الأول : رجيع ما لا نفس له سائلة ـ كالذباب والخنافس ـ طاهر ، لأنّ دمه طاهر ، وكذا ميتته ، وروث السمك ، وللشافعي في الجميع قولان (1).

الثاني : رجيع الجلال من كلّ الحيوان ، وموطوء الانسان ، نجس ، لأنّه حينئذ غير مأكول ، ولا خلاف فيه.

الثالث : ذرق الدجاج مختلف فيه عندنا ، فجماعة حكموا بطهارته إلّا أن يكون جلالا (2) ، وهو الأقوى عملاً بالأصل ، وبعموم طهارة رجيع ما يؤكل لحمه.

وآخرون حكموا بنجاسته (3) وهو قول أبي حنيفة أيضاً ، وأضاف إليه البط (4) ، وليس بشيء.

الرابع : لو تناولت البهيمة الحب وخرج غير مستحيل كان طاهراً. وكذا ما يخرج من الدود والحصا ، ولا يجب غسله ، إلّا أن يستصحب نجاسة. والشافعي أوجب غسله مطلقاً (5)

ولو خرج غير صلب ، وصار بحيث لو زرع لم ينبت ، فقد استحال عذرة ، على إشكال.

الخامس : ما يستحيل في العذرة من الديدان طاهر ، وكذا لو سقي الزرع أو الشجر ماءً نجساً ، كان الزرع النامي والغصن الحادث طاهرين.

السادس : الأقرب كراهة أبوال الخيل والبغال والحمير ، وأرواثها ، على الاشهر عملاً بالأصل، لقول الباقر والصادق عليه السلام : « لا تغسل ثوبك من بول كلّ شيء يؤكل لحمه » (6).

وللشيخ قول آخر بوجوب الاحتراز عنها (7) ، لأنّ  الصادق عليه السلام أمر محمد بن مسلم بغسلها (8) ، ولا دلالة فيه ، لارادة التنظيف.

السابع : عرق كلّ حيوان طاهر طاهر ، عملاً بالأصل ، وأوجب الشيخان إزالة عرق الإبل الجلالة ، والجنب من الحرام (9) ، لقول  الصادق عليه السلام : « لا تأكل لحوم الابل الجلالة ، وإن أصابك من عرقها فاغسله » (10) ويحمل على الاستحباب.

الثامن : ذرق الحمام والعصافير عندنا طاهر ، لأنّها مأكولة اللحم ، وبه قال أبو حنيفة ، وأحمد، لاجماع الناس على تركه في المساجد (11).

وقال الشافعي : إنّه نجس ، لأنّه طعام استحال في الجوف (12) ، ونمنع العلية...

__________________

1 ـ فتح العزيز 1 : 184 ، الاُم 1 : 5 ، المجموع 2 : 550.

2 ـ منهم : الصدوق في الفقية 1 : 41 ، والسيد المرتضى في الناصريات : 216 المسألة 12 ، وابو الصلاح الحلبي في الكافي : 131 ، وابن البراج في المهذب 1 : 52 ، والمحقق في المعتبر : 114.

3 ـ منهم : المفيد في المقنعة : 10 ، والشيخ الطوسي في النهاية : 51. والجمل والعقود : 171 ، وابن حمزة في الوسيلة : 77 ـ 78.

4 ـ المجموع 2 : 550 ، اللباب 1 : 52 ، بدائع الصنائع 1 : 62.

5 ـ المجموع 2 : 573.

6 ـ الكافي 3 : 57 / 1 ، التهذيب 1 : 246 / 710.

7 ـ النهاية : 51.

8 ـ الكافي 3 : 57 / 2 ، التهذيب 1 : 264 / 771 ، الاستبصار 1 : 178 / 620.

9 ـ المبسوط للطوسي 1 : 38 ، المقنعة : 10.

10 ـ الكافي 6 : 250 / 1 وفيه « لا تأكلوا لحوم الجلالات » التهذيب 1 : 263 ـ 264 / 768.

11 ـ المجموع 2 : 549 ، المبسوط للسرخسي 1 : 56 ، المحلى 1 : 169.

12 ـ المجموع 2 : 550 ، المبسوط للسرخسي 1 : 56.