أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2019
2602
التاريخ: 10-04-2015
2552
التاريخ: 27-1-2016
3568
التاريخ: 26-12-2015
5352
|
هو شمس الدين محمّد بن حسن بن عثمان النواجيّ- نسبة الى نواج، بالقرب من المحلّة، في مديرية الغربية، من مصر-ولد في القاهرة سنة 788 ه (1386 م) .
تلقّى النواجيّ الفقه على كمال الدين محمد بن موسى الدميريّ (745- 808 ه) ، و كان الدميريّ يدرّس في الأزهر ثمّ انّه تصدّر لتدريس الحديث في المدرسة الحسينية و المدرسة الجمالية الى أن توفّي. و حجّ النواجي مرّتين، سنة 820 ه (1417 م) و سنة 833 ه (1429 م) ؛ و كان يعقد مجالس ذكر (للصوفية) . و قد كان صديقا لابن حجّة الحمويّ.
و كانت وفاة النواجيّ في 25 من جمادى الأولى 859 ه (14-5-1455 م) .
كان النواجيّ معتنيا بالأدب عناية بالغة عارفا بالنحو، و هو أديب شاعر ناثر مصنّف له كتب كثيرة معظمها مجاميع من الشعر و من النثر في الخمر و الغزل خاصّة. فمن كتبه: حلبة الكميت (و هو كتاب جمع فيه أشعارا كثيرة و شيئا من الحكايات الطريفة تتعلّق كلّها بالكميت، أي بالخمر، و ما يتّصل بها: اسمها و أصلها و منافعها و خواصّها و رأي الحكماء فيها و الندمان و مجالس الشراب و آدابه و الأزهار و الجنائن و المطر و التوبة من شربها، الخ. و قد فرغ النواجيّ من تأليف هذا الكتاب في 30 شوّال من 824 ه -27/10/1421 م) . و من كتبه أيضا: مراتع الغزلان في الحسان من الجواري و الغلمان- خلع العذار في وصف العذار (1) (مجموع أشعار في الغزل) - صحائف الحسنات (في وصف الخال) -كتاب الصبوح (مجموع من الأشعار و القصص تدور على شرب الخمر صباحا، و ترجع الى العصر العبّاسيّ) -التذكرة (في الأدب) -نزهة الألباب في أخبار ذوي الألباب (قصص عن الأجواد و البخلاء من الأذكياء و الفصحاء و الأغبياء) -تحفة الأديب-تأهيل الغريب (مجموع أشعار، لشعراء مختلفين في الجاهلية و صدر الإسلام، مرتّبة على حروف الرويّ، أي على القوافي) - عقود اللآل في الموشّحات و الأزجال - مقدّمة في صناعة النظم و النثر-الشافية في بديع الاكتفاء (في البلاغة) -روضة المجالسة و غيضة المجانسة (في الجناس) -الحجّة (المحجّة) في سرقات ابن حجّة-رسالة في حكم حرف المضارعة-ديوان شعر-بديعيّات (في مدح الرسول) .
مختارات من آثاره:
-من مقدّمة «حلبة الكميت» (2)(للنواجي) :
الحمد للّه الذي أدار كؤوس الأدب على أهل الذوق فمالوا طربا بقهوة الإنشاء (3)، و أطلع نجوم حبابها في سناء البلاغة فاستغنوا بأنوارها الزاهرة عن صبح الاعشى (4). . . . و بعد فقد سألني من أمره مطاع و مخالفته لا تستطاع أن أجمع له من مقاطيع الشّرب نبذة رفيعة البزّ رقيقة الحاشية (5) و أقتطف له من حدائق الآداب زهرة قطوفها دانية (6) لينزّه طرفه في «جنّات من نخيل و أعناب» ، و يمتّع ذوقه «بفاكهة كثيرة و شراب» . . . . فجمعت له في هذه الاوراق ما رقّ وراق، و أبرزت في وصف الكميت شعر من تفحّل و أمسى و هو الى الغايات سبّاق (7)، . . . . . فأكرم به من مجموع غازلته عيون المحاسن من وراء الستائر، فكيف لا ينشرح صدر متأمّله و كأس حضرته في كلّ وقت دائر؛ تنفّست الصهباء في لهواته نظما و نثرا. . . . و نظمت به شمل كلّ غريب ليكون هذا المجموع مفردا، و سللت سيف الابتكار من غمده و نصلته من كلّ ذهن كليل لئلاّ يظهر على متنه صدأ، و سمّيته حلبة الكميت و حسمت مادّة الأسف بجمعه بحيث لا أقول ليت (8). . . . . و رأيت فحول الشعراء قد تفرّسوا في السبق الى كلّ حلبة، و كان عيشهم بالكميت أخضر و ما منهم إلاّ من أدار على شرب الأدب شربة (9)، فقدّمت من أجاد منهم النظم في عقود حبابها و داوى علل الأفهام بما أحكمه في أصول شرابها. . . . .
