أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-13
283
التاريخ: 16-12-2014
5574
التاريخ: 12-12-2014
4125
التاريخ: 16-12-2014
3790
|
وُلدت فاطمة الزهراء « عليها السلام » بعد معراج النبي ( صلى الله عليه وآله ) . « والقول الحق هو ما عليه شيعة أهل البيت تبعاً لأئمتهم « عليهم السلام » وأهل البيت أدرى بما فيه ، وتابعهم عليه جماعة من غيرهم ، وهو أنها قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة ، وتوفيت وعمرها ثمانية عشر عاماً » . الصحيح من السيرة : 2 / 177 .
وقد اتفق معنا على ولادتها بعد البعثة عدد من رواة السلطة ، بينما قال أكثرهم إنها ولدت قبل البعثة باثنتي عشرة سنة ، وقال بعضهم بسبع سنين ، وقال بعضهم في سنة البعثة ، وقال بعضهم بعد البعثة بسنة .
ومن أقوى الأحاديث الدالة على مذهبنا ما رويناه بسند صحيح ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل الجنة في المعراج وأكل من ثمارها ، فتكونت نطفة فاطمة « عليها السلام » .
قال الصدوق « رحمه الله » في التوحيد / 118 : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما أهبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية ، وكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة » . والأمالي / 546 ، العيون : 2 / 107 ، العلل : 1 / 183 ، الإحتجاج : 2 / 191 ، مناقب ابن سليمان : 2 / 191 . ومعاني الأخبار / 396 .
وروته مصادر غيرنا : « عن ابن عباس ، وسعد بن مالك ، وسعد بن أبي وقاص ، والإمام الصادق ، وعمر بن الخطاب ، وعائشة ، قالت إنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لها حينما سألته عن تقبيله ابنته فاطمة « عليها السلام » : « نعم يا عائشة ، لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي ، فلما نزلت واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة . ففاطمة حوراء إنسية ، وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها » . الصحيح من السيرة : 3 / 10 ، في مصادره : تاريخ بغداد : 5 / 87 ، المواهب اللدنية : 2 / 29 ، مقتل الحسين للخوارزمي / 63 ، ذخائر العقبي / 36 ، ميزان الإعتدال : 2 / 297 و 160 ، مستدرك الحاكم : 3 / 165 ، تلخيصه للذهبي ، مجمع الزوائد : 9 / 202 ، ينابيع المودة / 97 ، نزهة المجالس : 2 / 179 ، مناقب المغازلي / 358 ، البحار : 18 / 315 و 350 ، 364 ونور الأبصار / 44 و 45 .
وتدل الأحاديث على تعدد تناوله ( صلى الله عليه وآله ) من ثمار الجنة ، وفي بعضها أن جبرئيل ( عليه السلام ) أتاه بها وأمره أن يجتنب خديجة أربعين يوماً . مأساة الزهراء 2 / 316 .
ولدت ( عليها السلام ) في العشرين من جمادى الثانية
استفاضت الرواية أنها « عليها السلام » ولدت في العشرين من جمادى الثانية سنة خمس للبعثة . ففي دلائل الإمامة / 79 ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « ولدت فاطمة « عليها السلام »
في جمادى الآخرة يوم العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأقامت بمكة ثمان سنين ، وبالمدينة عشر سنين وبعد وفاة أبيها خمسة وتسعين يوماً ، وقبضت في جمادى الآخرة ، يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة » .
وفي أمالي الصدوق / 690 ، عن المفضل بن عمر : « قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : كيف كانت ولادة فاطمة « عليها السلام » ؟ فقال : نعم ، إن خديجة « عليها السلام » لما تزوج بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هجرتها نسوة مكة فكنَّ لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ، ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك ، وكان جزعها وغمها حذراً عليه ( صلى الله عليه وآله ) فلما حملت بفاطمة كانت تحدثها من بطنها وتصبرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة « عليها السلام » فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني . قال : يا خديجة ، هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى ، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمة ، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه . فلم تزل خديجة « عليهم السلام » على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم : أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا ، وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له ، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئاً .
فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك ، إذ دخل عليها أربع نسوة سُمْرٌ طِوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن لما رأتهن ، فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك : أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران ، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة « عليها السلام » طاهرة مطهرة ، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الأرض ولاغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور . ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين ، وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء ، وولدي سادة الأسباط ، ثم سلمت عليهن ، وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وأقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة « عليها السلام » ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك ، وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ، فتناولتها فرحة مستبشرة ، وألقمتها ثديها فدر عليها ، فكانت فاطمة « عليها السلام » تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة » .
وفي تاريخ دمشق : 12 / 128 ، وفيه : « وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دفعته لمن ترضعه ، فلما ولدت فاطمة « عليها السلام » لم تُرضعها أحداً غيرها » .
وفي علل الشرائع : 1 / 181 : « عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن فاطمة « عليها السلام » لم سميت الزهراء ؟ فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء ، كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض » .
وفي روضة الواعظين / 148 : « قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لفاطمة « عليها السلام » تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة ، والصديقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدَّثة ، والزهراء » .
فاطمة استثنائية لا تقاس بها امرأة
لفاطمة الزهراء « عليها السلام » مقام عظيم في الإسلام بإجماع المسلمين ، فقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحترمها احتراماً مميزاً مقصوداً ، ليفهم المسلمين مكانتها !
« كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم يثني بفاطمة ، ثم يأتي أزواجه . وفي لفظ : ثم بدأ ببيت فاطمة « عليها السلام » ، ثم أتى بيوت نسائه » . فتح الباري : 8 / 89 .
وكان يقف لها احتراماً ، ويجلسها في مجلسه ويقول : « فاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة » . أمالي الصدوق / 546 .
وروت مصادر الفريقين فضائلها ومناقبها « عليها السلام » ، وألف العلماء كتباً خاصة فيها .
ومن فضائلها المدهشة ما رواه البخاري : 4 / 71 : « بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ساجد وحوله ناس من قريش المشركين ، إذ جاءه عقبة بن أبي معيط بسلى جزور ، فقذفه على ظهر النبي فلم يرفع رأسه ، حتى جاءت فاطمة « عليها السلام » ، فأخذت من ظهره ، ودعت على من صنع ذلك ، فقال النبي : اللهم عليك الملأ من قريش ، اللهم عليك أبا جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف ، أو أبي بن خلف . . » .
وكفى بذلك فضيلة : لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يَدْعُ على قومه حتى دعت عليهم فاطمة « عليها السلام » ، فكان دعاؤها عليهم وحياً له ( صلى الله عليه وآله ) من ربه ، وإذناً له بالدعاء عليهم ! فقد استعمل الله تعالى إلهامه لفاطمة « عليها السلام » بدل وحيه لجبرئيل ( عليه السلام ) ! واستعمل إبلاغ رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بعمل فاطمة « عليها السلام » بدل إبلاغه بقول جبرئيل ( عليه السلام ) ! فأي مقام هذا لفاطمة صلوات الله عليها وعلى أبيها .
ومن فضائلها المدهشة أيضاً أنها أخبرت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمؤامرة قريش ليلة هجرته !
« عن ابن عباس قال : إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وأساف ونائلة ، لو قد رأينا محمداً لقد قمنا إليه قيام رجل واحد ، فلم نفارقه حتى نقتله ، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك ، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك ، فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك ! قال : يا بنية أدِّ لي وضوءً ، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد ، فلما رأوه قالوا هذا هو ! وخفضوا أبصارهم ، وسقطت أذقانهم في صدورهم ، وعُقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصراً ، ولم يقم إليه رجل منهم ، فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قام على رؤسهم فأخذ قبضة من التراب فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها ، فما أصاب رجلاً من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً » . مجمع الزوائد : 8 / 228 وصححه .
