المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المدرسة الإقليمية
4-12-2021
منهج تفسير القرآن بالسنّة
2024-09-15
حكم من وجب عليه الصوم فأفطر في نهار رمضان مستحلاً
15-12-2015
تمييز الخبيث من الطيب سنة الهية
9-10-2014
كارتر ، جايمس ايرل جيمس
9-10-2015
هل بالإمكان شرح معنى البداء بشكل واضح ؟
31-10-2020


الخير والشر  
  
3466   12:51 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص35-38
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2017 10314
التاريخ: 21-12-2017 16935
التاريخ: 21-4-2017 7041
التاريخ: 24-4-2022 1639

إن الطبيعة الانسانية فطرية وجاهلة بماهية الخير والشر في الحياة لكنها تكتسبها من المحيط  فكلما كان المحيط يتسم بقيم الخير ، اكتسبت الكينونة قيمه . وكلما سادت قيم الشر في المحيط تأصلت قيمه في الذات . وبالرغم من ذلك فإن الخيار النهائي ، يعود إلى الكينونة ذاتها ومدى ميلها نحو الخير والشر فإن كانت طبيعتها المكتسبة اعتادت على النهل من منبع قيم الخير أصبحت خيرة , وإن نهلت من منبع قيم الشر اعتادت على سلوك الشر في مسيرة حياتها يعتقد ((أفلاطون)) أن الخير طبع لمن اعتاده ، والشر مباح لمن أراده . (عثمان 1996) تعود سمة الاكتساب من المحيط لقيم الخير أو الشر إلى مدى الارتقاء، بالمنظمة العقلية للكينونة . فإن كانت مدياتها المعرفية والعلمية واسعة ، تمكنت من التمييز بين فعل الخير وصوره عن فعل الشر وضرره على الذات والمجتمع . وبالضد من ذلك فإنها تفتقد إلى حالة التمييز وتنهل من قيم الشر توجهاتها ، وبغض النظر عن صور الشر وما يمكن أن تلحقه من ضرر على المجتمع  المهم انها تحقق المصلحة للذات الشريرة , على حساب بقية أفراد المجتمع . تعبر الذات الخيرة عن نفسها من خلال سلوكها اليومي مع الذوات الأخرى في المجتمع ، وتتعاطى سلوكيا عبر صور الخير وما يتمخض عنها من أفعال خيرة تعكس أوجه الفرح والسعادة في مجمل تعاملها مع الآخرين في حين أن الذات الشريرة ، قد لا تعبر عما يكمن في ذاتها بشكل مباشر مع أفراد المجتمع تحاشيا لردود الفعل السلبية وما يمتخض عنها من أفعال شريرة , لكنها لن تتوان عن فعل الشر حال توفر الظروف اللازمة لها لتعكس أوجه الألم والفزع على الآخرين يرى ((أفلاطون)) إذا تحركت صورة الشر ولم تظهر ولدت الفزع وإذا ظهرت ولدت الألم . وإذا تحركت صورة الخير ولم تظهر ، ولدت الفرح وإذا ظهرت ولدت اللذة . إن منظمة العقل وما اكتسبت من معارف وعلوم ، تفعل نظام السيطرة والتحكم بالسلوكيات والأفعال اليومية وتمكن الإرادة للذات الساعية لاعتماد مسالك الشر لتحقيق الأغراض الخاصة على حساب المجتمع . الطبيعة البشرية أنانية ، تسعى لتحقيق الذات على حساب الآخرين خاصة عند اختلال نظامها الإرادي . وبنفس الوقت لا يمكن الركون إليها للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع ، بسبب اختلاف مستويات أنظمة التحكم والسيطرة على أفعال وسلوكيات البشر ، بما يحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي من خلال فرض القانون على الجميع . فهذا النظام الرادع المستند إلى مبدأ فرض العقوبة المناسبة على الخارجين على حدود المجتمع ، يشكل الضمان اللازم لتمسكهم بالعقد الاجتماعي . يرى ((دانتي)) أن النفس ساذجة ، تجري كالطفل وراء مصالحهم الدنيوية التافهة ،لذا من الضروري وجود قانون وحاكم لرعاية البشر . تسعى الأنظمة المستبدة  لإضعاف أنظمة التحكم والسيطرة والإرادة لدى الأفراد من أجل السيطرة على أفعالهم وسلوكهم وتجييرهم لتوجهاتهم الشريرة . لكنها بذات الوقت تقوي أنظمة التحكم والسيطرة العنيفة المتمثلة بأجهزتها القمعية ، لتعمل على إفساد المجتمع . وإضعاف قيمه وأعرافه الاجتماعية ، بغية السيطرة عليه ولأمد غير محدود في هذا التوجه من الاستبداد ، يتعين على القوى الفعالة من المجتمع القيام بحملة توعية مضادة تدعو للإصلاح والخير لإنقاذ المجتمع من براثن الشر والإفساد وما تلجأ إليه سلطة الاستبداد ذات النوازع الشريرة , للحظ من مكانة وقيم المجتمع ان أعراف المحاكم في أثينا كانت تقتضي قبل إصدار حكمها النهائي على المذنب ، أن يقترح العقوبة المناسبة عما اقترفه من جرم فإن كان اقتراحه منطقي أخذ به . وإن لم يكن أصدرت المحكمة حكمها النهائي . وعندما سئل ((سقراط)) في المحكمة عن نوع العقوبة التي يستحقها ويقترحها على المحكمة أجاب : أن تقوم الدولة بتأمين سبل العيش لي مدى الحياة ، مقابل قيامي بتوجيه الناس نحو قيم الخير والصلاح . استندت معظم الديانات والنظريات الإصلاحية والأعراف الاجتماعية في توجهاتها على قيم الخير ، للتصدي لقيم الشر وما تمثله من سلطات مستبدة تنال من حقوق الآخرين . وعملية إضعافها ، تؤدي إلى إزالة نظام الحماية الذاتي عن الإنسان السوي فلا يجد ما يردعه عن ارتكاب الجرائم واستخدام العنف ضد الآخرين لتحقيق مصالحه الذاتية . وحيث لا تحقق وسائل الردع الأخرى (القانون وأجهزة العنف المتعددة) مسعاها المنشود دون تعميق مبادئ الخير في وجدان المجتمع ، لتساعدها في ضبط سلوك الأفراد غير الأسوياء الساعين لفرض توجهاتهم الشريرة على المجتمع ، (عثمان 1996) . إن ما يميز الأنظمة الديمقراطية عن الأنظمة المستبدة ، سعي الأولى لترسيخ مفاهيم الحب والتسامح بين أفراد المجتمع مستندة على ركيزتين أساسيتين : القيم والأعراف الاجتماعية السوية الداعية لقيم الخير لتعزيز نظام الحماية والردع الذاتي , وتقوية وسائل الردع للدولة (القانون والعقوبة) للمحافظ على أمن واستقرار المجتمع . في حين أن الأنظمة المستبدة ، تضعف القيم والأعراف الاجتماعية السوية لقيم الخير لتخريب نظام الردع والحماية الذاتية ، وتولي اهتماما أكبر للأجهزة القمع لفرض قيمها وتوجهاتها على المجتمع . لأن القائمين عليها يفتقدون لنظام الردع والحماية الذاتي . ولا يؤمنون بالقيم السوية لفعل الخير .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.