-و للنواجيّ مقطّعات كثيرة مبنيّة على التوريات، منها: ( يصح الوزن و المعنى بقراءة: الصبا أو الصباح) :
بعد صباح الوجوه عيشي مضى... فيا رعى اللّه زمان الصبا-ح (10)
و بتّ أرعى النجم، لكنّني... أهفو إذا هبّ نسيم الصبا-ح (11)
_____________________
1) العذار (بكسر العين مطلقا) : اللجام و الشعر النابت على جانبي الوجه. خلع العذار: ترك الحياء. (و ترد العذار في هذا الكتاب حينا بالفتح، فلتصحح بالكسر) .
2) في هذه القطعة استعارات كثيرة متداخلة و سأقتصر على تفسير الألفاظ و الاشارة العارضة الى عدد من تلك الاستعارات.
3) القهوة: الخمر. الانشاء: الاسلوب، تركيب الكلام.
4) الحباب: ما يطفو على وجه الكأس من الفقاقيع (و الشعراء يشبهونها بالنجوم) . الاعشى: الذي يسوء بصره في الليل، فاذا جاء الصبح عادت اليه صحة بصره. و «صبح الاعشى في كتابة الإنشا» كتاب للقلقشندي (انظر، فوق، ص 833) .
5) البز: النسيج من حرير. الحاشية: طرف الثوب. رقيق الحاشية: لطيف، ناعم، دقيق النسج (كناية عن الجودة و الطرافة) .
6) القطوف: الاثمار الناضجة التي آن وقت قطافها. دانية القطوب: سهلة القطع من أغصانها.
7) رق وراق: لطف وصفا. الكميت: الخمر. تفحل: (في القاموس) : تشبه بالفحل، و تفحل الشجر (لم يكن له ثمر) . و المقصود هنا «أصبح فحلا، فاق أشباهه» .
8) نصلته: جعلت فيه نصلا و أزلت النصل منه (معنيان متضادان) ؛ المقصود: أخليت كتابي هذا من كل ذهن كليل (من كل بيت من الشعر الضعيف) . و حسمت. . . الخ: قطعت الامور التي تحمل على الاسف و الندم (في جمع مادة هذا الكتاب بأن اخترت فيه الاشعار الجياد فقط) كيلا أقول غدا: ليتني تركت هذا البيت الذي اخترته أو ليتني اخترت ذلك البيت الذي كنت قد تركته.
9) تفرسوا (حذقوا في ركوب الخيل: أجادوا قول الشعر) في كل حلبة (المضمار الذي تركض فيه الخيول) ، أي في كل موضوع. العيش الاخضر: الرغد الناعم، السعيد. أدار على شرب (بفتح الشين) الادب (الذين يطالعون الادب) . شربة (بفتح الشين) : مقدارا (من الخمر أو الماء: من الادب الجيد) .
10) الصباح (بكسر الصاد) جمع صبيح: جميل الوجه. الصبا (بكسر الصاد) : الشباب.
11) بت (قضيت الليل) أرعى النجم (ساهرا، حزينا) . أهفو: أطرب، اشتاق. الصبا (بفتح الصاد) : ريح تهب من الشرق.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|