يوضح هذا المؤشر الدلالي رضا بوكراع إذ قال (إن المجتمع النفطي يتعرض لانفتاح سريع واقتحام هياكله التقليدية عناصر جديدة تتمثل أساسا في أنماط الاستهلاك المستورد في المجتمعات ولاشك أن هذا الاصطدام بحضارة مغايره ولد وضعاً(أنوميك) بالمعنى الدوركهايمي للكلمة ذلك أنه من الصعب أن يسيطر المجتمع النفطي التقليدي على القوى المتفجرة فيه نتيجة للانفتاح العنيف إلى ثقافة غريبة عنه لم يولدها . فهيكل المجتمع النفطي يتميز بازدواجية البنية ضمن ناحية هياكل اجتماعية تقليدية وتأكيد على الذاتية الثقافية الشكلية منها كاللباس والباطنية كالمعتقدات الدينية . ومن ناحية أخرى هياكل اقتصادية وتكنولوجية عصرية وإمكانيات مادية كبيرة . فالتضامن الميكانيكي يعني التأكيد على هيكل المجتمع القبلي وعلى العادات الزجرية البدائية وعلى إخضاع الفرد وبخاصة المرأة إلى مراقبة اجتماعية مشددة، وهنا يخص المجتمع النفطي ذاتيته في الذوبان في الحضارة الغربية . أما التضامن العضوي فيعني ظهور الطبقات والوظائف غير الشخصية وتحرير الأفراد من نظام القرابة واتخاذ ‏الدولة شكل الجهاز الذي يخضع لعلاقة القوى بين الطبقات أكثر منه لهياكل القرابة والنسب . ويمكن القول إن في المجتمع النفطي هياكل التضامن العضوي التي ولدتها الصيرورة التاريخية للمعاصرة يخترقها التضامن الميكانيكي المنسجم في البنية التجزئية للمجتمع . (بوكراع، 1979، ص358).