ان الخريطة تسهل عمليات المقارنة من خلال تركيب وتمثيل عدد متنوع من الظواهر الجغرافية ، لأنها توضح أوجه الاختلاف والتباين والتشابه بين الظواهر الجغرافية المختلفة الخريطة الناجحة هي التي تجعل من اكتشاف العلاقة بين الظاهرات الجغرافية عملية سهلة وميسورة ، وبالتالي فإن فهم بعض الخرائط يكون أكثر شمولاً إذا كانت لدى القارئ دراسة بكيفية عمل المقارنة بين توزيع الظاهرات والخرائط لا تخرج في معظمها عن كونها تمثيلاً للصفات الفيزيائية أو العمرانية أو الاقتصادية أو الاجتماعية على سطح الأرض من حيث كثافتها وامتدادها المساحي وانماط توزيعها.

ومن من خلال دراسة الشكل رقم (1) والذي يوضح توزيع المحلات العمرانية على الطرق في مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية يتضح الآتي :

* ان تركيب خريطة توزيع المحلات العمرانية على خريطة الطرق على بعضها البعض ورسم الشكل رقم (1) والذي يوضح توزيع الظاهرتين معاً :

* العمران والطرق أوضحت اوجه الاختلاف والتباين والتشابه في توزيع العمران ومقدار ارتباطه بأنواع الطرق المختلفة ، فهناك المحلات العمرانية التي ارتبطت في توزيعها بالطرق الترابية وأخرى توطنت بجوار السكك الحديدية واخرى ارتبطت بالطرق المرصوفة.

* يبدو ان الطرق عملت كمحاور رئيسية لتوزيع العمران في المركز.

* تبدو العلاقة طردية بين شبكة الطرق في المركز وكثافة المحلات العمرانية.

وفي الواقع يمكن من خلال عمليات المقارنة المختلفة لمجموعة من الخرائط اكتشاف العديد من الحقائق الجغرافية على مستوى العالم او على مستوى الأقاليم والمناطق. فعلى سبيل المثال يمكن عن طريق مقارنة خريطة الاقاليم المناخية للعالم وصورة توزيع السكان للعالم يتضح أن المنقطة المعتدلة تضم اكبر تجمعات للسكان وذلك لاعتدال المناخ بها، إذ يعزف السكان عن سكنى مناطق التطرف المناخي وهذا أيضا ينطبق إلى حد كبير على المناطق السهلية في العالم. ومثال آخر يتضح إذا ما قارنا بين خريطة الأمطار من  حيث الكمية وتوزيع السكان وإنتاجية محصول القمح في منطقة الهلال الخصيب إذ يمكن القول ان المناطق التي تتلقى اكبر قدر من مياه الأمطار في سوريا مثلا متكون هي المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وفى الوقت نفسه ستكون المناطق المستقلة في زراعة محصول القمح وفى الواقع يمكن من خلال تركيب العديد من الخرائط اكتشاف العديد من العلاقات الجغرافية المتميزة.