المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

الوصف النباتي للبرجموت
2023-11-22
الوفاء في الاوراق التجارية
30-4-2017
‏الخواص الكيميائية لمشتقات الاحماض الكربوكسيلية
2023-08-28
Fisher,s z^,-Transformation
23-4-2021
Spaceship Designs
10-10-2016
أحمد بن الحسين بن أحمد
22-8-2016


من نثر لسان الدين  
  
20   06:27 مساءً   التاريخ: 2024-10-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:220-225
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2018 2723
التاريخ: 8-10-2015 20344
التاريخ: 23-03-2015 3441
التاريخ: 6-9-2016 16916

من نثر لسان الدين

قال لسان الدين رحمه الله تعالى   في بعض كتبه  في وصف  بعض من عرف به مانصه: أي  نفس صافيه من الكدر  وصدر   طيب  الورد  والصدر

ودوحة عهد  تندى  أوراقها   ومشكاة  فضل  يستطلع  إشراقها   تمسك  برضاع

الكأس  يرى  ذلك من حسن  عهده  وقسم  لحظاته  بين آس  الرياض  وورده  فلما 

حوم  حمامه  للوقوع  وكاد  يقوض  رحله  عن الربوع  وشعر  بحبائل  المنية  تعتلقه

وسرعان   خيل   الأجل   تزهقه أقلع  عن فنه  وأمر  بسفك  دنه  ولجأ  الى الله 

تعالى   بأوبته  وضرع  الى الله  تعالى   في قبول   توبته  وغفران  حوبته فكان  ذلك   عنوان  الرضى  وعلامة  عفو الله  تعالى   عما  مضى  دخلت  عليه  في مرضه

وأشرت  باستعمال الدواء   المسمى  بلحية  التيس  عند  الأطباء  فاستعمله  فوجد بعض  خفة .

 

                                                220

-  وقال  في آخر  : كثيف  الحاشية  معدود  في جنس  السائمة  والماشية

تليت  على العمال  به سورة  الغاشية  تولى  الأشغال   السلطانية  فذعرت  الجباة

لو لايته وقامت   قيامتهم     لطلوع آيته  وقنطوا   كل  القنوط  وقالوا   : جاءت

الدابة  تكلمنا  وهي إحدى  الشروط  من رجل  صائم  الحشوة  بعيد  من المصانعة

والرشوة  يتجنب  الناس  ويقول  عند المخاطبة  : لا  مساس  وعلى  مسافة  نجهه

وتجهم  وجهه فكان  خالطا إساءته   بإحسانه   مشتغلا  بشأنه  غاضا  من عنان

لسانه  عهدي  به في الأعمال  يقدر  فيها  ويدبر  ويرجع  ويعبر  ويحبط  ويبر

وهو  مع ذلك  يكبر  ويحسن   من الأزمنة  ويقبح  وهو يسبح  ولما  شرع في  البحث  والتنقير  والمحاسبة  على  القطمير  والنقير  أتاه  قاطع  الأجل  فحن ركابه  فـأقضى العجل   وصدرت  عنه  أبيات  خضم  فيها  وقضم  وحصل  تحت   القدر   المشرك  مع من نظم

-   وقال في آخر:  كودن  حلبة  الآداب  وسنور  عبد الله  بيع  بقيراط 

لما  شاب  هام بوادي  الشعر  مع من هام  واستمطر   منها الجهام  فجاء  بأبيات

أوهى  من بيت  العنكبوت  نسجا  ومقاصد  لا تبين  قصدا  ولا نهجا  وله  بيت

معمور  بقضاة  أكابر فرسان  أقلام  ومحابر  وعمال  قادروا   الدهر  بأزمة  أزمتهم

وفرعوا  الزهر  بهمتهم  وتكاثرت  عليه رحمه الله الإحسن وتعاورته  المحن 

وتصرف آخر   عمره  في بعض الأعمال  المخزنية  فتعلل  بنزز  القوت  الى الأجل الموقوت

 

-  وقال  في آخر   :  معدود   في وقته  من أدبائه  ومحسوب  في أعيان  بلده 

وحسبائه  كان رحمه الله  من أهل  العدالة  والخير  سائرا  على منهج  الاستقامة

 

                                               221

أحسن السير  وله  أدب  لا يقصر   عن السداد  وإن  لم يكن  بطلا  فمن  يكثر  السواد  قد  أثبت  له ما عثرت  عليه مما  ينسب الناس اليه

