني من المؤلف وكتاب المنهج الاشاري للدكتورة رانيا محمد عزيز نظمي وتحقيق في معرفة اتجاه التفسير العرفانية للدكتور محسن قاسم بور بالفارسية .
فعلى أي حال إذا كان المراد من التفسير بيان أهداف القرآن الأساسية ويهتم المفسر بإيقاظ وجدان الانسان وضميره ويزيح الحُجب المظلمة عن قلبه لينير نور الفطرة والهداية الى طريق الحق والتعاليم ، فالتفسير مقبول وتأكيد لبطن من بطون القرآن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الزرقاني ، مناهل العرفان ، 2/ 78 . دار الفكر – بيروت .
2- الصغير ، محمد حسين ، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم/ 110؛ أصول الكافي ، 1/ 37 ، وبحار الأنوار ، 89/ 94 .
3- المجلسي ، بحار الأنوار ، 89/103 و 20 .
تفسير التستري ، ص27 ، بيروت ، دار الكتب العلمية .
4- التفسير والمفسرون ، 2/ 359 .
5- عبد الحميد ، محسن ، تطور تفسير القرآن/ 153؛ والمبادئ العامة لتفسير القرآن/111؛ بكري أمين ، التعبير الفني في القرآن/ 119 ، ومناهل العرفان ، 2/ 81 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|