أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
1904
التاريخ: 24-06-2015
3908
التاريخ: 12-08-2015
2539
التاريخ: 13-08-2015
1936
|
هو الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال من بني غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، و لذلك شهر باسم الحكم ابن عبدل الأسدي، كما كان يقال له أيضا الحكم بن عبدل الغاضري. و قد كان منزله و منشأه في الكوفة.
كان الحكم بن عبدل من أول أمره شيعة لبني أميّة. فلمّا ظفر عبد اللّه ابن الزبير بالعراق، سنة 64 ه، و أخرج منه عمّال بني أميّة خرج الحكم ابن عبدل معهم إلى الشام. و يبدو أنه لم يتّصل بالبلاط الأمويّ اتّصالا وثيقا إلاّ بعد أن جاء عبد الملك إلى الخلافة. (أواخر رمضان 65 ه، أوائل ايار- مايو 685 م) . . . ثم انّه كان فيما بعد يتردّد بين بلاط دمشق و بين الكوفة يتكسّب من الخلفاء و من الولاة. و بما أن الحكم بن عبدل كان أعرج أحدب فقد كان يترك الوقوف كغيره من الشعراء بأبواب الممدوحين. و كان يكتب حاجته على عصاه التي يستعين بالمشي بها ثم يبعثها إلى الذين يأمل في نوالهم فلا يحبس له رسول و لا تؤخّر له حاجة. و لقد أعفاه الحجّاج بن يوسف و عمر ابن هبيرة من الغزو للزمانة (العاهة الدائمة) التي كانت فيه.
اتّصل الحكم بن عبدل بعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب أمير الكوفة (البيان و التبيين 3:76) ؛ و عبد الحميد هذا ناب في الكوفة عن يزيد بن المهلّب سنة 99 ه. ثم ان الحكم اتّصل بعمر بن هبيرة، فأعفاه عمر بن هبيرة من الجهاد (الاغاني 2:417) . . . و بما ان عمر بن هبيرة لم يل البصرة إلاّ في سنة 102 ه(721 م) ، فلعلّ وفاة الحكم بن عبدل الاسدي كانت بعد ذلك بمدّة (سنة 106 ه) ، لأن الحكم بن عبدل كان قد أقعد قبل موته.
كان الحكم بن عبدل بعيدا عن الخلق الكريم يتكسّب بالشعر و يذلّ في ذلك نفسه بالخضوع و بالكذب، و كان مدمنا للشراب كثير المجون، كما كان مرحا في حياته فكها طيّب العشرة و المنادمة.
و كان الحكم بن عبدل شاعرا مجيدا للقصيد و للزجر، و في المقطّعات و الطوال. و أكثر شعره الهجاء، فقد كان هجّاء خبيث اللسان. و لقد كان له مدح و رثاء و غزل و مجون و قول كثير جيّد في الأدب (الحكمة) . و قد كان يتهم بأن كثيرا من اغراضه اغراض غير شريفة، في «الفأر» و أمثاله (راجع الأمالي 2:265) .
المختار من شعره:
- اختار أبو تمّام في ديوان الحماسة للحكم بن عبدل أبياتا في الأدب منها:
أطلب ما يطلب الكريم من الرز... ق لنفسي، و أجمل الطلبا (1)
إنّي رأيت الفتى الكريم إذا... رغّبته في صنيعة رغبا (2)
و العبد لا يطلب العلاء و لا... يعطيك شيئا إلاّ إذا رهبا
و لم أجد عروة الخلائق إلاّ الد... ين لمّا اعتبرت و الحسبا (3)
قد يرزق الخافض المقيم و ما... شدّ بعنس رحلا و لا قتبا (4)
و يحرم المال ذو المطيّة و الرّ... حل و من لا يزال مغتربا
- كان الحكم بن عبدل ممّن يدخل على عبد الملك و يسمر عنده، فقال ليلة لعبد الملك يتحبّب اليه بالتعريض بعبد اللّه بن الزبير و أنصاره:
يا ليت شعري و ليت ربّما نفعت ... هل أبصرنّ بني العوّام قد شملوا (5)
بالذلّ و الأسر و التشريد إنّهم... على البريّة حتف أينما نزلوا
أم هل أراك بأكناف العراق، و قد... ذلّت لعزّك أقوام و قد نكلوا (6)
- كان الحكم بن عبدل الاسديّ منقطعا إلى بشر بن مروان، و كان بشر يأنس به و يحبّه و يستطيبه. فلمّا ولي بشر البصرة اصطحب الحكم بن عبدل اليها. فلمّا مات بشر جزع الحكم عليه و قال يرثيه (و في هذه المرثية تحليل و فيها حكمة) :
أصبحت جمّ بلابل الصّدر... متعجّبا لتصرّف الدهر (7)
ما زلت أطلب في البلاد فتى... ليكون لي ذخرا من الذخر (8)
و يكون يسعدني و أسعده... في كل نائبة من الأمر(9)
حتّى إذا ظفرت يداي به... جاء القضاء بحينه يجري (10)
إنّي لفي همّ يباكرني... منه و همّ طارق يسري (11)
فلأصبرنّ، و ما رأيت دوى... للهمّ غير عزيمة الصبر (12)
و اللّه، ما استعظمت فرقته... حتّى أحاط بفضله خبري (13)
- و للحكم بن عبدل أبيات في الأدب منها (الأمالي 2:265-266) :
و إنّي لأستغني فما أبطر الغنى، و أعرض ميسوري لمن يبتغي عرضي (14)
و أعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي فأدرك ميسور الغنى و معي عرضي (15)
لأكرم نفسي أن أرى متخشّعا لذي منّة يعطي القليل على النّحض (16)
أكفّ الأذى عن أسرتي و أذوده، على أنني أجزي المقارض بالقرض (17)
و أبذل معروفي و تصفو خليقتي إذا كدّرت أخلاق كلّ فتى محض (18)
و أقضي على نفسي، إذا الحقّ نابني؛ و في الناس من يقضى عليه و لا يقضي (19)
و لست بذي وجهين في من عرفته... و لا البخل فاعلم من سمائي و لا أرضي
______________________
1) أجمل الطلبا: أطلب (الرزق) بغير عنف أو فظاظة بل باللين و الخطة الجميلة.
2) الصنيعة: العمل الحميد الكريم.
3) عروة الخلائق: جامع الاخلاق، الأساس الذي تقوم عليه الاخلاق كلها. لما اعتبرت: لما تأملت و فكرت. الحسب: العمل الحميد.
4) الخافض: العائش في نعمة و ترف. المقيم: الذي لا يبرح بلده. العنس: الناقة الصلبة. الرحل و القتب: ما يشد على الناقة ليركب عليه المسافر. -قد يرزق الانسان رزقا حسنا من غير أن يسافر في طلب الرزق أو يكد.
5) بني العوام: أسرة عبد اللّه بن الزبير بن العوام. شملوا: أحيط بهم (عمهم الذل و الاسر و التشريد) .
6) أكناف: أطراف. نكلوا (بالبناء للمجهول) : أبعدوا عن المناصب و عن النعمة التي يتمتعون بها الآن ثم عذبوا.
7) البلابل جمع بلبال: شدة الهم و القلق. تصرف الدهر: سلوكه الغريب في الناس.
8) الذخر: ما يعده الانسان للمستقبل ليعتمده و يدفع به الأذى أو الحاجة عن نفسه. من الذخر: من أنواع الذخر المفيدة.
9) الاسعاد: المساعدة و العون على احتمال الصعاب و المصائب. كل نائبة من الأمر: كل مصيبة مهما كان نوعها.
10) القضاء: الأمر المحتوم على الناس. الحين: الموت.
11) باكرني: يأتي علي باكرا (في الصباح) . الطارق: القادم مع مجيء الليل. يسري: يسير في الليل (يدوم طول الليل) .
12) الدوى: الدواء، العلاج.
13) ما أدركت عظم المصيبة بموت بشر بن مروان إلا بعد أن كنت قد اختبرت فضله و كرمه اختبارا عاما صحيحا.
14) أبطر الغنى: أبطر بالغني، يبطرني الغنى (يجعلني متكبرا فأسيء التصرف به) . «الغنى» مفعول به. و أعرض (أبدي استعدادا للمساعدة) ميسوري (بما يتيسر لدي من الخير، بالخير القليل الحاضر لدي) لمن يبتغي (يريد، يحتاج إلي، يطلب، يقبل) عرضي (استعدادي للمساعدة، اقتراحي) .
15) الاعسار و العسرة: اشتداد الحاجة إلى المال، الفقر. أدرك: أنال، أكسب. ميسور الغنى: الشيء الممكن من المال. و معي عرضي: من غير أن أدنس عرضي (من غير أن أهدر كرامتي بعمل قبيح أو غير لائق، من غير أن أذل نفسي) .
16) متخشعا: ذليلا، مستكينا، راكعا، النحض: كثرة اللحم (و المال) ؛ الالحاف (الالحاح) في السؤال. ذو المنة: الذي إذا أعطى أحدا شيئا أذله و هو يعطيه ذلك الشيء ثم استمر يذكره بفضله عليه. من الناس من يكون غنيا جدا و لا يعطي إلا شيئا قليلا (بعد الحاح المحتاجين في الطلب منه) ثم هو يظل بذكرهم بإحسانه اليهم.
17) أذوده: أدفعه، أرده (أحمي أسرتي من الأذى و أدفعه عنها) . أجزى المقارض (الذي يسلف إلي خيرا أو شرا) بالقرض (بمثل ما صنع معي من خير أو شر) .
18) المحض: الخالص، النقي. الفتى المحض: الرجل النبيل الشريف الاصل الحميد الافعال.
19) و أحكم على نفسي بما عليها من الحق أو الباطل. إذا الحق نابني (أصابني) : إذا كان الحق علي (إذا كنت مخطئا) . و في الناس فرد قد لا يعرف الحق من الباطل أو لا يحفظ كراما نفسه فلا يرجع إلى الحق من تلقاء نفسه، بل يجبره الآخرون دائما على الاقرار على نفسه بأنه مخطئ.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|