وقد كان تآمر المشركين لقتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) في غاية السرية ، فمن أين جاءت هذه المعلومة السرية للغاية إلى فاطمة « عليها السلام » ، إلا من إلهام الله تعالى ؟ ! ومعناه أن الله تعالى جعلها مكان جبرئيل ( عليه السلام ) في إيصال الوحي إلى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ! فأي مقام عظيم هذا لبنت في الثامنة من عمرها الشريف ، يوحي لها الله بتآمرهم عليه فتخبر به أباها سيد المرسلين ، ويوحي لها أن تدعو على فراعنة قريش فيدعو عليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فأي امرأة حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو في العظيمات والقديسات في كل التاريخ ، وصلت إلى هذا المقام الرباني العظيم ؟ !
عائشة تشهد بأن فاطمة ( عليها السلام ) أصدق الناس لهجة
روى الحاكم وصححه بشرط مسلم : 3 / 160 عن عائشة أنها قالت في فاطمة « عليها السلام » : « ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها ، إلا أن يكون الذي ولدها » .
ومع ذلك لم يقبل أبو بكر قول فاطمة « عليها السلام » بأن فدكاً لها أعطاها إياها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : 16 / 284 : « سألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟ قال : نعم . قلت : فلمَ لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟ فتبسم ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها اليوم فدكاً بمجرد دعواها لجاءت إليه غداً وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشئ . لأنه يكون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيها تدعى كائناً ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود . وهذا كلام صحيح ، وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل » .
كانت فاطمة ( عليها السلام ) تسكن مع أبيها في مكة والمدينة
ولدت فاطمة الزهراء في بيت أبيها ( صلى الله عليه وآله ) وأمها خديجة « عليهما السلام » الواقع بين شعب أبي طالب وسوق أبي سفيان ، في سوق الذهب ، ويعرف بمولد فاطمة « عليها السلام » . وقد ارتكب الوهابية جريمة ، فأزالوه وجعلوا مكانه مرافق ، غيضاً وعناداً !
وفي سنة ولادتها « عليها السلام » حاصرت قريش النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبني هاشم في شعب أبي طالب وهجَّرت عائلته من بيته ، ففتحت الزهراء « عليها السلام » عينيها وهي محاصرة في الشعب ، وأبوها ( صلى الله عليه وآله ) مستهدف بالقتل من قريش ، يحرسه بالليل والنهار جدها أبو طالب ، وابناه علي وجعفر ، وعمها حمزة . ولم ترتو الطفلة المباركة من حنان أمها ، فقد توفيت أمها قبل الهجرة بنحو سنة ، وكان عمرها سبع سنين ، حسب ترجيحنا .
وقد رووا حالتها المؤثرة عند وفاة أمها خديجة « عليهما السلام » ، ففي أمالي الطوسي / 175 : « عن بريد العجلي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد « عليهما السلام » يقول : لما توفيت خديجة رضي الله عنها جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتدور حوله وتقول : يا أبهْ أين أمي ؟ قال : فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام وتقول لها : إن أمك في بيت [ من قصب ] كعابه من ذهب ، وعمده ياقوت أحمر ، بين آسية ومريم بنت عمران ، فقالت فاطمة « عليها السلام » : إن الله هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه السلام » .
وجعلنا [ من قصب ] بين معقوفين لأنا نحتمل أنها تسربت من رواية الطبراني ، قال في الأوسط : 1 / 139 : « عن فاطمة أنها قالت للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أين أمنا خديجة ؟ قال في بيت [ من قصب ] لا لغو فيه ولا نصب ، بين مريم وآسية امرأة فرعون . قالت مِن هذا القصب ؟ قال : لا بل من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت » .
ويدل هذ الحديث على أن المتبادر من القصب : القصب المعروف ، ولذلك سألته فاطمة حسب الرواية . لكنا نرى أن كلمة من قصب إضافة من عائشة وقد بررتها بأن خديجة لم تُصلِّ ، فلم تستحق أكثر من بيت القصب !
