أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
1950
التاريخ: 14-10-2014
2204
التاريخ: 15-10-2014
2674
التاريخ: 16-10-2014
3240
|
تأليف عـبـد عـلي بن جمعة العروسي الحويزي ، من محدثي القرن الحادي عشر ، المتوفى سنة (1112هـ) كـان عـلى مشرب الاخبارية ، كان محدثاً فقيهاً ، وشاعراً اديباً جامعاً سكن شيراز وحدث بها ، وتتلمذ على يديه جماعة ، منهم السيد نعمة اللّه الجزائري ، وغيره .
انـه جمع ما عثر عليه من روايات معزوة الى ائمة اهل البيت (عليهم السلام) مما يرتبط نحو ارتباط بي الذكر الـحكيم ، تفسيراً او تأويلاً ، او استشهاداً او تأييداً وفي الاغلب لا مساس ذاتياً للحديث مع الآية في صـلب مفهومها او دلالتها ، وانما تعرض لها بالعرض لغرض الاستشهاد ، ونحو ذلك ، هذا فضلا عن ضعف الاسانيد او ارسالها الا القليل المنقول من المجامع الحديثية المعتبرة .
وهـو لا يـستوعب جمع آي القرآن ، كما انه لا يذكر النص القرآني ، سوى سرده للروايات تباعاً ، حسب ترتيب الآيات والسور ولا يتعرض لنقد الروايات ولا علاج معارضاتها. يـقـول الـمـؤلف في المقدمة : (و اما ما نقلت مما ظاهره يخالف لا جماع الطائفة فلم اقصد به بيان اعـتقاد ولا عمل ، وانما اوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل وعمن نقل ، ليطلب له من التوجيه ما يـخـرجه من ذلك ، مع اني لم اخل موضعا من تلك المواضع عن نقل ما يضاده ، ويكون عليه المعول في الكشف والابداء) (1) .
وبذلك يتخلص بنفسه عن مأزق تبعات ما أورده في كتابه من مناقضات ومخالفات صريحة ، مع أسس قواعد المذهب الحنيف ، ويوكل النظر والتحقيق في ذلك الى عاتق القارئ . ونحن نرى أنه قصّر في ذلك ، اذ كان من وظيفته الاعلام والبيان لمواضع الابهام والاجمال ، كما فعله المجلسي العظيم في بحار أنواره ، اذ رب رواية أوهنت من شأن الدين فلا ينبغي السكوت عليها والمرور عليها مرور الكرام ، مما فيه اغرا الجاهلين احيانا ، او ضعضعة عقيدة بالنسبة الى مقام ائمة اهـل الـبـيـت (عليهم السلام) فلم يكن ينبغي نقل الرواية وتركها على عواهنها ، الامر الذي اوجب مشاكل في عقائد المسلمين .
مـن ذلـك انـه يـذكـر فـي ذيـل قـوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة : 26] روايـة مـشـوهـة موهونة ، وينسبه الى الامام الصادق (عليه السلام) : (فالبعوضة : امير المؤمنين ، وما فوقها : رسول اللّه ) (2) .
كـمـا انه ينقل اخبارا مشتملة على الغلو والوهن بشان الائمة ويسترسل في نقل الاسرائيليات والـموضوعات كما في قصة هاروت وماروت ، وان الزهرة كانت امرأة فمسخت ، وان الملكين زنيا بـها ونحو ذلك من الاساطير الاسرائيلية والاكاذيب الفاضحة (3) ، ملا بها كتابه ، وشحنه شحنا بلا هوادة .
منهجه في التفسير
نعم انه يسرد الروايات سردا تباعا من غير هوادة ، يذكر الرواية تلو الاخرى أيا كان نمطها ، وفي أي بنية كانت صيغتها ، انما يذكرها لأنها رواية تعرضت لجانب من جوانب الآية باى اشكال التعرض .
مثلا ـ في سورة النساءـ يبدا بذكر ثواب قراتها ، فيذكر رواية مرسلة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ان من قراها فكأنما تصدق على كل من ورث ميراثا ، ولعل المناسبة ان السورة تعرضت لأحكام المواريث ، ثم يأتي لتفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } [النساء : 1] فيذكر رواية : انـهـم قـرابة الرسول وسيدهم امير المؤمنين ، امروا بمودتهم فخالفوا ما امروا به لم نعرف وجه المناسبة بين هذا الكلام والآية الكريمة . ثـم يـروي : ان حـوا انما سميت حوا ، لأنها خلقت من حي فلو صح ، لكان الاولى ان يقال لها : حيا وهـكـذا يروي ان المرأة سميت بذلك ، لأنها مخلوقة من المر ، اي الرجل ، لأنها خلقت من ضلع آدم ثم يناقض ذلك بذكر رواية تنفي ان تكون خلقت من ضلع آدم ، بل انها خلقت من فاضل طينته .
فـي حـين ان الصحيح في فهم الآية : ان حوا خلقت من جنس آدم ليسكن اليها ، كما في قوله تعالى : {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم : 21]
ويـذكـر : ان النساء انما سمين نسا ، لان آدم انس بحوا ، فلو كان كذلك لكان الاولى ان يقال لهن : (أنساء).
ويـتعرض بعد ذلك لكيفية تزاوج ولد آدم ، وينفي ان يكون قد تزوج الذكر من كل بطن مع الأنثى مـن بطن آخر ، لأن ذلك مستنكر حتى عند البهائم وبلغه ان بهيمة تنكرت له أخته فنزا عليها ، فلما كشف عنها انها اختها قطع غرموله (4) بأسنانه وخرّ ميتا.
وهكذا يذكر الروايات تباعا من غير نظر في الاسناد والمتون ، ولا مقارنتها مع اصول المذهب او دلالة العقول .
ونـحـن نجل مقام الائمة المعصومين عن الافادة بمثل هذه التافهات الصبيانية ، التي تحط من مقامهم الرفيع ، فضلا عن منافاتها مع رفعة شأن القرآن الكريم .
نـعـم قـد يـوجـد خلال هذه التافهات بعض الكلام المتين ، اذ قد يوجد في الأسقاط ما لا يوجد في الأسفاط ، لكنه من خلط لسليم بالسقيم ، الذي يتحاشاه ائمة اهل البيت (عليهم السلام ).
_______________________
1- نور الثقلين (المقدمة) ، ج1 ، ص2.
2- نور الثقلين ،ج1 ، ص37-38.
3- المصدر نفسه ، ص91.
4- الغرمول : الذكر .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|