أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-28
456
التاريخ: 11-9-2016
1739
التاريخ: 12-1-2016
2520
التاريخ: 19-6-2016
1915
|
إن الولد يعتبر نعمة يسعى لها كل عاقل ومؤمن , والإسلام حثنا على طلب الأولاد والإكثار منهم , فمن خلالهم يستمر النوع الإنساني وتستمر الحياة البشرية , وبهم يستمر ذكرنا في الحياة الدنيا , وإذا كانوا صالحين ودعوا الله عز وجل أن يغفر لنا فإنهم سيكونون شافعين لنا أمام الله يخفف بهم عنا العذاب , أو يوسع علينا بهم من رحمته , ولذلك ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال:(ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته , وسنة هدى سنها فهي يُعمل بها بعد موته , أو ولد صالح يدعو له)(1) .
فالولد الصالح نعمة كبيرة يرغبها أي إنسان لأنه سيكون بعد موته ذخرا له يفيده في ذلك الموضع الذي يحتاج فيها الى أدنى حسنة تنجيه من عذاب أليم . ولذلك حتى الأنبياء (عليهم السلام) طلبوا ذلك من الله عز وجل من خلال طلبهم أن يرزقهم الولد عندما ابطأ عنهم ذلك , وما نقله القرآن الكريم لنا عن دعاء زكريا الله عز وجل طلبا للولد بقوله:{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}[آل عمران: 38] .
وجدّ الأنبياء (عليهم السلام) نبينا إبراهيم (عليه السلام) طلب من الله الولد , وبناء لذلك تزوج من هاجر (رضوان الله سبحانه وتعالى عليها) فأنجب منها نبي الله إسماعيل (عليه السلام) ثم رزقه الله سبحانه وتعالى من سارة (عليها السلام) نبي الله إسحاق (عليه السلام) ونص القرآن الكريم على ذلك باعتبار أن إخباره بذلك كان بشرى له فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}[هود: 69 – 71] . ولو لم يكن طلب الولد بهذه الأهمية لما طلب ذلك الأنبياء(عليهم السلام) , ولذلك لا يعتبر عيبا , بل يستحب للإنسان أن يسعى في طلب الولد , وقد حثنا الإسلام على ذلك فقد روى أبو بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:(قال أبو عبد الله(عليه السلام) : إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل : اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري , بل هب لي عاقبة ذكورا وإناثا , آنس بهم من الوحشة , وأسكن إليهم في الوحدة , واشكرك عند تمام النعمة , يا وهاب يا عظيم يا معظم , ثم أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد)(2) .
وقد ورد في المأثور من الأدعية الكثير حول طلب الولد ما يؤكد على أهمية ذلك لأن الولد الصالح هو من سيبني مستقبلا المجتمع الصالح الذي أمرنا الله عز وجل ببنائه .
وفي نفس الوقت فإن الولد يكون نافعا نفعا مهما لوالديه يوم القيامة كما قلنا , حتى لو كان مجرد سقط لم يكتب له الحياة فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال :إن رسول الله(صلى الله عليه واله) قال:(تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا في يوم القيامة , حتى إن السقط ليجيء محبنطئا على باب الجنة فيقال له : ادخل الجنة, فيقول: لا , حتى يدخل أبواي الجنة قبلي)(3) .
والمحبنطئ كما في لسان العرب :
(المحبنطئ المغتضب المستبطئ للشيء , وبالهمز العظيم البطن , قال ابن الأثير : المحبنطئ, بالهمز وتركه، المغتضب المستبطئ للشيء ,وقيل هو الممتنع امتناع طلب لا امتناع إباء)(4) .
ومعنى ذلك أن السقط الذي كتب الله سبحانه وتعالى أن يدخل الجنة يرفض الدخول غاضبا ممتنعا عن ذلك امتناع طلب أي يمتنع عن الدخول حتى يدخل أبواه قبله , لا امتناع إباء أي لا امتناعا مطلقا فهو يريد الدخول لولا المانع وهو دخول أبواه , فيكفي أن يكون الولد لدخول أبويه الجنة حتى يسعى الإنسان للحصول عليه .
_______________
1ـ الكافي الجزء 7 الصفحة 56 .
2ـ وسائل الشيعة الجزء 15 الصفحة 106 .
3ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 الصفحة 383 .
4ـ لسان العرب الجزء 7 الصفحة 272 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|