أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2020
![]()
التاريخ: 12-1-2017
![]()
التاريخ: 13-1-2017
![]()
التاريخ: 20-7-2018
![]() |
منذ تولي «آشور ناصير بال» عرش الملك قرر نقل عاصمة ملكه من «نينوة» إلى «كالح»، وكان من جراء ذلك إعادة بناء تلك المدينة المخربة، وهي التي كانت عاصمة ملك العاهل «شلمنصر الأول» سابقًا، والظاهر أنه اتخذ مقره هناك منذ عام 880 ق.م تقريبًا، وعلى ذلك فإن معظم الإصلاحات التي عملت فيها كانت في السنين الخمس الأولى من حكمه، وأهم تجديد عمله «آشور ناصير بال» في هذه المدينة هو حفر قناة جزء منها تحت الأرض، وكانت تأخذ مياهها من نهر الزاب الأعلى، وكذلك أقام لها سورًا وبنى لنفسه قصرًا من اللبنات وكساه حجرًا، وقد عثر الباحثون الأحداث في قصره هذا على سلسلة من المناظر التي تمثل الأحفال الدينية والمواقع الحربية ومناظر الصيد والقنص.
ومن المدهش حقًّا عندما نريد أن نبدي رأيًا عن أخلاق هذا الرجل وما أتاه من أعمال عظيمة لبلاده أن نجد المتناقضات العجيبة؛ ففي أول حكمه ارتكب من أعمال الوحشية ما يجمد القلم عند وصفها، وفي نهاية حياته أتى من الأعمال الجليلة ما كاد ينسينا غلظته وفظاظته، ففي خمس السنين الأخيرة من حكمه لم يقم إلا بحملة واحدة قادها بنفسه، ومع ذلك كان الجيش الآشوري على أحسن ما يكون من حسن النظام والقوة عندما تولى ابنه من بعده عرش الملك، ومن ثم نفهم أن مثل هذا النظام المتين الثابت لا يقوم إلا إذا كانت تشد أزره إدارة قوية في مختلف أنحاء الإمبراطورية، وتكون مستعدة لكبح جماح أية ثورة أو عصيان، يضاف إلى ذلك أنه كان لا بد من وجود يد قادرة على معالجة إدارة الجيش وتسيير أموره بحزم في أوقات السلم.
هذا؛ وقد قيل أحيانًا إن بلاد آشور كانت دولة سلب ونهب، وإنها كانت تستولي على الجزية دون أن تسعى لحكم البلاد التي كانت تبتز منها هذه الأموال، والواقع أن إقامة المدن الملكية في جهات مختلفة من إمبراطورية «آشور» مضافًا إلى ذلك المدة الطويلة التي قضتها البلاد دون حرب نسبيًّا يعطينا نتيجة عكسية. ومما يؤسف له أنه ليس لدينا مادة رسمية تقدم لنا معلومات عن حالة إدارة هذا العاهل، غير أنه مما لا شك فيه أنه كان كالبرق الخاطف في سرعة إطفاء أية ثورة أو إخماد أي عصيان في الأقاليم الخاضعة له، ولا أدل على ذلك مما حدث في «بيت زاماني»، ومما يجدر ذكره هنا من الحقائق الهامة أن الآراميين الذين صب عليهم جام غضبه ووحشيته كانوا هم الذين وقع عليهم اختياره لسوقهم إلى «كالح» عاصمته، وهذا يدل على سداد في الرأي؛ لأن الآراميين كانوا مشهورين بالصناعة والحرف والتجارة مما جعلهم رعايا منتجين، فكان يهدف بنقلهم إلى عاصمة ملكه أن يُهضموا في الأمة الآشورية، ومن جهة أخرى يصبحون من أهل البلاد نفسها فلا يقومون بثورات عليه.
ومما يلفت النظر أن هذا العاهل لم يشرع في عمل من الأعمال العظيمة إلا إذا كان متأكدًا من نجاحه.
فمن ذلك أنه لما سار بجيشه المظفر إلى البحر الأبيض المتوسط لم يدخل إلا البلاد التي لا تبدي مقاومة، وكانت «دمشق» بلدة قوية معادية له خارجة على سلطانه فتحاشى دخولها، ومن ثم نرى أن «آشور ناصير بال» كان حازمًا في مشروعاته، بصيرًا بتوسيع ممتلكاته، عاملًا على أن تكون قوة متماسكة، كما أظهر صلابة في تأييد سلطانه بعد تثبيت أركان ملكه.
ولا شك في أنه كان راعيًا قديرًا لقومه على الرغم مما اتصف به من شراسة وقسوة وغلظة، ومن المحتمل أنه كان يتبع المثل القائل: كن قاسيًا في البداية لتكون لين الجانب في النهاية.
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تطلق النسخة الحادية عشرة من مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية
|
|
|