المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ضرورات قضية عمل المرأة  
  
2325   10:57 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص259-261
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-13 1483
التاريخ: 9-12-2020 2459
التاريخ: 23-5-2021 2676
التاريخ: 19-1-2016 2021

يمكن أن توجد بعض الضرورات التي يصبح عمل الأم على اثرها، أمرا ضرورياً ولازماً وفي تلك الحالة لا بد من رعاية الأهم فالاهم، وفي الوقت نفسه لا بد من الاهتمام بأمر البيت والأبناء، وحالات الضرورة هي:ـ

1.تأمين اقتصاد الأسرة:ـ توجب الضرورة احياناً ان تقوم الام بمزاولة عمل ما من اجل تأمين معاشها ومعاش اسرتها ومعيشة ابنائها، والحصول على لقمة العيش، وفي هذه الحالة يصبح العمل اكثر جدية لها، ولا بد ولا مفر منه.

فيما يتعلق بأسر الشهداء، نعلم ان الدولة في ظل الظروف الراهنة تقوم بكل فخر واعتزاز بالأشراف على اسر الشهداء ورعايتها وإدارة شؤونها، كما يقوم الناس في المجتمع بدور مشابه لدور الدولة هذا؛ لكن مع ذلك يوجد عدد من النساء اللواتي لا يقبلن مساعدة احد، ويرغبن بحياة عزيزة كريمة يحافظن من خلالها على ماء الوجه. فإن كنت فعلاً لا تريدين قبول مساعدة احد فلا مانع من العمل، ولكن انتبهي الى مسألتين اثنتين:ـ

الأولى:ـ تتعلق بإرهاق جسدك وفكرك، وما يمكن ان يسبب لك من مشاكل.

والأخرى:ـ هي مسألة الأبناء، حيث انك أملهم الوحيد، والمأوى الوحيد لهم، وهم يتوقعون هذا الدور منك.

2.الحفاظ على الحرية والاستقلال:ـ يمكن أن يتعهد اقرباؤك وارحامك قضية رعايتك وإدارة شؤون أسرتك، وأبنائك، وأن يقوم هؤلاء بتربية ابنك كما ترغبين، ولكن يحتمل ايضاً أن يرغبوا في توجيهك في جهة لا تحبينها ولا ترغبين بها، وفي هذه الحالة ستحاولين التخلص من الحياة الاتكالية وحفظ عزة نفسك واستقلالك.

فيكون العمل في هذه الحالة مفيداً وجيداً لك، والامهات اللواتي يربين ابناءهن حتى يكبروا، في ظل قيامهن بتحمل مشقة العمل، عادة ما يتمتعون بعزة النفس، وحفظ ماء الوجه، ولا حياء من ان تعيش انت وابناؤك بالاعتماد على نفسك. ويمكن تنظيم حياتك بالنحو والشكل الذي تحبين، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "عز المؤمن استغناؤه عن الناس، وفي القناعة والحرية والعزة".

3.ملء الفراغ والعمل:ـ احياناً قد يكون العمل ضرورياً لملء أوقات الفراغ؛ وهؤلاء الذين يعانون من الاضطراب والفوضى الفكرية، تكون أوقات فراغهم كثيرة.

عمل تربية الأبناء وتنظيم الأسرة ربما لا يكون مكثفاً او كثيراً، ولذلك من الافضل ان تبحثي لنفسك عن عمل في هذه الحالة، وهذا الشغل ليس من الضروري أن يكون في الدوائر والمؤسسات الرسمية، او خارج المنزل. احياناً يمكن أن يكون في داخل البيت وذلك من قبيل النسيج. او الخياطة، او التطريز، او المنمنمات وما شابه ذلك، كما ان السيدات المثقفات يمكنهن القيام بأعمال البحث، والترجمة، والكتابة، والتصحيح، والتنقيح، وغير ذلك، ومن الخطأ ان تجلس الأم الوحيدة طيلة الوقت الى جانب ابنها في زاوية الغرفة، وهي تحدق في السماء او السقف او ارض الغرفة من الصباح الى الظهر او المساء ثم النوم، ومن ثم في الغد على الموال نفسه. كذلك ليس من الجائز ان تكون الام في جميع اوقاتها الى جانب طفلها، تدور حوله وتحدق فيه وفي كل حركة يقوم بها، لتقوم هي بردة الفعل، فهذه الامور تتعبها وتتعب طفلها، وعليها ان تفكر بعمل تقوم به.

4.الضرورة الاجتماعية:ـ احياناً قد تزاول سيدة عملاً ما، لأن ضرورة اجتماعية ما تفرض عليها ذلك، فعلى سبيل المثال سيدة طبيبة ووجودها حاجة ملحة للنساء المريضات، ومن الطبيعي ان تقوم النساء واللواتي يعانين من امراض وآلام بمراجعة مرأة مثلهن تعمل كطبيبة، فذلك اسهل وافضل من رجوعهن الى طبيب رجل، فضلاً عن أن الإسلام يوجب على النساء كفاية ما يغنيهن عن الرجوع الى الرجال من الاطباء، وفي حالة كهذه يجب التفكير بشأن الاطفال والابناء فإما ان تجعل محل عملها في بيتها، او قريباً منه، بحيث يمكنها ان تتردد على البيت بين الفينة والاخرى لتراقب ابناءها، واحياناً قد يرافق الطفل امه الى مكان عملها دون ان يلحق بها اي حرج او ضرر، وهكذا بالنسبة للمعلمة في مدارس البنات، او الجامعات المخصصة للطالبات، وكل مشكلة من مشاكل المجتمع الإسلامي، تقبلي عناء الدراسة وتحملي جزءاً من أعبائها.

وفي جميع الحالات السابقة يجب مراعاة اصل الأهم فالاهم، وعدم نسيان الله تعالى في كافة الامور، فعمرنا يمضي بين اليوم والآخر، ويبقى لنا الحساب والجزاء ، فلنعمل لما يرضي الله وليس للشأن او المنزلة واللقب والاسم والأهواء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.