المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17453 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المرتفعات الشرقية
2024-10-12
المرتفعات الغربية في امريكا الجنوبية
2024-10-12
البنية والتركيب الجيولوجي لامريكا الجنوبية
2024-10-12
البنية والتركيب الجيولوجي لقارة أفريقيا
2024-10-12
التجوية الكيمياوية
2024-10-12
التراكم الجليدي
2024-10-12

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


موقف صاحب المنار من حقيقة الملائكة والشياطين  
  
1209   07:43 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 1013-1016 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأدبي /

لقد كان من أثر إعطاء الشيخ عبده لنفسه الحرية الواسعة في فهم القرآن الكريم ، أنا نجده يخالف رأي جمهور أهل السنة (1) ، ويذهب على خلاف مذهب الأشعري في الأخذ بالظواهر والجمود عليها ، وترك الخوض في فهم حقيقتها أو تأويلها ، نراه يخالف هذا المسلك السلفي ، ويذهب الى ما ذهب إليه أهل الرأي والنظر والتمحيص وأصحاب التأويل ، وقد عبر عنهم الذهبي بالمعتزلة وليسوا هم وحدهم بل وأهل القول بالعدل وتحكيم العقل مطلقاً فيرى من الملائكة والشياطين ، القوى الفعالة المودعة في عالم الطبيعية ، في صالح الحياة أو فسادها ، أما إنها موجودات مستقلة ذوات شمائل وأعضاء كشمائل الإنسان وأعضائه ، حسب ما فهمه الظاهريون من تعابير الشرع التي هي أمثال واستعارات فلا ، نظراً لأنها موجودات لا تسانخ وجود الإنسان بذاته ، ولا هي على شاكلته .

قال في قصة سجود الملائكة لآدم وامتناع إبليس (البقرة : 34) :

" وذهب بعض المفسرين مذهباً آخر في فهم معنى الملائكة ، وهو : أن مجموع ما ورد في الملائكة من كونهم موكلين بالأعمال من إنماء نبات وخلقه حيوان وحفظ إنسان وغير ذلك ، فيه إيماء الى الخاصة بما هو أدق من ظاهر العبارة ن وهو أن هذا النمو في النبات لم يكن إلا بروح خاص ، نفخه الله في البذرة ، فكانت به الحياة النباتية المخصوصة ، وكذلك يقال في الحيوان والإنسان ، فكل أمر كلي قائم بنظام مخصوص تمت به الحكمة الإلهية في إيجاده ، فإنما قوامه بروح إلهي ، سمي في لسان الشرع ملكاً ، ومن لم يبال في التسمية بالتوقيف يسم هذه المعاني " القوى الطبيعية " ، إذا كان لا يعرف من عالم الإمكان إلا ما هو طبيعة ، أو قوة يظهر أثرها في الطبيعة . والأمر الثابت الذي لا نزاع فيه ، هو أن في باطن الخلقة أمراً هو مناطها ، وبه قوامها ونظامها ، لا يمكن لعاقل أن ينكره ، وإن أنكر غير المؤمن بالوحي تسميته ملَكاً ، وزعم أنه لا دليل على وجود الملائكة ، أو أنكر بعض المؤمنين بالوحي تسميته قوة طبيعية أو ناموساً طبيعياً ؛ لأن هذا الأسماء لم ترد في الشرع ، فالحقيقة واحدة والعاقل لا تحجبه الأسماء عن المسميات ، وإن كان المؤن بالغيب يرى للأرواح وجوداً لا يدرك كنهه ، والذي لا يؤمن بالغيب يقول لا أعرف الروح ، ولكن أعرف قوة لا أفهم حقيقتها ، ولا يعلم إلا الله ، علامَ يختلف الناس ، وكل يقر بوجود شيء غير ما يرى ويحس ، ويعترف بأنه لا يفهمه حق الفهم ، ولا يصل بعقله الى إدراك كنهه ؟ وماذا على هذا الذي يزعم أنه لا يؤمن بالغيب – وقد اعترف بما غيب عنه – لو قال : أصدق بغيب أعرف أثره ، وإن كنت لا أقدر قدره ، فيتفق مع المؤمنين بالغيب ، ويفهم بذلك ما يرد على لسان صاحب الوحي ، ويحظى بما يحظى به المؤمنين ؟

يشعر كل من فكر في نفسه ، ووازن بين خواطره ، عند ما يهم بأمر فيه وجه للحق أو للخير ، ووجه للباطل أو للشر ، بأن في نفسه تنازعاً ، كأن الأمر قد عرض فيها على مجلس شورى ، فهذا يورد وذاك يدفع ، وأحد يقول : افعل ، وآخر يقول : لا تفعل ، حتى ينتصر أحد الطرفين ، ويترجح أحد الخاطرين ، فهذا الشيء الذي أودع في أنفسنا ونسميه : قوة فكراً ، وهي في الحقيقة معنى لا يدرك كنهه ، وروح لا تكتنه حقيقتها ، لا يبعد أن يسميه الله ملَكاً ، أو يسمى أسبابه ملائكة ، او ما شاء من الأسماء ، فإن التسمية لا حجر فيها على الناس ، فكيف يحجر فيها على صاحب الإرادة المطلقة ، والسلطان النافذ والعلم الواسع !

