القراء‌ة ليست ركنا عند أكثر علمائنا(1) فلو أخل بها سهوا لم تبطل صلاته - وبه قال الشافعي في القديم(2) - لان عمر صلى المغرب فلم يقرأ فيها فقيل له في ذلك، فقال: كيف كان الركوع والسجود؟ قالوا: كان حسنا. قال: فلا بأس(3).

ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام وقد سأله منصور بن حازم إني صليت المكتوبة فنسيت أن أقرأ في صلاتي كلها، فقال: " أليس قد أتممت الركوع والسجود؟ " قلت: بلى، فقال: "قد تمت صلاتك "(4). وعند بعض علمائنا أنها ركن لو أخل بها سهوا بطلت صلاته(5)، وهو قول الشافعي في الجديد(6)، لقوله عليه السلام: (لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب)(7) ولا حجة فيه لافتقاره إلى إضمار.

_____________

 (1) منهم الشيخ الطوسي في المبسوط 1: 105، وابن ادريس في السرائر: 50، والمحقق في المعتبر: 172.

(2) المجموع 3: 332، عمدة القارئ 6: 9، المهذب للشيرازي 1: 79.

(3) مصنف ابن أبي شيبة 1: 396.

(4) الكافي 3: 348 / 3، التهذيب 2: 146 / 570، الاستبصار 1: 353 / 1336.

(5) حكى ذلك الشيخ في المبسوط 1: 105.

(6) الام 1: 107، المجموع 3: 332، المهذب للشيرازي 1: 79، كفاية الاخيار 1: 65، المغني 1: 555، الشرح الكبير 1: 556.

(7) صحيح البخاري 1: 192، صحيح مسلم 1: 295 / 394، سنن الترمذي 2: 25 / 247، سنن البيهقي 2: 59، مستدرك الحاكم 1: 239.