المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الفقه الاسلامي واصوله
عدد المواضيع في هذا القسم 8200 موضوعاً
المسائل الفقهية
علم اصول الفقه
القواعد الفقهية
المصطلحات الفقهية
الفقه المقارن

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حكم نذر الامام لو نذر ان يستسقي.  
  
588   07:23 مساءاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تذكرة الفقهاء
الجزء والصفحة : ج4ص221-224.
القسم : الفقه الاسلامي واصوله / الفقه المقارن / كتاب الصلاة / الصلوات الواجبة والمندوبة / صلاة الاستسقاء /

لو نذر الامام أن يستسقي، انعقد نذره،  لأنه طاعة فإن سقي الناس، وجب عليه أن يخرج فيوفي نذره، وليس له إخراج غيره، ولا إلزامه بالخروج،  لأنه لا يملكهم، وليس له أن يكرههم عليه في غير جدب، ولو لم يسقوا، وجب عليه الخروج بنفسه، وليس له إلزام غيره بذلك، بل يأمرهم أمر ترغيب لا أمر إلزام. ولو نذر أن يخرج بالناس، انعقد نذره في نفسه خاصة، ووجب عليه إشعار غيره، وترغيبه في الخروج، فإن فعل، وإلا لم يجز جبره عليه، ولو نذر غير الامام ذلك فكذلك.

ويستحب له أن يخرج في من يطيعه من أهله وأقاربه وأصحابه. فإن أطلق النذر، لم تجب الخطبة، وإن نذرها، خطب، ولا يجب القيام لها. وإن نذر أن يخطب على المنبر، قال الشيخ: انعقد نذره، ولم يجز أن يخطب على حائط وشبهه(1).وقال الشافعي: لا يجب،  لأنه لا طاعة فيه إلا ليستمع الناس، فإن كان إماما، لزمه ذلك، ويجزئه أن يخطب على جدار، أو قائما(2).وليس بجيد. وإذا نذر أن يستسقي، جاز أن يصلي أين شاء، ويجزئه في منزله. وقال الشيخ: يصلي في الصحراء(3).وإن قيد صلاته بالمسجد، وجب، فإن صلاها في الصحراء حينئذ، قال الشيخ: لا يجزئه(4).وعندي فيه اشكال ينشأ: من أولوية إيقاعها في الصحراء. ولو نذر أن يصلي في المسجد لم يجز أن يصلي في بيته، خلافا للشافعي(5).

وكما تجوز صلاة الاستسقاء عند قلة الامطار، كذا تجوز عند نضب ماء العيون أو مياه الآبار، للحاجة.

قال الشيخ: ولا يجوز أن يقول: مطرنا بنوء كذا، لان النبي صلى الله عليه وآله، نهى عن ذلك(6).

روى زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله، صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب، وكافر بي ومؤمن بالكوكب، فمن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب)(7).والظاهر أن قصده عليه السلام أن من قصد أن النوء هو الممطر والمنزل للغيث كما يقول المشركون فهو كافر، وأما من قصد الوقت الذي أجرى الله تعالى عادته بمجئ المطر فيه فليس بكافر، كما أجرى العادة بمجئ الحر والبرد، والكسوف والخسوف في أوقات معينة.

والنوء: سقوط كوكب وطلوع رقيبه. وينبغي أن يجلس بحيث يصيبه أول المطر، لان ابن عباس كان إذا مطرت السماء قال لغلامه: أخرج فراشي ورحلي يصيبه المطر، فقال له أبو الجوزاء: لم تفعل هذا يرحمك الله؟ قال: لقول الله سبحانه وتعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} [ق: 9] فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي(8).وروي أن النبي صلى الله عليه وآله، كان يتمطر في أول المطر(9).وكان عليه السلام إذا برقت السماء أو رعدت، عرف ذلك في وجهه، فإذا مطرت سري(10) عنه(11).ولا ينبغي لاحد أن يسب الريح،  لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال: (الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها واسألوا الله خيرها، وتعوذوا من شرها)(12).

______________

(1) المبسوط للطوسي 1: 135.

(2) الام 1: 249، المجموع 5: 95.

(3 و 4) المبسوط للطوسي 1: 135.

(5) حكاه عنه الشيخ الطوسي في الخلاف 1: 689 المسألة 464.

(6) المبسوط للطوسي 1: 135، وانظر: صحيح مسلم 4: 1744 / 106، مسند أحمد 2: 397، سنن أبي داود 4: 17 / 3912، ولفظ الحديث: (لا عدوى ولا هامة ولا نوء..).

(7) صحيح البخاري 2: 41، الموطأ 1: 192 / 4، سنن النسائي 3: 164 - 165، سنن البيهقي 3: 357 - 358.

(8) الدر المنثور 6: 102 بتفاوت.

(9) سنن البيهقي 3: 359.

(10) أي: كشف عنه الخوف. النهاية لابن الاثير 2: 364.

(11) صحيح مسلم 2: 616 / 899، سنن البيهقي 3: 361.

(12) سنن أبي داود 4: 326 / 5097، سنن ابن ماجة 2: 1228 / 3727، مسند أحمد 2: 250، سنن البيهقي 3: 361.

