أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
![]()
التاريخ: 15-10-2014
![]()
التاريخ: 15-10-2014
![]()
التاريخ: 14-10-2014
![]() |
للمولى محسن محمد بن المرتضى المعروف بالفيض الكاشاني ، المتوفى (1091هـ) هو المحدث الفقيه والفيلسوف العارف ، ولد بكاشان ونشأ بها نشأة علمية راقية له تفسير كبير ومتوسط وموجز ، وسميت على الترتيب بـ (الصافي والاصفى والمصفى ). يـعـتـبـر تفسيره هذا مزجا من الرواية والدراية ، تفسيرا شاملا لجميع آي القرآن ، وقد اعتمد الـمـؤلـف في نقل عباراته على تفسير البيضاوي ، ثم على نصوص الاحاديث المروية عن ائمة اهل البيت .
وقدم لتفسيره مقدمة تشتمل على اثني عشر فصلا ، بحث فيها عن مختلف شؤون القرآن وفضله وتلاوته وتفسيره وتأويله .
وتعتبر هذه المقدمة من احسن المقدمات التفسيرية ، التي اوضح فيها المؤلف مواضع أهل التفسير في الـنـقـل والاعـتـماد على الرأي ، وما يجب توفره لدى المفسر عند تفسيره للقرآن ، من مؤهلات ضرورية .
وهـذه الـفـصـول سـماهن مقدمات : كانت المقدمة الاولى ـ بعد الديباجة ـ في نقل ما جاء في فضل الـقـرآن ، والـوصـية بالتمسك به والثانية في ان علم القرآن كله عند اهل البيت (عليهم السلام) ، هم يعلمون ظاهر القرآن وباطنه ، علما شاملا لجميع آي القرآن الكريم والثالثة في ان جل القرآن وارد بشأن اولياء اللّه ومعاداة اعداء اللّه . والرابعة في بيان وجوه معاني الآيات من التفسير والتأويل ، والظهر والـبـطن ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، وغير ذلك . والخامسة في المنع من التفسير بالرأي وبيان المراد منه . والسادسة في صيانة القرآن من التحريف . والسابعة في ان القران تبيان لكل شي ، فيه اصول معارف الدين ، و قواعد الشرع المبين . والثامنة في القراءات واعتبارها . والتاسعة في نـزول القرآن الدفعي والتدريجي . والعاشرة في شفاعة القرآن وثواب تلاوته وحفظه . والحادية عشرة في التلاوة وآدابها . والثانية عشرة في بيان مصطلحات تفسيرية اعتمدها المؤلف في الكتاب . وهـذا الـتفسير ـ على جملته ـ من نفائس التفاسير الجامعة لجل المرويات عن ائمة اهل البيت ان تفسيراً او تأويلاً وان كان فيه بعض الخلط بين الغث والسمين .
منهجه في التفسير :
يعتمد اللغة اولا ، ثم الأعاريب احياناً ، وبعد ذلك يتعرض للمأثور من روايات اهل البيت (عليهم السلام) ، معتمدا على تفسير القمي والعياشي ، وغيرها من كتب الحديث المعروفة .
لكنه لا يتحرى الصحة في النقل ، ويـتـخلى بنفسه لمجرد ذكر مصدر الحديث ، الامر الذي يؤخذ عليه ، حيث في بعض الاحيان نراه يـذكـر الحديث ، وكان ظاهره الاعتماد عليه ، مما يوجب اغرا الجاهل ، فيظنه تفسيراً قطعياً للآية الكريمة ، وفيه من الاسرائيليات والروايات الضعاف الشيء الكثير.
ولـه فـي بعض الاحيان بيانات عرفانية قد تشبه تأويلات غير متلائمة مع ظاهر النص ، بل ومع دليل العقل والفطرة .
مـثـلا نـراه عندما يذكر قصة هاروت وماروت ـ حسب الروايات الاسرائيلية ـ وتبعا لما ذكره الـبـيـضاوي في تفسيره : انهما شربا الخمر وسجدا للصنم وزنيا ، نراه يؤول ذلك تأويلا غريبا ، يـقول : لعل المراد بالملكين : الروح والقلب ، فإنهما من العالم الروحاني ، اهبطا الى العالم الجسماني ، لإقامة الحق ، فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا ، ووقعا في شبكة الشهوة ، فشربا خمر الغفلة ، و عبدا صنم الـهوى ، وقتلا عقلهما الناصح لهما ، بمنع تغذيته بالعلم والتقوى ، ومحو اثر نصحه عن انفسهما ، وتـهي للزنى ببغي الدنيا الدنية التي تلي تربية النشاط والطرب فيها الكوكب المسمى بزهرة ، فهربت الـدنـيـا مـنهما وفاتتهما ، لما كان من عاداتها ان تهرب من طالبيها ، لأنها متاع الغرور ، وبقي اشراق حسنها في موضع مرتفع ، بحيث لا تنالها ايدي طلا بها ، مادامت الزهرة باقية في السماء وحملهما حبها فـي قـلـبـهـما الى ان وضعا طرائق من السحر ، وهو ما لطف مأخذه ودق ، فخيرا للتخلص منهما ، فاختارا بعد التنبه وعود العقل اليهما اهون العذابين ، ثم رفعا الى البرزخ معذبين ، وراسهما بعد الى اسفل ، الى يوم القيامة (1) .
ولـقد كان الاجدر به ـ وهو الفقيه النابه المحقق ـ ان ينبذ تلكم الروايات الاسرائيلية المشوهة ، حـتى ولو كانت بصورة الرواية عن اهل البيت افتراء عليهم ، كان الاجدر به ان يتركها دون ارتكاب التأويل .
أما تفسير الأوسط الأصفى فهو منتقاة من تفسيره الكبير الصافي وملخص فيه بإيجاز وإيفاء . وقد احتوى على أمهات المسائل التفسيرية في أوفى بيان الأمر الذي ينبؤك عن قدرة المؤلف في التأدية والبيان ، والجمع بين الرواية والدراية والوصول الى الهدف الأقصى في أقرب مسير وأقصر خطوات ممكنة .
وعلى الجملة فهذا التفسير يعد من أجمل التفاسير الموجزة وأوفاها بحقيقة المراد .
والتفسير الوجيز المصفى هو خلاصة الخلاصات ، الموفية بأقصى المرادات في أقصر خطى وأقرب المسافات . وهو تفسير جد جميل ، يصلح رفيقاً في الحل والترحال وشفيقاً في جميع الأحوال .. فلله در مؤلفه من علامة خبير وفهامة بصير .
والتفاسير الثلاثة محظية بالطبع والنشر وتداولتها المحققون العلماء في حفاوة وتبجيل في كل الاصقاع والبلدان ..
_____________________
1- تفسير الصافي ، ج1 ، ص130 ، ذيل الآية 103 من سورة البقرة .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|