حب النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) أرقى أنواع الحب. |
635
03:30 مساءً
التاريخ: 2024-05-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1730
التاريخ: 2024-03-18
870
التاريخ: 2023-03-21
1198
التاريخ: 21-3-2021
2217
|
رُويَ في الكافي «8 / 78» عن الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الرواية العجيبة، قال: «كان رجلٌ يبيع الزيت وكان يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حباً شديداً، كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمضِ حتى ينظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)! وقد عَرف ذلك منه، فإذا جاء تطاول له حتى ينظر إليه، حتى إذا كان ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نظر إليه، ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع! فلمّا رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس فجلس بين يديه فقال: ما لك فعلت اليوم شيئاً لم تكن تفعله قبل ذلك؟ فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبياً لَغَشِيَ قلبي شيء من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي، حتى رجعت إليك، فدعا له وقال له خيراً.
ثم مكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أياماً لا يراه، فلمّا فقده سأل عنه فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام، فانتعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانتعل معه أصحابه وانطلق حتى أتوا سوق الزيت، فإذا دكّان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقيل: يا رسول الله مات، ولقد كان عندنا أميناً صدوقاً، إلا أنّه قد كان فيه خصلة! قال: وما هي؟ قالوا: كان يرهق، يعنون يتبع النساء. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): رحمه الله، والله لقد كان يحبّني حبّاً لو كان نَخَّاساً لغفر الله له».
أقول: النخّاس بائع الجواري، وهو عادة يقع في الحرام ويرتكب الزنا معهنّ. ومعنى قول النبي (صلى الله عليه وآله): إنّ حبّ الشاب بيّاع الزيت له وهيامه به، حتى لا يستطيع أن يذهب الى عمله حتى يراه كل يوم، هذا الحب، يغلب ذنوبه حتى لو كانت كذنوب نخّاس زنّاء.
ونلاحظ في الحديث شهادة رفقاء بيّاع الزيت بصدقه وأمانته، فذلك من تأثير حبّه للنبي (صلى الله عليه وآله)، وإن بقيت عنده معاصٍ في سلوكه.
كما نلاحظ أنّ مؤشر حبّه رضي الله عنه دلّه على أن يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لآخر مرة، فرجع اليه ليراه رؤية مودّع، ثم توفّي بعد ذلك!
وقال بريد بن معاوية العجلي رحمه الله «تفسير العيّاشي: 1 / 167»:
«كنت عند أبي جعفر «الإمام الباقر (عليه السلام)» إذ دخل عليه قادمٌ من خراسان ماشياً، فأخرج رجليه وقد تغلفتا «ورمتا من المشي» وقال: أما والله ما جاء بي من حيث جئت إلا حبكم أهل البيت! فقال أبو جعفر (عليه السلام): والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين إلا الحب، إنّ الله يقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} وقال: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} وهل الدين الا الحب.
وقال ربعي بن عبد الله: قيل لأبي عبد الله «الإمام الصادق (عليه السلام)»: جعلت فداك إنا نسمّى بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟ فقال: إي والله، وهل الدين إلا الحب؟ قال الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}».
أقول: يدل قول الإمام الباقر (عليه السلام): لو أحبنا حجر حشره الله معنا، على أنّ الجمادات لها أرواح بحسبها، كما نذهب اليه، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] كما يدل على أن الحشر يوم القيامة شامل لكل ذوات الأرواح والنبات والجماد.
وفسّره بعضهم بوجه ضعيف: لو أحبّنا شخص قلبه حجر، لصلح بحبّنا وحشره الله معنا، فيكون معناه تأثير حبّهم (عليهم السلام) في حسن عاقبة الإنسان.
أمّا معنى نفع تسمية أولادنا بأسماء أهل البيت (عليهم السلام) فهو أنّ ذلك يقرّبنا من الله تعالى فينفعنا، كما ينفع أولادنا بتأثير وضعيّ وشرعيّ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|