أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2016
1648
التاريخ: 2023-10-03
1648
التاريخ: 23-11-2014
2806
التاريخ: 12-7-2016
1889
|
وردت الإشارة إلى عنصر الزوجية في عالم النباتات في آيات خمس من القرآن الكريم، فنقرأ في قوله تعالى : {وَانْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَانْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}. (1)
(لقمان/ 10)
و قوله تعالى {وَتَرى الارْضَ هَامِدَةً فَاذا انْزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَانْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (2). (الحج/ 5)
ونقرأ أيضاً في قوله تعالى : {وَانْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَاخْرَجْنَا بِهِ ازْوَاجَاً مِّنْ نَّبَاتٍ شَتَّى}.
(طه/ 53)
عندما وصل أغلب المفسرين الاوائل إلى هذه الآيات فسروا «زوج» بمعنى «النوع» «الصنف»، و «الأزواج» بمعنى «الأنواع» و «الأزواج» المختلفة للنباتات، لأنّ حقيقة الزوجية في حقل النباتات بمعناها المعروف لم يكن معروفاً في ذلك الزمان.
إنّ الناس في سالف الزمان وإن كانوا يعلمون نوعاً ما عن أنّ بعض أنواع النباتات يتكون من جنسين، الذكر والانثى، وأنّهم كانوا يستخدمون عملية التلقيح من أجل تكثيرها (خصوصاً شجرة النخل التي يُعلم بوجود الذكر والانثى فيها منذ قديم الزمان، وأنّهم كانوا يحرصون على إنمائها عن طريق التلقيح)، لكن أحد العلماء المعروفين في حقل النباتات من السويد يدعى «لينه» كشف عن هذه المسألة لأول مرّة في أواسط القرن الثامن عشر للميلاد وهي أنّ عنصر الزوجية (بين الذكر والانثى) في عالم النباتات تعتبر من احدى المسائل العامة، والمتفق عليها، وأنّ النباتات كأغلب الحيوانات إنّما تتكاثر وتنمو من خلال الامتزاج بين نطفة الذكر والانثى، ومن ثم تعطي الثمار.
إلّا أنّ القرآن الكريم- كما رأينا- قد كشف النقاب عن هذة الحقيقة قبل هذا العالم بإثني عشر قرناً، وأشار إلى عنصر الزوجية في عالم النباتات في موارد متعددة، إلّا أنّه نظراً لعدم امتلاك هؤلاء للجرأة في التصريح بهذه الحقيقة، عمدوا إلى تفسير الزوجية بمعنى آخر على خلاف ظاهرها.
ومن الظريف أنّ النباتات مختلفة من هذه الجهة، ففي كثير منها يجتمع الذكر والانثى فيها في أصل واحد، وفي البعض الآخر تنفصل أشجار الذكر عن أشجار الانثى.
خذوا وردة من الورود ثم افصلوا أوراقها عنها، وتأملوا بدقة في داخلها تجدون عالماً مليئاً بالعجائب والأسرار. وفي الواقع ينعقد هناك محفل كبير، بيدَ أنّه لا صخب فيه، ويخلو من أي لون من ألوان العنف والاعتداء، حيث أنّ المياسم الظريفة واللطيفة التي تحمل معها أكياس حبوب اللقاح تحيط بما حولها ثم تتحرك مع هبوب الرياح، لتنثر تلك الحبوب على المدقة. إنّ الحبات المذكرة التي تمثل كل واحدة منها خلية صغيرة جدّاً، تتجذر بسرعة وبعد العبور من على عنق المدقة تمتزج مع نطفة الانثى في المبيض في أصل الورد لتشكل بدورها بذرة الورد أو الفاكهة.
وكأنّ الأوراق الزاهية للورد بمنزلة احدى معالم الزينة لهذا المحفل الغرامي العجيب أو الاستار الموضوعة على الحجرة المزينة للعروسين، ثم تُدعى الحشرات والفراشات الجميلة والنحل إلى هذا المحفل البهيج أيضاً.
ويتناول كل منهم الحلوى المخصوصة والمعدّة له من قبل رحيق الأزهار ويبعثون لنا حصةً منها، وما نشاهده من العسل في الأسواق، هو نصيبنا من ذلك المحفل.
وعلى أيّة حال استناداً إلى تصريح القرآن في آيات مختلفة على شمولية عنصر الزوجية للنباتات، وبالرغم من بعض الاستثناءات القليلة الواهية الموجودة في كل قانون كلي، يكون قد رفع الستار عن هذا السر المهم الذي خفي عن أنظار العلماء في ذلك العصر والقرون التي تلته وهذه بحد ذاتها من المعاجز العلمية البديعة.
_______________________
(1) وورد نفس المضمون في كل من الآية (7) من سورة الشعراء والآية (7) من سورة (ق).
(2) ورد نفس هذا المضمون في الآية 7 من سورة الشعراء و الآية 7 من سورة ق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|