المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العبودية لله هي الهدف
2024-07-25
شتان ما بين قيام الحسين وقيام ابن الزبير
5-7-2017
تفسير الآيات [189-191] من سورة البقرة
12-06-2015
Hypsicles of Alexandria
19-10-2015
نقد خارجي لقبول الامام الرضا على قبوله ولاية العهد
10-8-2016
شكر النعمة
9-10-2018


دور الدعاء لطلب الولد  
  
2210   01:53 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص23-25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

إن الولد يعتبر نعمة يسعى لها كل عاقل ومؤمن , والإسلام حثنا على طلب الأولاد والإكثار منهم , فمن خلالهم يستمر النوع الإنساني وتستمر الحياة البشرية , وبهم يستمر ذكرنا في الحياة الدنيا , وإذا كانوا صالحين ودعوا  الله عز وجل أن يغفر لنا فإنهم سيكونون شافعين لنا أمام الله يخفف بهم عنا العذاب , أو يوسع علينا بهم من رحمته , ولذلك ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال:(ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته , وسنة هدى سنها فهي يُعمل بها بعد موته , أو ولد صالح يدعو له)(1) .

فالولد الصالح نعمة كبيرة يرغبها أي إنسان لأنه سيكون بعد موته ذخرا له يفيده في ذلك الموضع الذي يحتاج فيها الى أدنى حسنة تنجيه من عذاب أليم  . ولذلك حتى الأنبياء (عليهم السلام) طلبوا ذلك من الله عز وجل من خلال طلبهم أن يرزقهم الولد عندما ابطأ عنهم ذلك , وما نقله القرآن الكريم لنا عن دعاء زكريا الله عز وجل طلبا للولد بقوله:{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}[آل عمران: 38] .

وجدّ الأنبياء (عليهم السلام) نبينا إبراهيم (عليه السلام) طلب من الله الولد , وبناء لذلك تزوج من هاجر (رضوان الله سبحانه وتعالى عليها) فأنجب منها نبي الله إسماعيل (عليه السلام) ثم رزقه الله سبحانه وتعالى من سارة (عليها السلام) نبي الله إسحاق (عليه السلام) ونص القرآن الكريم على ذلك باعتبار أن إخباره بذلك كان بشرى له فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}[هود: 69 – 71] . ولو لم يكن طلب الولد بهذه الأهمية لما طلب ذلك الأنبياء(عليهم السلام) , ولذلك لا يعتبر عيبا , بل يستحب للإنسان أن يسعى في طلب الولد , وقد حثنا الإسلام على ذلك فقد روى أبو بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:(قال أبو عبد الله(عليه السلام) : إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل : اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري , بل هب لي عاقبة ذكورا وإناثا , آنس بهم من الوحشة , وأسكن إليهم في الوحدة , واشكرك عند تمام النعمة , يا وهاب يا عظيم يا معظم , ثم أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد)(2) .

وقد ورد في المأثور من الأدعية الكثير حول طلب الولد ما يؤكد على أهمية ذلك لأن الولد الصالح هو من سيبني مستقبلا المجتمع الصالح الذي أمرنا الله عز وجل ببنائه .

وفي نفس الوقت فإن الولد يكون نافعا نفعا مهما لوالديه يوم القيامة كما قلنا , حتى لو كان مجرد سقط لم يكتب له الحياة فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال :إن رسول الله(صلى الله عليه واله) قال:(تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا في يوم القيامة , حتى إن السقط ليجيء محبنطئا على باب الجنة فيقال له : ادخل الجنة, فيقول: لا , حتى يدخل أبواي الجنة قبلي)(3) .

والمحبنطئ كما في لسان العرب :

(المحبنطئ المغتضب المستبطئ للشيء , وبالهمز العظيم البطن , قال ابن الأثير : المحبنطئ, بالهمز وتركه، المغتضب المستبطئ للشيء ,وقيل هو الممتنع امتناع طلب لا امتناع إباء)(4) .

ومعنى ذلك أن السقط الذي كتب الله سبحانه وتعالى أن يدخل الجنة يرفض الدخول غاضبا ممتنعا عن ذلك امتناع طلب أي يمتنع عن الدخول حتى يدخل أبواه قبله , لا امتناع إباء أي لا امتناعا مطلقا فهو يريد الدخول لولا المانع وهو دخول أبواه , فيكفي أن يكون الولد لدخول أبويه الجنة حتى يسعى الإنسان للحصول عليه .

_______________

1ـ الكافي الجزء 7 الصفحة 56 .

2ـ وسائل الشيعة الجزء 15 الصفحة 106 .

3ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 الصفحة 383 .

4ـ لسان العرب الجزء 7 الصفحة 272 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.