المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



توثيق العلاقة بالزوج  
  
2438   10:36 مساءاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الام في التربية
الجزء والصفحة : ص225ـ226
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

يرفض علماء النفس قبول الابوة كغريزة ولحدٍ ما يقبلون غريزة الامومة ويصورون علاقة الاب بالأبناء علاقة وظيفية تنبع من القوانين والمقررات الاجتماعية، ولكن ملازمة الطفل المستمرة لابيه تخلق عنده العاطفة، فمرح الطفل ولعبه ودلاله تحرك المحبة في قلب الاب وتجعله يشعر بدفء الحياة. تغفل كثير من الامهات عن هذه الخصوصية ويسعين غالبا الى تنويم الطفل مبكراً كي يقضين وقتا اطولا مع الزوج.

لا يسمح علم تربية الطفل بالفصل بين الاب وابنائه بهذه الطريقة اولاً، وثانياً ستلحق اثار الاضرار الناشئة عنه الفصل بصورة غير مباشرة بالمرأة وحياة الاسرة لان البيت الذي يخلو من مصادر الدفء المتعددة ليس للمرأة فيها امن ولا ضمان وبالإضافة الى ذلك يروّح الاب عن نفسه باللعب مع اطفاله ويحل كثيراً من عقده ولا يمكن تحقيق ذلك للفاصلة الموجودة بينه وبين ابنائه. ولكي تكسب الزوجة قلب زوجها فعليها ان تزرع محبة الاطفال في قلبه وتوثق العلاقة بينه وبينهم وتقويها، فهي تكتب له الرسائل التي تشرح وضع الطفل، حركاته، سكناته، ضحكه، لعبه، وحلاوة منطقه، عندما يسافر او يغيب عن البيت لتقوى اواصر العلاقة بصورة غير مباشرة بالكيان الأسري.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.