 




قواعد تقع في طريق استفادة الأحكام الشرعية الإلهية وهذه القواعد هي أحكام عامّة فقهية تجري في أبواب مختلفة، و موضوعاتها و إن كانت أخصّ من المسائل الأصوليّة إلاّ أنّها أعمّ من المسائل الفقهيّة. فهي كالبرزخ بين الأصول و الفقه، حيث إنّها إمّا تختص بعدّة من أبواب الفقه لا جميعها، كقاعدة الطهارة الجارية في أبواب الطهارة و النّجاسة فقط، و قاعدة لاتعاد الجارية في أبواب الصلاة فحسب، و قاعدة ما يضمن و ما لا يضمن الجارية في أبواب المعاملات بالمعنى الأخصّ دون غيرها; و إمّا مختصة بموضوعات معيّنة خارجية و إن عمّت أبواب الفقه كلّها، كقاعدتي لا ضرر و لا حرج; فإنّهما و إن كانتا تجريان في جلّ أبواب الفقه أو كلّها، إلاّ أنّهما تدوران حول موضوعات خاصة، و هي الموضوعات الضرريّة و الحرجية وبرزت القواعد في الكتب الفقهية الا ان الاعلام فيما بعد جعلوها في مصنفات خاصة بها، واشتهرت عند الفرق الاسلامية ايضاً، (واما المنطلق في تأسيس القواعد الفقهية لدى الشيعة ، فهو أن الأئمة عليهم السلام وضعوا أصولا كلية وأمروا الفقهاء بالتفريع عليها " علينا إلقاء الأصول وعليكم التفريع " ويعتبر هذا الامر واضحا في الآثار الفقهية الامامية ، وقد تزايد الاهتمام بجمع القواعد الفقهية واستخراجها من التراث الفقهي وصياغتها بصورة مستقلة في القرن الثامن الهجري ، عندما صنف الشهيد الأول قدس سره كتاب القواعد والفوائد وقد سبق الشهيد الأول في هذا المضمار الفقيه يحيى بن سعيد الحلي )


آخر مرحلة يصل اليها طالب العلوم الدينية بعد سنوات من الجد والاجتهاد ولا ينالها الا ذو حظ عظيم، فلا يكتفي الطالب بالتحصيل ما لم تكن ملكة الاجتهاد عنده، وقد عرفه العلماء بتعاريف مختلفة منها: (فهو في الاصطلاح تحصيل الحجة على الأحكام الشرعية الفرعية عن ملكة واستعداد ، والمراد من تحصيل الحجة أعم من اقامتها على اثبات الاحكام أو على اسقاطها ، وتقييد الاحكام بالفرعية لإخراج تحصيل الحجة على الاحكام الأصولية الاعتقادية ، كوجوب الاعتقاد بالمبدء تعالى وصفاته والاعتقاد بالنبوة والإمامة والمعاد ، فتحصيل الدليل على تلك الأحكام كما يتمكن منه غالب العامة ولو بأقل مراتبه لا يسمى اجتهادا في الاصطلاح) (فالاجتهاد المطلق هو ما يقتدر به على استنباط الاحكام الفعلية من أمارة معتبرة أو أصل معتبر عقلا أو نقلا في المورد التي لم يظفر فيها بها) وهذه المرتبة تؤهل الفقيه للافتاء ورجوع الناس اليه في الاحكام الفقهية، فهو يعتبر متخصص بشكل دقيق فيها يتوصل الى ما لا يمكن ان يتوصل اليه غيره.


احد اهم العلوم الدينية التي ظهرت بوادر تأسيسه منذ زمن النبي والائمة (عليهم السلام)، اذ تتوقف عليه مسائل جمة، فهو قانون الانسان المؤمن في الحياة، والذي يحوي الاحكام الالهية كلها، يقول العلامة الحلي : (وأفضل العلم بعد المعرفة بالله تعالى علم الفقه ، فإنّه الناظم لأُمور المعاش والمعاد ، وبه يتم كمال نوع الإنسان ، وهو الكاسب لكيفيّة شرع الله تعالى ، وبه يحصل المعرفة بأوامر الله تعالى ونواهيه الّتي هي سبب النجاة ، وبها يستحق الثواب ، فهو أفضل من غيره) وقال المقداد السيوري: (فان علم الفقه لا يخفى بلوغه الغاية شرفا وفضلا ، ولا يجهل احتياج الكل اليه وكفى بذلك نبلا) ومر هذا المعنى حسب الفترة الزمنية فـ(الفقه كان في الصدر الأول يستعمل في فهم أحكام الدين جميعها ، سواء كانت متعلقة بالإيمان والعقائد وما يتصل بها ، أم كانت أحكام الفروج والحدود والصلاة والصيام وبعد فترة تخصص استعماله فصار يعرف بأنه علم الأحكام من الصلاة والصيام والفروض والحدود وقد استقر تعريف الفقه - اصطلاحا كما يقول الشهيد - على ( العلم بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية لتحصيل السعادة الأخروية )) وتطور علم الفقه في المدرسة الشيعية تطوراً كبيراً اذ تعج المكتبات الدينية اليوم بمئات المصادر الفقهية وبأساليب مختلفة التنوع والعرض، كل ذلك خدمة لدين الاسلام وتراث الائمة الاطهار.