 -   وقال  في آخر  : معثر  غير  قانع  ومنجع  كل شهم  وخانع نشأ

ببلده  مالقة   أبرع  من أورد  اليراعة   في نقس  وهز  غصنها   في روضة  طرس

إلا  ماكان  من سخافة  عقله  وقعوده  تحت المثل  اخبر  تقله  لا يرتبط إلى

رتبة   ولا ينتمي  الى عصبة   ولا  يتلبس   بسمت  ولا  يستقيم  من أمت

أخبرني  من عني  بخبره   وذكر  عبره   من صباه   الى  كبره   أنه   رشح   في بعض الدول  وعرض  لاكتساب  الخيل  والخول  وخلعت   عليه  كسوة  فاخرة  وشارة  بزهر   الرياض   ساخرة فانقاد  طوع  حرمانه  ونبذ  صفقه   زمانه  وحمله

فرط  النهم  على أن  ابتاع  في حجره  طعاما  كثير  الدسم وأقبل   وأذياله  منه

تقطر  كما   اختلفت  باللبن  الأشطر  فطرد  ونبذ  وطرح   بعدما   جبذ  لقيته

بمالقة  وقد  قلب  له زمانه  عينيه  وسقط  في يديه  فانتابني  بأمداحه  وتعاورني  بأجاجه  وقراحه

-  وقال في آخر: أديب  نار  فكره  تتوقد  وأريب  لا يعرض  كلامه

ولا ينقد  أما الهزل  فهو  طريقته   المثلى ركض  في ميدانها  وجلى  وطلع  في أفقها  وتجلى  فأصبح  علم  أعلامها  وعابر  أحلامها  إن  أخذ  بها في وصف

الكاس  وذكر   الورد  والآس وألم  بالربيع  وفصله  والحبيب  ووصله   والروض 

وطيبه والغمام  وتقطيبه  شق  الجيوب طربا  وعلى  النفوس  شربا  وضربا

وإن  ابتغى  لاعتلال  العيشة  في  فرش  الربيع  الموشية  ثم  تعداها الى وصف

الصبوح  وأجهز  على الزق المجروح  وأشار  الى نغمات  الورق  يرفلن  في

الحلل  الزرق وقد  اشتعلت  في عنبر  الليل   نار  البرق  وطلعت  بنود الصباح في

 

                                               222

شرفات الشرق  سلب  الحليم  وقاره وذكر  الخليع  كأسه  وعقاره  وحرك الأشواق  بعد  سكونها  وأخرجها  من وكونها  بلسان  يتزاحم على   موارد  الخيال

ويتدفق  من حافاته  الأدب  السيال  وبيان  يقيم  أود  المعاني  ويشيد  مصانع  اللفظ 

محكمة  المباني  ويكسو  حلل  الإحسان  جسوم   المثالث  والمثاني   الى  نادرة  لمثلها

يشار   محاضرة   يجنى   بها الشهد ويشار  وقد  أثبت  من شعره   المعرب  وإن كان

لا يتعاطاه   إلا  قليلا  ولا يجاور  إلا تعليلا  أبياتا  لا تخلو عن مسحة  جمال  على صفحاتها  وهبة  طيب  ينم  في  نفحاها

-  وقال أيضا  في آخر: ظريف السجية  كثير  الأريحية  ارتحل  من لورقة  فتحها  الله تعالى  واتخذ  المرية  دارا   وألف  بها  استقرارا   الى   أن دعاه بها  داعيه  وقام  فيها  ناعيه

- وقال  في وصف  آخر:  شيخ  أخلاقه  لينة  ونفسه -  كما  قيل  في  نفس المؤمن  - هينة  ينظم  الشعر   عذبا مساقه   محكما  اتساقه   على فاقة

وحال  ما لها  إفاقة   المقام الكريم  بظاهر  بلده  قصيدة  استغرب  منه منزعها

واستعذب  من مثله  مشرعها

-  وقال في آخر: من   أئمة   أهل  الزمام  خليق  برعي  المتات  والذمام 

ذو خط كما  تفتح  زهر  الكمام  وأخلاق  أعذب  من ماء  الغمام  كان  ببلده 

رحمه  الله  تعالى  بدار إشرافه  محاسبا  ودرة  في لجة  الإغفال   راسبا  صحيح العمل

-   وقال  في  آخر:  خير من استبق الى داعي   الفلاح  استباقا  وانتمى

الى القوم  الذين هم في الآخرة  أطول  أعناقا وإن كان   في الدنيا  أضيق أرزاقا

مردد  أذكار  ومسبح  أسحار  وعامر  مئذنة   ومنار  كان  مؤذنا  بجامعها

 