وقد حاول ابن حجر « فتح الباري : 7 / 104 » أن يصحح وصف القصب ويجعله مدحاً لبيت خديجة ، وأطال في ذلك بدون طائل .
غرفة فاطمة ( عليها السلام ) وبيتها في المدينة
عندما هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة انتظر وصول علي والفواطم خمسة عشر يوماً في قباء ، ثم دخل معهم المدينة ، ونزل في بيت أبي أيوب الأنصاري .
واشترى أرضاً كانت مربد تمر ، وبنى فيها مسجده وبيته ، وجعل له باباً يفتح على المسجد وباباً يفتح من جهة البقيع ، يفتح على غرفة استقبال كبيرة ولوازمها ، وغرفة لفاطمة « عليها السلام » ولوازمها ، ومن الجهة الثانية دار فيه غرفة خادم وتنور ، وبقية لوزم المنزل .
وتزوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة زوجات بعد هجرته ، لكنه لم يُسكن أياً منهن في بيته ، بل كان يبني لكل واحدة منهن غرفةً من جهة البقيع شرقي المسجد ، في مكان بعيد نسبياً عن بيته .
وكان يخدمه في بيته أنس بن مالك وغيره ، وبنات أبي أيوب وغيرهن يخدمن فاطمة .
وبقيت فاطمة « عليها السلام » في بيته حتى تزوجت بعد نحو سنتين . وكانت تشرف عليها أم سلمة ، أو بعض نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « وخطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة ، فنقل فاطمة « عليها السلام » إليها ، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية ، فقالت أم سلمة : تزوجني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفوض أمر ابنته إليَّ فكنت أدلها وأؤدبها ، وكانت والله آدب مني ، وأعرف بالأشياء كلها » . دلائل الإمامة / 81 .
أما علي ( عليه السلام ) فكان يسكن مع أمه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، في مكان بعيد نسبياً عن المسجد . وعندما تزوج أخذ لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيتاً أقرب اليه ، ثم بدله ببيت قريب يفتح على المسجد ، عاشت فيه فاطمة وعلي وأم علي « عليهم السلام » .
وقال ابن سعد في الطبقات : 8 / 22 : « لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة نزل على أبي أيوب سنة أو نحوها ، فلما تزوج علي فاطمة قال لعلي : أطلب منزلاً فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخراً عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قليلاً فبنى بها فيه ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليها فقال : إني أريد أن أُحَوِّلَك إليَّ ، فقالت لرسول الله : فكلم حارثة بن نعمان أن يتحول عني . فقال رسول الله : قد تحول حارثة عنا حتى استحييت منه ، فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك ، وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجار بك ، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله ! والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحب إليَّ من الذي تدع ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت ، بارك الله عليك ، فحولها رسول الله إلى بيت حارثة » .
وبعد زواج فاطمة « عليها السلام » بقيت غرفتها في بيت أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي من جهة الصُّفَّة شمالي المسجد . وقد شرحنا جغرافية بيت النبي وبيوت نسائه وقبره الشريف في سيرة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من جواهر التاريخ ، وفي كتيب : مصادرة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
« وقد أخبرني الثقة الشيخ محمد التبريزي أنه دخل إلى سرداب قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فوجد من جهة الصفة رخامة يظهر أنها مكان غرفة فاطمة « عليها السلام »
وأنها القبر الرمزي ، وقد كتب عليها الحديث النبوي ، وهو : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
فاطمة مهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلف عنهم هوى » . رواه الزمخشري في المناقب ص : 213 ، وابن أبي الفوارس في الأربعين حديثاً ، والحمويني في فرائد السمطين ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين ص 144 وغيرهم .
هذا ، وسيأتي تفصيل خبر تزويج فاطمة بعلي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) في المدينة المنورة .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|