أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1719
التاريخ: 17-5-2016
15395
التاريخ: 10-7-2016
1848
التاريخ: 13-7-2016
1623
|
نقرأ في قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعرِضُونَ}.
(الأنبياء/ 32)
لقد أبدى المفسرون القدماء وجهات نظر مختلفة في صدد بيان حقيقة السقف السماوي المحفوظ، فتارة يذهبون إلى : أنّه محفوظ من نفوذ الشياطين، وتارة يقولون : إنّه محفوظ من السقوط على الأرض، وتارة ثالثة : إنّه محفوظ من الانهدام بالرغم من تقادم الزمن (1).
إنّ السر وراء هذه التفاسير المبهمة هو عدم اطلاع البشر على السماء اطلاعاً دقيقاً في ذلك العصر.
وعندما وُجد علم الهيئة الجديد أثبت أنّ الكواكب بأجمعها تسبح في الفضاء اللامتناهي، وأنّه لا يوجد سقف أساساً، أصبح مفهوم هذه الآية أكثر تعقيداً بالنسبة لبعض المفسرين، حتى لجأوا إلى القول : إنّ معناها هو أنّ السماء كالسقف المحفوظ الذي يحول دون حدوث أي اختلال في نظام الوجود.
وعلى هذا الأساس صار المتبادر إلى الذهن من معنى السقف هو المعنى المجازي والذي جاء بصورة التشبيه والكناية.
إلّا أنّ العلم البشري لم يزل يواصل تقدمه نحو الأمام، وأصبح مفهوم هذه الآية أكثر وضوحاً نظراً إلى ما حصل عليه العلماء من معلومات جديدة عن طبقات الغلاف الجوي، فثبت أنّه يوجد سقف محفوظ بمعناه الحقيقي.
توضيح ذلك : أنّه توجد طبقة عظيمة للهواء تحيط بالأرض من كل أطرافها تسمى «الغلاف الجوي» يصل سمكها مئات الكيلو مترات ونظراً لضخامة هذه الطبقة الشفافة ظاهراً والمتكونة من الهواء وبعض الغازات الاخرى، نجدها على جانب كبير من القوة والمقاومة يقدرها بعض العلماء بمقاومة سقف فولاذي سمكه عشرة أمتار، تُصان به الكرة الأرضية من ألوان المخاطر.
فمن جهة يقف سداً منيعاً أمام سقوط الصخور المستمرة- ليلًا ونهاراً والمعروفة ب (الشهب) المنجذبة نحو الأرض بسرعة هائلة وتشكل خطراً كبيراً فيما لو اصطدمت بإحدى الأماكن.
وتتضح أهميّة هذه المسألة أكثر من خلال النظر إلى ما قاله العلماء : إنّ ملايين من هذه الشهب تتجه نحو الأرض في كل يوم وليلة، وعندما تصطدم هذه الأحجار السريعة بمقاومة الغلاف الجوي تتولد حرارة فتحترق وتشتعل متحولة إلى رماد، ينزل إلى الأرض رويداً رويداً، و في بعض الأحيان تكون هذه الأحجار كبيرة جدّاً فتجتاز الغلاف الجوي (بعد أن يحترق جزء منها) فتصيب نقطة من الكرة الأرضية، وتحدث أضراراً مخيفة، وقد سُجلت نماذج لها في التاريخ، ولعله انذار موجه إلى الغافلين بأنّ اللَّه تعالى لو لم يخلق هذا السقف المحفوظ، لتعرضتم بأجمعكم إلى هذا القصف الخطير، ولما كان للهدوء والاستقرار معنىً في حياتكم.
ومن جهة اخرى نعلم أنّ الشمس تنبعث منها أشعة تدعى بالأشعة فوق البنفسجية (تلك الأشعة هي نفسها التي تقع فوق اللون البنفسجي عندما يتحلل ضوء الشمس ولا تشاهد بالعين المجرّدة) والمقدار القليل منها مفيد ونافع جدّاً، فضلًا عن أنّه لا يلحق الضرر بأحد، وبالأخص إنَّ له دوراً كبيراً في قتل الميكروبات، إلّا إذا ازداد وكثر فانّه يحرق البدن بدون أن يشعر الإنسان بالحرارة، (إنّ السبب وراء الحروق التي تصيب جلد الرأس والوجه والبدن في المناطق القريبة من خط الاستواء في فصل الصيف هو أنّ الشمس تسطع بصورة عمودية وتجتاز طبقة قليلة من الهواء، فلا تحظى بقدر كافٍ من التصفية) ولو لم يوجد هذا (السقف المحفوظ) وهو «الغلاف الجوي» لم يستطع أي إنسان أن يقاوم الشمس ولو لحظة واحدة.
من جهة ثالثة أنّ الاشعاعات المميتة المسماة ب (الأشعة الكونية) تتجه بسرعة نحو الأرض ممّا وراء المنظومة الشمسية فيقف جزءٌ من الغلاف الجوي ويسمى ب «طبقة الاوزون» (2) مانعاً من نفوذ هذه الأشعة القاتلة ويقاومها كالسقف المحفوظ.
أخيراً برزت مخاوف كثيرة للعلماء على أثر الثقب الذي حدث في طبقة الاوزون بسبب تصاعد الغازات الضارة من بعض أجزاء السيارات في الهواء وإلحاقها الضرر بتلك الطبقة، هذه المخاوف ظهرت بصورة جدية بحيث أخذ رجال الدول والعلماء يفكرون في وضع مقررات دولية تمنع حدوث هذه الاضرار.
هذا ما توصلنا إليه حالياً من التعرف على الآثار العجيبة لهذا (السقف المحفوظ)، أي الطبقات العظيمة للهواء ومن الممكن الكشف عن حقائق أهم وأكثر في هذا المضمار مستقبلًا.
وقد يخطر في الذهن هذا السؤال وهو : هل يمكن اطلاق اسم «الغلاف الجوي» على السماء فتصدق عليه؟ وهل تعني السماء الكواكب والأجرام السماوية والمنظومات والمجرّات؟
في الجواب عن هذا السؤال نقول : إنّ القرآن الكريم هو الذي اطلق مراراً هذه الكلمة على الغلاف الجوي ومن جملة ذلك ما نقرأه في قوله تعالى : {وَأنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخرَجَ بِهَ مِنَ الثَّمراتِ رِزقَاً لَكُم} (3) (البقرة/ 22) .
ويتجلى بوضوح نموذج آخر لهذا المعنى في قوله عز من قائل : {الَمْ يَروَا الَى الطَّيرِ مُسَخَّرَاتٍ فِى جَوِّ السَّمَاءِ} (النحل/ 79) .
__________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 7 ص 46؛ والتفسير الكبير، ج 22، ص 165 وتفاسير اخرى.
(2) الاوزون، غاز أزرق اللون ذو رائحة نفاذة ويعد أخطر من غاز الاوكسجين. ويتكون عند التفريغ الكهربائي للأوكسجين، ويستعمل لأغراض الصباغة وتصفية الماء والهواء.
(3) وورد نظير هذا المعنى في البقرة، 164؛ الأنعام، 99؛ الأعراف، 96؛ يونس، 24؛ هود، 44؛ الرعد، 17 وآيات أخرى متعددة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|