أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-13
724
التاريخ: 8/9/2022
1429
التاريخ: 24-11-2015
2845
التاريخ: 2024-05-08
770
|
مصبا- نصحت لزيد أنصح له نصحا ونصيحة ، هذه اللغة الفصيحة.
وعليها- إن أردت أن أنصح لكم. وفي لغة يتعدّى بنفسه فيقال نصحته ، وهو الإخلاص والصدق والمشورة والعمل ، والفاعل ناصح ونصيح ، والجمع النصحاء.
وتنصَّح : تشبّه بالنصحاء.
مقا- نصح : أصل يدلّ على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح : الخيّاط. والنصاح : الخيط يخاط به ، والجمع نصاحات ، وبها شبّهت الجلود الّتي تمدّ في الدباغ على الأرض. ومنه النصح والنصيحة : خلاف الغشّ.
ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب ، لمثل ، إذا وصف بخلوص العمل. والتوبة النصوح منه ، كأنّها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة. ويقال أنصحت الإبل ، إذا أرويتها فنصحت ، أي رويت. وهو من القياس الّذي ذكرناه. وناصح العسل : ماذيّه ، كأنّه الخالص الّذي لا يتخلّله ما يشوبه ، ونصحته ونصحت له بمعنى. وقميص منصوح : مخيط .
العين 3/ 119- فلان ناصح الجيب ، أي ناصح القلب مثل طاهر الثياب ، أي الصدر. ونصحته نصحا ، والتنصّح : كثرة النصيحة. والتوبة النصوح : أن لا يعود الى ما تاب عنه.
مفر- النصح : تحرّى فعل أو قول يه صلاح صاحبه. ونصحت له الودّ ، أي أخلصته. وناصح العسل : خالصه ، أو من قولهم نصحت الجلد : خطته ، والناصح : الخيّاط .
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الخلوص من الغشّ ، فهو يقابل الغشّ.
سواء كان في موضوع أو قول أو عمل أو في أمر معنوي. وأمّا الخلوص : فيلاحظ فيه التصفية عن الشوب ، فهو إنّما يتحصّل بعد التنقية والتصفية.
ومن مصاديقه في الموضوع : كالعسل الناصح الخالص ليس فيه غشّ.
وفي المعنويّ : كالتوبة النصوح إذا كانت صادقة خالصة.
وفي العمل : كالخدمة والتبليغ في اللّه بخلوص وصدق.
وفي القول : كإبلاغ الأحكام وذكر الحقائق الإلهيّة.
فيلاحظ في كلّ منها كونه في نفسه خالصا ليس فيه غشّ.
وأمّا مفهوم الخياطة : فباعتبار إصلاح الخرق والتيام الثلمة وحصول الاتّصال وحسن التشكّل المطلوب ، فهذا معنى مجازىّ يناسب الأصل. وكذلك مفاهيم - ترادف نزول الغيث المنبت.
{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ } [الأعراف : 62]. {وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف : 79]. {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هود : 34] الآية الاولى والثالثة في ارتباط دعوة نوح النبيّ (عليه السلام). والثانية في صالح النبيّ (عليه السلام) ، والتعبير بصيغة الماضي : إشارة الى أن هذا القول قد ظهر في آخر أيّام الدعوة ، بخلاف قولي نوح.
يراد تحقّق الصدق والخلوص التامّ من الغشّ في الأقوال والأعمال ، وإجراء الحقّ والحقيقة ، في جميع الحركات لهم ولصلاحهم.
وهذا المعنى هو المفهوم من التعبير بكلمة لهم ، بعد النصح ، ولا يخفى أن وظيفة الرسول هو هذا المعنى : أي إبلاغ ما امر به في مقام الرسالة ، والعمل الناصح الخالص لهم وفي سعادتهم.
وهذا حقيقة قوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] وأمّا قوله تعالى :
{وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي} [هود : 34] ... ، . {لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف : 79].
فانّ الإنسان إذا لم يتوجّه الى عمل خالص ولم يتمايل الى صدق وحقيقة : فكيف يمكن أن ينفعه النصح.
وأمّا قوله تعالى :
{إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هود : 34] إشارة الى مفهوم قوله تعالى :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص : 56]. أَ {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزخرف : 40] فانّ الافاضة يتوقّف على وجود المقتضى.
فالنصح شرط في قاطبة الأمور والمقامات العالية وفي الوصول الى جميع المراتب الروحانيّة وفي إجراء الوظائف الإلهيّة. وبتحقّق حقيقة النصح يوجد الاقتضاء في نزول كلّ خير.
{يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف : 11]. {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص : 20]. {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } [القصص : 12] يراد عمل على مبنى الصدق والخلوص من دون خلط وغشّ.
وبهذا يظهر حقيقة قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا } [التحريم : 8] فانّ التوبة النصوح عبارة عن توبة خالصة صادقة حقيقيّة قاطعة لا يكون فيها غشّ ، من تزلزل واضطراب وترديد وضعف ووهن في النيّة.
_____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع - ١٣٣٤ هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|