أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/12/2022
1544
التاريخ: 8-06-2015
5526
التاريخ: 18-11-2015
8282
التاريخ: 14-12-2015
12350
|
مقا- وفض : ثلاث كلمات متباينة. الاولى- أوفض إيفاضا : أسرع.
وجاء على وفض وأوفاض ، أي عجلة. والثانية- الأوفاض : الفرق من الناس.
والثالثة- الوفضة : الكنانة ، وجمعها وفاض.
صحا- وفض : يقال : لقيته على أوفاض ، أي على عجلة ، مثل أوفاز.
وأوفض واستوفض ، أي أسرع. ومنه قوله تعالى : {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } [المعارج : 43]
ويقال أيضا : استوفضه ، إذا طرده واستعجله. وناقة ميفاض أي مسرعة.
والوفضة : شيء كالجعبة من أدم ليس فيها خشب ، والجمع وفاض. والأوفاض : الفرق من الناس ، والأخلاط من قبائل شتّى.
لسا- وفض : وقاية ثفال الرحى. والأوفاض والأوضام واحدها وفض ووضم ، وهو الّذى يقطع عليه اللحم. وأوضفت لفلان وأوضمت ، إذا بسطت له بساطا. وفضت الإبل : أسرعت.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو جريان سريع في انبساط. ومن مصاديقه : الاستعجال في جريان أو حركة لنفسه أو لغيره ، والناقة إذا أسرعت في مشيها مع سبح ، وهو السرعة في الجريان من غير اضطراب.
وأمّا مفاهيم- العجلة ، والبساط للحم أو رحى ، والكنانة ، ومطلق البسط ، والأخلاط من الناس ، والطرد : فمعاني مجازيّة بتناسب فيما بينها وبين الإسراع أو الانبساط.
والظاهر أنّ معنى العجلة إنّما أخذ من مادّة الوفز ، فانّ الوفز بمعنى العجلة وقلّة الاستقرار.
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } [المعارج : 42، 43] الأجداث بمعنى القبور. والسراع جمع سريع ، ومنصوب على الحاليّة ، والنصب جمع النصب والنصيب كصعب وشريف : بمعنى ما يكون متّصفا بالنصب وهو تثبيت شيء في محلّ بإقامته ورفعه ، والمراد ما ينصب علامة للاهتداء به أو اليه في الوصول الى مقصده وهدفه. والقبر : حقيقة في الستر والإخفاء والدفن.
وكما أنّ بدن الإنسان يدفن ويستر ويخفى تحت التراب : كذلك نفس الإنسان يستر تحت القيود والحدود والتمايلات النفسانيّة ، فيصير محدودا بتلك العلائق ومحجوبا بهذه القيود ومستورا بها.
وهذه المحدوديّة والمحبوسيّة تبقى وتستديم الى حين أن يؤمروا بالخروج والانطلاق والتوجّه الى لقاء ربّهم والحركة الى المعاد.
فانّ المقصد والمنتهى الأصيل هو العود الى اللّه المتعال ، كما قال تعالى :
{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الروم : 11].
وظاهر الآية الكريمة وما قبلها :
{عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ } [المعارج : 41].
وما بعدها :
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ.. تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ }.
أنّ المراد الخروج من التعلّقات المادّيّة والقيود الدنيويّة الظلمانيّة الخارجيّة والنفسانيّة ، وهذا الخروج إنّما يتحقّق بالموت والانتقال عن الحياة الدنيا الى الآخرة ، فينقطع عن هذه العلائق المادّيّة الحاكمة ، وتبقى آثارها في النفس ، وتتحصّل له منتهى حالة الخشوع والذلّة ، ويرى سيره قهرا الى عالم الآخرة ، ويتمنّى الوصول الى حياة منطلقة وعيش روحانيّ وسعة في إدامة انبساط النفس ، كلّ بحسب إدراكه وعلى اقتضاء حاله ، فيسير سريعا الى جانب ذلك الهدف المقصود ، الّذى يتمنّى الوصول اليه ، ثمّ يشاهد قصوره وضعفه ومحدوديّته ، بحيث لا يستطيع التجاوز عن حدّه الموجود ، ولا الترفّع والتعالي عن مرتبته المكتسبة ، وإن جدّ كلّ الجهد.
وهنالك يرى في نفسه غاية الذلّة ونهاية الحقارة وكمال الابتلاء الدائم المستمرّ ، فلا يظنّ لنفسه تخلّصا ونجاتا وانطلاقا.
وحينئذ يشاهد في نفسه حسرة ويأسا ، وهذا عذاب فوق النار ، ولا يحسّ عذاب النار وحرارة الجحيم إذا أحاط به اليأس والحسرة.
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } [الأنعام : 31] وصدر الآية الكريمة كالتصريح في المعنى المذكور ، وهو إدراك الموت ، فانّ قوله :
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ} [الزخرف : 83].
يدلّ على أنّ الخوض واللعب إنّما يستمرّ ان الى لقاء اليوم ، يوم يخرجون من الأجداث ، فلا تنطبق الآية على يوم البعث والنشور.
____________________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|