فإذا صح الجري على هذا التفسير ، فلا يستبعد أن تكون الإشارة في الآية القرآنية الى أن الله تعالى لما خلق الأرض ودبرها بما شاء من القوى الروحانية التي بها قوامها ونظامها ، وجعل كل صنف من القوى مخصوصاً بنوع من أنواع الخلوقات ، لا يتعداه ولا يتعدى ما حدد له من الأثر الذي خص به ، خلق بعد ذلك الإنسان ، وأعطاه قوة يكون بها مستعداً للتصرف بجميع هذه القوى ، وتسخيرها في عمارة الأرض ، وعبر عن تسخير هذه القوى له بالسجود ، الذي يفيد معنى الخضوع والتسخير ، وجعله بهذا الاستعداد الذي لا حد له ، والتصرف الذي لم يعط لغيره ، خليفة الله في أرضه ؛ لأنه أكمل الموجودات في الأرض ، واستثنى من هذه القوى قوة واحدة ، عبر عنها بإبليس ، وهي القوة التي لزها الله بهذا العالم لزاً ، وهي التي تميل بالمستعد للكمال ، أو بالكامل الى النقص ، وتعارض مد  الوجود لترده الى العدم ، أو تقطع سبيل البقاء ، وتعود بالموجود الى الفناء ، أو التي تعارض في اتباع الحق ، وتصد عن عمل الخير ، وتنازع الإنسان في صرف قواه الى المنافع والمصالح التي تتم بها خلافته ، فيصل الى مراتب الكمال الوجودي التي خلق مستعداً للوصول إليها ، تلك القوة التي ضللت آثارها قوماً فزعوا ان في العالم إلهاً يسمى إله الشر ، وما هي بإله ، ولكنها محنة إله لا يعلم أسرار حكمته إلا هو .

ولو أن نفساً مالت الى قبول هذا التأويل ، لم تجد في الدين ما يمنعها من ذلك ، والعمدة على اطمئنان القلب وركون النفس الى ما أبصرت من الحق " (2) .

ثم يعود في موضع آخر الى تقرير التمثيل في القصة ، فيقول : " وتقرير التمثيل في القصة على هذا المذهب هكذا : إن إخبار الله الملائكة بجعل الإنسان خليفة في الأرض هو عبارة عن تهيئة الأرض وقوى هذا العالم وأرواحه التي بها قوامه ونظامه ، لوجود نوع من المخلوقات يتصرف فيها ، فيكون به كمال الوجود في هذه  الأرض . وسؤال الملائكة عن جعل خليفة يفسد في الأرض ؛ لأنه يعمل باختياره ، ويعطي استعداداً في العلم والعمل لا حد لهما ، هو تصوير لما في استعداد الإنسان لذلك ، وتمهيد لبيان أنه لا ينافي خلافته في الأرض . وتعليم آدم الأسماء كلها ، بيان لاستعداد الإنسان لعلم كل شيء في هذه الأرض ن وانتفاعه به في استعمارها . وعرض الأسماء على الملائكة وسؤالهم عنها وتنصلهم في الجواب ، تصوير لكون الشعور الذي يصاحب كل روح من الأرواح المدبرة للعوالم محدوداً لا يتعدى وظيفته . وسجود الملائكة لآدم ، عبارة عن تسخير هذه الأرواح والقوى له ، ينتفع بها في ترقية الكون بمعرفة سنن الله تعالى في ذلك . وإباء إبليس واستكباره عن السجود ، تمثيل لعجز الإنسان عن إخضاع روح الشر وإبطال داعية خواطر السوء التي هي مثار التنازع والتخاصم ، والتعدي والإفساد في الأرض . ولولا ذلك لجاء على الإنسان زمن يكون فيه أفراده كالملائكة بل أعظم ، أو يخرجون عن كونهم من هذا النوع البشري " (3) .
___________________________
1- راجع : التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص572 .
2- المنار ، ج1 ، ص267-269 .
3- المصدر نفسه ، ص281 – 282 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .