المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أنواع الدفاتر التجارية
14-3-2016
Gaspard Monge
23-3-2016
النفس
2024-08-21
فزعُ المسلمين من تصميم معاوية على بيعة يزيد
7-4-2016
الآية الأولى من آيات الحج
2023-09-14
Histone Sumoylation
8-8-2018


صريع الدِلاء  
  
4288   11:23 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص69-70
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد القصّار المعروف بصريع الدلاء (1)، ولد في البصرة و نشأ فيها ثمّ صعد إلى بغداد. و قد اتّصل بفخر الملك أبي محمّد غالب بن عليّ بن خلف (354-407 ه‍) وزير بهاء الدولة البويهي فنال منه من المال ما أغناه. و في وفيات الأعيان (2:56-57) أنّ صريع الدلاء راسل أبا العلاء المعرّي (ت 449 ه‍) يطلب شيئا من شراب و غيره فبعث إليه أبو العلاء قليلا من المال و اعتذر إليه بمقطوعة مطلعها:

دعيت بصارع فتداركته... مبالغة فصار الى فعيل (صريع)

و في سنة 412 ه‍ ذهب صريع الدلاء الى مصر و مدح الظاهر لإعزاز دين اللّه الفاطميّ ثمّ توفّي فيها وشيكا فجأة من شرقة لحقته، في سابع رجب من سنة 412(18/10/1021 م) .

صريع الدلاء شاعر مشهور كان ينحو منحى الجدّ، ثمّ «لمّا رأى سخف زمانه نزع ثياب الجدّ (و سلك سبيل السخف و المجون) و تلقّب بصريع الدلاء و نفقت سوقه» . و كان يقلّد أبا الرقعمق (ت تحو 399 ه‍) و له في الجدّ الممزوج بالهزل أرجوزة مطلعها: «قلقل أحشائي تباريح الجوى» عارض بها مقصورة ابن دريد (ت 321 ه‍) .

مختارات من أرجوزته:

من لم يرد أن تنتقب (!) نعاله... يحملها في كفّه اذا مشى

و من أراد أن يصون رجله... فلبسه خير له من الحفا

من صفع الناس و لم يدعهم... أن يصفعوه فعليهم اعتدى

من طبخ الديك و لا يذبحه... طار من القدر الى حيث يشا

من فاته العلم و أخطاه الغنى...فذاك و الكلب على حدّ سوا

_____________________

1) و قيل: أبو الحسن علي بن عبد الواحد الفقيه البغدادي، صريع الدلاء و صريع الغواني و قتيل الغواشي و ذو الرقاعتين. و يقال له أيضا صريع الغواشي، و يلقب أيضا «القصار» (الذي يعمل في قصر النسيج: تبييضه) البصري (راجع وفيات الاعيان 2:56) ؛ و في دمية القصر (ص 77) بيتان لابي الحسن القصار، و هو صريع الدلاء في الاغلب

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.