                                               223

ومؤقتا  بأم صوامعها ومعتبرا كان بها من السدنة ومن  مثله  قوله : فكأنما 

قرب  بدنه  وله لسان  مخيف  وشعر  سخيف توشح  بحليته  وجعله  وسيلة كديته

-  وقال  في آخر:  عظيم  الهيئة  حسن اللقاء أغرب  في حسن  المداراة

من العنقاء استمر عمره للحكم  وصبر   على حجج  الصم  والبكم  وأفرط

في هشته  وهزته  وتنزل عن نخوة  القضاء وعزمة  وله سلف في القضاء  عالي

المراقب  مزاحم للنجم  الثاقب  وقد أثبت  من شعره  ما تيسر  إثباته  ونجح

بروض  هذا  المجموع  نباته

-  وقال  في آخر   : قاض  توارث  كل  جلالة  عن كلالة  وجميع  في العلم  الحسب  بين الموروث والمكتسب  أشرق   بجيد  معم  في العشيرة  مخول وألقت  عليه مقاليدها   من منقول  ومتأول  الى  نزاهة  لا تغرها   البيضاء   ولا  الصفراء  وحلم   لا تستهويه السعاية  وات يستفزه الإغراء   ووقار   يستخف  الجبال الراسية

 

ونظر يكشف الظلم الغاشية ، تولى قضاء الحضرة فأنفذ الأحكام وأمضاها ، وشام سيوف الجزالة وانتضاها ، ولبس أثواب النزاهة والانقباض فما نضاها ، وسلك الطريق التي اختارها السلف وارتضاها ، فاجتمعت الأهوال المفترقة عليه ، وصرف الثناء أعنة الألسن إليه ، ثم كرّ إلى بلده ، واستقر خطيباً بقرارة أهله وولده .

37

وقال في آخر : منتم إلى معرفة ، متصف من الذكاء بأحسن صفة ، أقرأ ببلده علم اللسان ، وما حاد عن الإحسان، وعانى الشعر فنظم قوافيه ، وما تكلف فيه ، وعلى غزارة مادته ، ووضوح جادته ، فشعره قليل البشاشة ، ذاهب الحشاشة ، وذو الإكثار كمثل العثار ، وله سلف يخوض في الحقائق ، وينتحل بعض الكلام الرائق

-  وقال  في آخر  منم  لدين وعفة وإلى  نفس  بالعرض  الأدنى

 

                                                                    224

 

مستخفة ، ممن نزع إلى سلوك ورياضة ، ويفيض في طريق القوم بعض إفاضة .

. - وقال في آخر : ممن يتشوق إلى المعارف والمقالات ، ويرتاح إلى الحقائق والمحالات ، ويشتمل على نفس رقيقة ، ويسير من تعليم القرآن على خير

طريقة ، ويعاني من الشعر ما يشهد بنبله ، ويستظرف من مثله .

-وقال في آخر : مشمر في الطلب عن ساق ، مثابر على اللحاق

بدرجات الحداق ، منتحل للعربية جاد في إحصاء خلافها ، ومعاطاة سلافها وربما شرست في المذاكرة أخلاقه ، إذا بهرجت أعلاقه ، ونوزع تمسكه بالحجة واعتلاقه ، ورحل إلى المغرب فاستجدى بالشعر سلطانه ، ثم راجع أوطانه .

- وقال في آخر : منتم إلى زهد ، باذل في التماس الخير الجهد ، نظمه لا يخلو من حلاوة ، ومعانيه في طريقه عليها بعض طلاوة .

 -وقال في آخر : كاتب سجلات لا يساجل في صحة فصولها ، . وتوقيع فروعها على أصولها ، وكلما طلب بالنظم القريحة ، وأعمل الفكرة الصريحة ،

مع إقلاله ، وعدم استعماله، أجابت ولبت ، وتنسمت رياحها وهبت .

- وقال رحمه الله تعالى وسامحه في بعض العدول الصوفية الأخبار ، الذين وحدوا الله وفنوا عن سائر الأغيار : خير عدل

وقال رحمه الله تعالى في كتابه التا، وممن له وقار وفضل ، متسم بخير ، معرض عن غير ، مشتمل بصفات مرضية ، ملم بالنظم في الطريقة الصوفية .

وللسان الدين رحمه الله تعالى ركض في هذا الميدان لا يجارى فيه ، وثبوت فضل لا يستند إلى دليل جاحده ونافيه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.